سمير سيف: "القومي للسينما" يعرض 50% من إنتاج الأفلام المصرية في عامين
سمير سيف: "القومي للسينما" يعرض 50% من إنتاج الأفلام المصرية في عامين
تختتم فعاليات الدورة الـ18 للمهرجان القومي للسينما المصرية، الليلة، والذي يقام هذا العام تحت شعار "من جيل لجيل نتواصل"، حيث شهدت أيام المهرجان عرض 24 فيلمًا روائيًا طويلًا، إلى جانب 99 فيلمًا روائيًا قصير وتسجيلي وتحريك.
يتحدث المخرج سمير سيف عن الدورة الثانية له في رئاسة المهرجان، حيث قال لـ"الوطن": "المهرجان هذا العام غطى إنتاج أفلام عام 2012، 2013 السينمائي، وهم ما يقرب من 48 فيلمًا، تمت دعوتهم ومخاطبة منتجيهم، لكن ما شارك بالفعل هو 24 فيلمًا فقط، أي 50% من الأفلام المنتجة.
وأضاف سيف، أن هناك شركات رفضت مشاركة بعض أفلامها، لأسباب داخلية تخصها، وهناك من لا يبدي أي اهتمام، والمثال على ذلك فيلم "الفيل الأزرق"، وهو من أهم الأفلام التي تم إنتاجها في 2013، وتم عرضها في 2014، وعندما طلبنا مشاركته، اعتذر منتجه عن المشاركة لأن الفيلم لازال يعرض في دور العرض، وأنا أرى أن ذلك تصرف غير صحيح بالمرة، لأنه يضيع فرص الفيلم في الحصول على جوائز.
وتابع رئيس المهرجان، أذكر في العام الماضي، طلبنا من الشركة المنتجة لفيلم "كف القمر" أن يشارك معنا في المهرجان، لكنها اعتذرت عن مشاركته، بينما عاتبني مخرجه خالد يوسف على عدم مشاركة فيلمه، لكنني أوضحت له الأمر في أن الشركة المنتجة رفضت مشاركته، إضافة إلى أن هناك العديد من شركات الإنتاج التي لم يستدل على عنوانها وهؤلاء كثر، فمن الطبيعي أن عناوين الشركات المنتجة مدونة بغرفة صناعة السينما، لكن عندما حاولنا الوصول إلى مقراتها لم نجد لها وجود".
وأوضح سيف: "لا أعتقد أن 48 فيلمًا رقم يكفي لكي يكون حصيلة إنتاج السينما المصرية في عامين، لكننا نعلم جيدًا أن الإنتاج متقلص للغاية على مدار الـ4 أعوام الماضية، وهذه إحدى المشاكل التي تعاني منها صناعة السينما في مصر، بسبب العقبات التي تواجهها مثل عدم وجود تشريعات كافية لمواجهة القرصنة وتفعيلها، مما يؤدي إلى اعتكاف عدد كبير من المنتجين عن المجازفة والنزول إلى ساحة الإنتاج السينمائي، إضافة إلى تفعيل فكرة اللجنة الوزارية المكونة من عدة وزارات، لتسهيل الإنتاج السينمائي".
وأشار سيف إلى أن إدارة المهرجان قررت مشاركة فيلم "حلاوة روح" قبل حكم المحكمة بعودته لدور العرض، وقال: "قرار مجلس الوزراء كان بوقف عرض الفيلم تجاريًا، لكن مشاركته في المهرجانات من حقه، لأنه ينافس ضمن مسابقة، وبالتالي حتى لو لم يصدر القرار لصالح عرض الفيلم تجاريًا، فهو كان مشاركًا، وكان من حق منتجه مقاضاتي إذا رفضت مشاركته".
وعن اختيار شعار الدورة "من جيل لجيل نتواصل" قال: "منذ العام الماضي تم عمل شعار لكل دورة، وكل شعار تعرض لفكرة معينة سادت في تلك الفترة في الشارع المصري، ففي العام الماضي كان إحساس الشارع يقول "عايزين أفلامنا القديمة الحلوة ترجع من تاني"، وفي هذا العام استشعرنا أن هناك تفرقة بين الأجيال، وأصبحت هناك موجة الشباب وموجة التافهين، وأصبح يطلق على الكبار "العواجيز" ونادى البعد بإقصاءهم، وهذا غير صحيح، فقررت اللجنة اختيار شعار "من جيل لجيل" نتواصل"، للتأكيد على أهمية تفاعل الأجيال".
وحول تضارب موعد المهرجان مع بعض المهرجانات الدولية كـ"مراكش" و"دبي" قال سيف: "في الحقيقة إن تلك الدورة والدورة الماضية لم يقاما في موعدهما الرسمي المتفق عليه في لائحة المهرجان، وهو شهر أبريل، لكنهما دورتان إستثنائيتان بلائحتين مؤقتتين، لتلافي الضرر الذي وقع في الأعوام السابقة، وبالتالي أصبح ليس هناك موعد محدد لإقامة المهرجان، ويتم تحديد الموعد وفقًا للظروف، وبناء على إتاحة دار الأوبرا يومان لإقامة حفل الافتتاح والختام تم تحديد موعد المهرجان، وليس اختيار عشوائي، لكن العام المقبل سيتم تحديد موعد ثابت للمهرجان، نراعي فيه عدم التضارب مع مواعيد مهرجانات أخرى".
وأضاف سمير: "هناك مقترح من إدارة المهرجان بشأن زيادة القيمة المادية للجوائز، لكن الأعوام الماضية كانت مؤسسات الدولة ترشد من إنفاقها بصفة عامة، وتمويل المهرجان بالكامل من وزارة الثقافة، فكان من غير المعقول المطالبة بزيادتها في هذا التوقيت، ونأمل أن يكون ذلك خلال الفترة المقبلة، مع تحسن الوضع الاقتصادي، لأن هذا المبدأ غير مرفوض".
وحول المقترحات بمشاركة رجل الأعمال في تمويل المهرجان كرعاة قال: "لا يوجد ما يمنع ذلك بالطبع، لكن ليس هناك طريقة لتنظيمها، لكن حتى الآن لم يتم البحث في تلك الفكرة، خاصة وأن المهرجان محلي، وبالتالي فليس هناك مغريات لرجال الأعمال، وهو ما يختلف عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي".
وأشار سمير إلى أن هذه الدورة شهدت العديد من الإيجابيات في ظنه، منها استحداث سلسلة "الخالدون" ضمن المطبوعات لتقديم سيرة فنانين لم يخدمهم الزمن في عمل مؤلفات عنهم تصبح مرجعًا للطلبة، ولم يحظوا بتكريمات لأن التكريم عادة للأحياء، والتي بدأت خلال تلك الدورة بإطلاق كتاب عن حياة الراحل السيد بدير، إضافة إلى إطلاق "أبليكيشن" خاص بالمهرجان يطلق عليه QR بمجرد الضغط عليه يتم تحميل الكتاب على الموبايل، إضافة إلى عمل "أبليكشن" لموقع المهرجان نفسه.
وحول إهداء الدورة لصباح قال: "بداية تلك الدورة جاءت على التو في أعقاب وفاة صباح، وأنا اقول إن مصر لها في صباح مثل ما للبنان فيها، فصباح بدأت أفلامها في مصر منذ عام 1945 حتى آخر أفلامها في الثمانينات، وبالتالي فهي جزء لا يتجزأ من السينما المصرية".