«سقوط الحكومة الإسرائيلية».. الأسباب والتداعيات والسيناريوهات المستقبلية

كتب: محمد الليثي

«سقوط الحكومة الإسرائيلية».. الأسباب والتداعيات والسيناريوهات المستقبلية

«سقوط الحكومة الإسرائيلية».. الأسباب والتداعيات والسيناريوهات المستقبلية

على الرغم من قِصر عمر الحكومة الـ 24 في إسرائيل، إلا أن ائتلافها خاض معركة كبيرة وطويلة في مواجهة المعارضة الإسرائيلية لمدة عام كامل، ليصل الأمر في النهاية إلى التصويت على حل الكنيست اليوم، والذهاب إلى انتخابات جديدة تعيد من جديد حالة الجمود السياسي الذي عاشته تل أبيب قبل تولي الائتلاف الحكومي الأخير بقيادة رئيس الوزراء «نفتالي بينيت»، ووزير الخارجية يائير لابيد.

حل الكنيست وإسدال الستار على حكومة التغيير

بعد تأجيل التصويت مرتين، صوت الكنيست الإسرائيلي بالقراءتين الثانية والثالثة، صباح اليوم، على حله بالقراءة التمهيدية مؤخرًا، ليتم حله بشكل رسمي وبذلك تُقبل إسرائيل على انتخابات جديدة في نوفمبر المقبل.

ووفقًا لما ذكره موقع «آي 24»، الإسرائيلي، بهذا التصويت يكون قد أسدل الستار على حكومة التغيير الإسرائيلية التي شكلها نفتالي بينيت عضو الكنيست ورئيس حزب يمينا بالشراكة مع وزير الخارجية يائير لابيد، الذي سيصبح رئيسًا للحكومة الانتقالية إلى حين موعد الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.

عقبات واجهت الحكومة

حظي ائتلاف بينيت ولابيد، في الأشهر الأخيرة بعدة هزائم متتالية من المعارضة وساعد على تفاقم الأزمات الانقسام الذي يعاني منه الائتلاف حول عدد من القضايا أبرزها الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، بالإضافة إلى عدة ضربات من المعارضة التي يقودها بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الأسبق وزعيم حزب «الليكود»، كان أبرزها تعطيل تمرير تمديد قانون الطوارئ في الضفة الغربية المُحتلة لأول مرة في تاريخ إسرائيل.

فقدان الأغلبية في ائتلاف حكومة التغيير

كان انسحاب أعضاء من الائتلاف الحكومي الذي حصد أغلبية ضعيفة للغاية بمثابة إشارات كبيرة بأن تلك الحكومة تعيش أيامها الأخيرة، وكان أبرز تلك الانسحابات، «عيديت سيلمان»، رئيسة الائتلاف عن حزب «يمينا»، وعضو الكنيست «عميحاي شيكل»، و«غيداء زعبي» عضوة الكنيست عن حزب «ميرتس» اليساري، ليعمق ذلك جراح الحكومة وتملك أقل من 60 برلمانيًا في الكنيست ما يعني أنها غير قادرة على التشريع.

 

سقطات أمنية

في مارس الماضي، بدأت موجة عنف شملت سلسلة من الهجمات ضد الإسرائيليين في الداخل الإسرائيلي ما بين عسكريين ومدنيين ما تسبب في سقوط أكثر من 20 قتيلا أظهروا اختراقًا كبيرًا في المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي اتخذت عدة قرارات لتشديد القبضة على الفلسطينيين إلا أنها لم تنجح في ذلك لتظهر بصورة ضعيفة.

الفشل في مد قانون الطوارئ

وأبرز الملفات التي بذلت فيها المعارضة الإسرائيلية مجهودًا ضد حكومة بينيت هو ملف قانون الطوارئ الذي تطبقه إسرائيل في الضفة الغربية المُحتلة منذ عام 1967، وهو القانون الذي يسمح للإسرائيليين بتنفيذ الاعتقالات والانتهاكات اليومية بحق الفلسطينيين، حيث أفشلت المعارضة تمرير القانون لأول مرة في تاريخ إسرائيل وهو الأمر الذي ينذر بخطورة أمنية كبيرة على الإسرائيليين، الأمر الذي أكد أيضًا هشاشة الائتلاف الحكومي بقيادة نفتالي بينيت ووزير خارجيته يائير لابيد.  

 

مشروع المعارضة لحل الكنيست.. ومبادرة بينيت

في 20 يونيو الماضي، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأن بنيامين نتنياهو الذي يقود المعارضة يُخطط لطرح مشروع قانون في الكنيست لإجراء انتخابات جديدة، وهو الأمر الذي يحتاج تصويت 61 عضوا في الكنيست.

ولكن في اليوم نفسه بادر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الخارجية لابيد بالاتفاق على حل الكنيست وتعيين الأخير رئيسا للوزراء.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية آنذاك بأن هناك اتفاقا بين بينيت و​لابيد​ على طرح قانون حل ​الكنيست​ وتقديم موعد ​الانتخابات​ الإسرائيلية، وهو ما حدث بالفعل وتم التصويت عليه في الـ 3 قراءات بالكنيست الإسرائيلي، صباح اليوم.

المستقبل السياسي القريب.. بين الجمود وتفوق نتنياهو

تقول وسائل إعلام إسرائيلية بناءً على استطلاعات رأي أجريت، إن رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو يحظى بتقدم كبير إذا أجريت الانتخابات وخصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء بينيت عدم نيته الترشح في الانتخابات المقبلة.

وذكرت القناة الـ 12 الإسرائيلية أن الليكود يحتل المرتبة الأولى بين الأحزاب في استطلاع للرأي بـ 34 مقعدًا متقدمًا على حزب رئيس الوزراء بينيت، وبالإضافة إلى التحالفات يمكنه تشكيل حكومة بـ 63 مقعدًا في الكنيست الإسرائيلي.

يأتي ذلك في الوقت الذي ذهبت فيه بعض استطلاعات الرأي التي تحدث عنها محللون إسرائيليون إلى أن إسرائيل ستشهد حالة جديدة من الجمود، وتوقعوا عدم تحقيق الأغلبية التي من شأنها أن تشكل حكومة، ليتعلق الأمر بمدى النجاحات التي سيستطيع كل معسكر من المعسكرين تحقيقها بضم الأحزاب إليه لتشكيل الحكومة الجديدة.


مواضيع متعلقة