قمة تاريخية لـ«الناتو» فى «مدريد» بحضور 40 رئيس دولة وحكومة

قمة تاريخية لـ«الناتو» فى «مدريد» بحضور 40 رئيس دولة وحكومة
- الناتو
- موسكو
- الرئيس الأمريكى
- بايدن
- قمة مدريد
- الأزمة الروسية - الأوكرانية
- الناتو
- موسكو
- الرئيس الأمريكى
- بايدن
- قمة مدريد
- الأزمة الروسية - الأوكرانية
انطلقت أعمال قمة حلف شمال الأطلسى «الناتو»، أمس، حيث تحولت أنظار العالم إلى العاصمة الإسبانية «مدريد»، التى استقبلت نحو 40 رئيس دولة وحكومة، للمشاركة فى القمة، التى وصفها ينس ستولتنبرج، الأمين العام للحلف، بـ«التاريخية»، نظراً لتزامنها مع تطورات الحرب «الروسية - الأوكرانية».
ووصف مراقبون «قمة مدريد» بأنها الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية، نظراً لطبيعة التحديات التى تواجهها دول حلف «الناتو»، فى ظل الأزمة «الروسية - الأوكرانية»، التى خلقت مخاوف أمنية غير مسبوقة للقارة العجوز، كما تأتى أيضاً أزمة عضوية السويد وفنلندا فى الحلف على رأس القضايا التى تناقشها القمة، فى ظل التوصل إلى توافق مع تركيا بشأن عضوية السويد فى «الناتو».
10 آلاف عنصر أمنى شاركوا فى تأمين قمة الحلف
وشهدت «مدريد» إجراءات أمنية مكثفة لتأمين القمة، التى تستمر لمدة 3 أيام، يشارك خلالها ما يقرب من 10 آلاف عنصر أمنى فى تأمين محيط عقد القمة، والأماكن الحيوية فى البلاد.
«بايدن» دخل من باب خلفى بعيداً عن لقاءات زعماء باقى الدول مع وسائل الإعلام
ووصل الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى القمة فى موعده، إلا أنه دخل من باب خلفى آخر غير المخصص للدخول، الذى توجد أمامه وسائل الإعلام العالمية، دون ذكر سبب واضح لعدم التزامه بالباب المعلن للدخول، فى الوقت الذى وقف زعماء ورؤساء الدول لالتقاط الصور الفوتوغرافية، والتحدث إلى وسائل الإعلام الموجودة فى المكان، ما أثار تساؤلاً حول سبب تغيبه عن الوجود وسط قادة العالم قبيل القمة.
الرئيس الأمريكى: الحلف سيعزز انتشاره فى أوروبا رداً على «موسكو».. والأمر يستوجب تغيير سياسات القارة العجوز
وخلال أعمال القمة، قال الرئيس الأمريكى إن حلف «الناتو» سيعزز انتشاره فى أوروبا، رداً على سياسات «موسكو»، التى فرضت تحدياً راهناً يستوجب تغيير السياسات فى القارة العجوز، إذ طالب «بايدن» بضرورة تعزيز وجود «الناتو» فى أوروبا، لمواجهة الوجود الروسى.
وأضاف أنه سيتأكد من شركائه فى الحلف أنهم جاهزون لمواجهة كل التحديات، مشيراً إلى أنهم سيعملون على تغيير حجم قواتهم فى أوروبا، نظراً للتحديات الراهنة.
وتأتى «قمة مدريد» وسط تحديات مضافة إلى الأزمة «الروسية - الأوكرانية» وعضوية السويد وفنلندا، تتمثل فى الوضع فى أفغانستان، حيث عادت حركة «طالبان» إلى الحكم بعد أكثر من 20 عاماً، فضلاً عن تصاعد خطر التنظيمات الإرهابية فى منطقة الساحل الأفريقى، كما أن القمة تعقد وفى خلفيتها بعض الاختلافات بين قادة «الناتو»، خصوصاً الهزات التى واجهها سابقاً عقب تصريحات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بشأن إمكانية انسحاب الولايات المتحدة من الحلف.
من جانبه، أعلن الأمين العام لـ«الناتو» أن قبول انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسى يسير بسرعة غير مسبوقة، ويعتمد تاريخ عضويتها على التصديق على بروتوكول الانضمام، ومصادقة 30 برلماناً.
وأكد «ستولتنبرج»، خلال كلمته، أمس، أن الحلف سيعتمد حزمة مساعدات شاملة لأوكرانيا، كما أن قادة أعضاء «الناتو» سيحافظون على دعمهم لأوكرانيا لضمان انتصارها على التهديدات الروسية.
وكانت روسيا قد حذرت من مسألة عضوية فنلندا والسويد فى حلف «الناتو»، وحذر رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب الروسى «الدوما»، ليونيد سلوتسكى، صباح أمس، من عواقب انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف الأطلسى، كما تنفى «موسكو» أى اتهامات يوجهها لها «الناتو»، وتعتبر أنه المسئول عن تفاقم الأوضاع واندلاع الحرب فى أوكرانيا، فى ظل رغبة «كييف» فى عضوية الحلف، الأمر الذى تعتبره روسيا خطاً أحمر.
وقال مسئول رفيع بحلف «الناتو»، إن قمة الحلف المنعقدة فى مدريد ستكون تاريخية، ومن المتوقع أن يتخذ القادة قراراً رئيسياً، كما أن التحالف سيقوِّض حرب روسيا الوحشية فى أوكرانيا.
وأضاف المسئول أن قمة «الناتو» تهدف إلى إحراز تقدم فى عضوية السويد وفنلندا، والتهديدات والتحديات فى الجنوب، وإعادة الالتزام بمكافحة الإرهاب، وأكد أن أمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يؤثر على أمن أعضاء الحلف، متابعاً: «نواجه بيئة أمنية معقدة، وظهور حالات العنف الخارجية، والهجرة، والأمن الغذائى، وكلها تمثل تحديات معقدة، فى تلك المنطقة الأطلسية، لذلك يجب أن يكون (الناتو) قادراً على معالجة أى تهديد وتقديم إجابات له فى أى وقت».
وبشأن محاربة الإرهاب، أكد أن أعضاء الحلف يحللون التطورات الأخيرة وتحسين القدرات وتقوية العلاقات مع الشركاء فى مجال تفكيك العبوات الناسفة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، لافتاً إلى أن الهدف من هذه المهمة على سبيل المثال السماح للقوات العراقية بتعزيز مشاركتها فى قتال تنظيم «داعش» الإرهابى، وذلك بناء على طلب من الحكومة العراقية.
وعقب وصوله إلى «مدريد» قال رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، إن «الناتو» بحاجة إلى تعلم دروس من الأشهر القليلة الماضية، ويجب عليه مراجعة موقفه فيما يتعلق بالجناح الشرقى له، فى إشارة إلى الدول القريبة من روسيا.
وقال الرئيس البولندى أندريه دودا، إن التزام حلف شمال الأطلسى بزيادة قوة الرد السريع للأعضاء الأقرب إلى روسيا سيجعل أوروبا أكثر أمناً، مضيفاً أن «روسيا تشكل تهديداً لأوروبا، بل ليس لأوروبا فقط، ولكن لكل أعضاء حلف الناتو».
وتشهد قمة «الناتو» الحالية حضور قادة اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا للمرة الأولى كضيوف فى قمة للحلف، ما يعكس الأهمية المتزايدة لمنطقة المحيطين الهندى والهادئ، التى هى واحدة من أولويات الحلف خلال قمته الحالية، خصوصاً التصدى لتحركات الصين.