راسل كرو يتقمص دور «عراف المياه» ويحذر من ويلات الحروب!

راسل كرو يتقمص دور «عراف المياه» ويحذر من ويلات الحروب!
مثلما كان فيلم «نظرية كل شىء» هو حدث حفل افتتاح الدورة الحادية عشرة لمهرجان دبى السينمائى الدولى، فالأمر المؤكد أن فيلم «عراف المياه» هو حدث أول أيام المهرجان؛ ليس فقط لأنه يمثل أول تجربة يقف فيها النجم العالمى الشهير راسل كرو خلف الكاميرا، وليس أمامها فقط، كما جرت العادة، وإنما لأن الفيلم نجح فى تقديم وثيقة سينمائية تناهض الحروب، وتندد بويلاتها، التى تمتد آثارها إلى مئات السنين. بالطبع تضمن يوم الخميس فعاليات متعددة؛ كاللقاء الصحفى مع المرشحين للفوز بجائزة «آى دبليو سى للمخرجين الخليجيين»، التى تبلغ قيمتها المالية مائة ألف دولار، ويتنافس على الفوز بها: المخرجة السعودية عهد كامل، والمخرج الإماراتى سعيد سالمين المرى، والمخرج الكويتى عبدالله بو شهرى، وفقرات التصوير الجماعية على السجادة الحمراء للجنة تحكيم جائزة المهر للأفلام القصيرة، ولجنة تحكيم جائزة المهر للأفلام الروائية الطويلة.. وغيرها من الوقائع والأحداث السينمائية؛ مثل عرض فيلم «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة» (إنتاج اليمن/ الإمارات / فرنسا)، الذى يُشارك فى مسابقة المهر الطويل، وتناقش مخرجته اليمنية خديجة السلامى، ظاهرة زواج الأطفال فى اليمن من الكهول، وتصف ما يجرى بأنه «اغتصاب»، وهى القضية نفسها التى ترصدها المخرجة الباكستانية عافية ناثانيال فى فيلمها «ابنة» (إنتاج باكستان / النرويج / الولايات المتحدة)، الذى كتبت له السيناريو وشاركت فى إنتاجه؛ حيث ترصد مأساة أم باكستانية تهرب بطفلتها التى لم تتجاوز العاشرة من عمرها، بعد أن أبرم زوجها، والد الطفلة، اتفاقاً مع كهل لتزويجه من الطفلة، بحجة حقن الدماء، ووضع حد لظاهرة الثأر بين القبيلتين!
«عراف المياه»
رغم كل هذه الحيوية، والجدل الذى أثارته الأفلام المعروضة، فإن الفيلم الأسترالى «عراف المياه» The Water Diviner استحوذ على الاهتمام والإقبال، بعد أن امتلأت صالة مسرح أرينا بمدينة جميرا، التى استضافت العرض، عن آخرها، وقبل أن يبدأ العرض بثت رسالة بالصوت والصورة قدم فيها النجم راسل كرو، مخرج وبطل الفيلم، اعتذاره عن عدم تمكنه من مصاحبة الفيلم إلى دبى، بينما اعتلى خشبة المسرح المنتجان أندرو ماسون وكيث رودجر، بالإضافة إلى بطلة الفيلم الحسناء أولجا كوريلينكو.
«عراف المياه» فيلم ملحمى، سنتعرض له بالتفصيل فيما بعد، يرصد ما جرى فى معركة «جاليبولى»، التى دارت رحاها فى شبه الجزيرة التركية عام 1915 (خلال الحرب العالمية الأولى)، بعدما دبرت القوات البريطانية والفرنسية خطة مشتركة لغزو الأراضى التركية بغية احتلال العاصمة العثمانية إسطنبول، لكن الخطة باءت بالفشل، ونتج عن المعركة مقتل الملايين. وعن واقعة حقيقية يحكى الفيلم أزمة مزارع أسترالى -راسل كرو- فقد أولاده الثلاثة فى المعركة، التى وصفت بأنها «آخر انتصارات الخلافة الإسلامية»، ثم فقد زوجته التى ماتت حزناً عليهم، وأوصته قبل أن تموت بأن يعثر على جثث أولادها ويدفنهم إلى جوارها. واختتم «كرو» فيلمه الإنسانى الأخاذ بإحصائية تقول إن (أكثر من 37 مليون شخص قتلوا فى المعركة و8 ملايين فقدوا واعتبروا فى عداد القتلى)، وفى لفتة أكثر من رائعة أهدى فيلمه الأول كمخرج إلى «المفقودين والمجهولين المُخلدين فى قلوب وذاكرة عائلاتهم».