مدرسو ثانوية عامة عن التصحيح الإلكتروني: لا يظلم أحدا.. ولا مجال للرأفة

مدرسو ثانوية عامة عن التصحيح الإلكتروني: لا يظلم أحدا.. ولا مجال للرأفة
- الثانوية العامة
- الماسح الضوئي
- التصحيح الإلكتروني
- البابل شيت
- الثانوية العامة
- الماسح الضوئي
- التصحيح الإلكتروني
- البابل شيت
بعدما نجحت منظومة التصحيح الرقمية في امتحانات العام الماضي للثانوية العامة، أعلنت وزارة التربية والتعليم، أن تصحيح امتحانات الثانوية العامة سيتم إلكترونيا، من خلال الماسح الضوئي، وسط إجراءات أمنية مشددة عن طريق إرسال أوراق إجابات الطلاب «البابل شيت»، مباشرة إلى مقر المركز القومي للامتحانات بالمدينة التعليمية الواقعة في مدينة السادس من أكتوبر.
وتواصلت «الوطن» مع عدد من مدرسي الثانوية العامة؛ للتعرف على أراءهم وتساؤلتهم حول هذا التصحيح الآلي، وهل سيكون لهم أي دور في هذا التصحيح؟.
قال «هشام نقشارة» مدرس لغة عربية للمرحلة الثانوية، في حديثه مع «الوطن» أن إستخدام الماسح الضوئي في تصحيح إجابات الطلبة هو نتاج طبيعي للتطور الذي يحدث في نظام التعليم، مضيفًا أن الطالب لم يعد يعتمد على التلقين والحفظ، بل شجعه هذا النظام الجديد على إعمال عقله والإعتماد على الفهم والإستنتاج.
التصحيح بالماسح الضوئي لا يظلم الطلاب
وأضاف أن نظام التصحيح بالماسح الضوئي لا يدع مجالًا لظلم الطالب: «الوزارة فهمتنا الورق بيتصحح إزاي بالماسح الضوئي.. تقريبًا 1000 ورقة بيتصححوا في 10 دقائق.. ومفيش أي أخطاء بتحصل في التصحيح»، مشيرًا أن الخطأ الوحيد يكون ناتج عن الطالب عندما يقوم بإختيار أكثر من إجابة، وبالتالي لا تُحسب درجة هذا السؤال.
«الماسح الضوئي صارم في التصحيح، ولذلك نتمنى أن لا تُحتمل أسئلة الإمتحانات أكثر من إجابة»، لأن ذلك يُشكل ضغط على الطالب، ويجعله مُشتت غير قادر على تحديد الإجابة الصحيحة، وفقًا لحديث نقشارة، كما يأمل أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتوفير منصة تعليمية مجانية لطلبة الثانوية العامة تحل محل الكتب الخارجية، تُقدم من خلالها نماذج لأسئلة الإمتحانات في جميع المواد حتى يتم تأهيل الطالب للإمتحانات في ظل النظام الحديث.
تساؤلات حول مدى دقة التصحيح الآلي
قال «رضا رشدي» مدرس أول لغة الإنجليزية بالمرحلة الثانوية، أن التصحيح الإلكتروني أكثر دقة من التصحيح اليدوي، حيث يتم تصحيح أوراق إجابات الطلاب «البابل شيت» عن طريق الماسح الضوئي من خلال برنامج على الكمبيوتر مُسجل عليه الإجابات الصحيحة مُسبقًا.. فيتم وضع الإجابة الخاصة بالطالب في الماسح الضوئي وتحديد إجاباته الصحيحة، وفقُا للنموذج المُدخل مسبقًا.
وأضاف رشدي أن هناك تساؤل يشغل بال الطلاب والمدرسين منذ العام الماضي، وهو كيف يتم تصحيح أوراق إجابة كل الطلاب بإستخدام ماسح ضوئي مبرمج بإجابات نموذج واحد، في حين أن هناك أربعة نماذج مختلفة من الإمتحان بترتيب أسئلة مختلف: «بعد الإمتحان بنلم الورق بشكل متداخل وكله بيتصحح بنموذج الماسح الضوئي».
لا مجال للرأفة في التصحيح الإلكتروني
قال «إيهاب طبل» مدرس علم نفس بمدرسة السادات الثانوية بنين بدمياط، أنه لا يوجد تدخل للعنصر البشري تمامًا في تصحيح إجابات الطلبة بعد إعتماد التصحيح بنظام الماسح الضوئي، حيث يتم تجميع أوراق الإجابات بعد الإنتهاء من الإمتحان مباشرة، ثم تُتنقل إلى مقر التصحيح التابع للوزارة، مضيفًا لـ «الوطن» أن الطلبة يُهابون هذا النوع من التصحيح لأنه لا يترك المجال للرأفة مثلما كان يحدث في التصحيح اليدوي: «مفيش تفاعل بين المصحح والطالب زي الأول.. فممكن طالب نجاحه يقف على درجة واحدة لأنه نظام آلي».
ورأى أن النظام الجديد في التعليم والتصحيح يُحمس الطلبة على الإطلاع والبحث بشكل دائم، حتى يصبح المعيار الأساسي في النجاح هو الفهم وليس الحفظ، مشيرًا أن انخفاض الحد الأدنى للقبول بالجامعات في العام الماضي يوضح للطلبة أن الإلتحاق بالجامعة لا يرتبط بجني المزيد من الدرجات دون الحرص على تطوير عقولهم وأنفسهم.
مطالبات بالجمع بين التصحيح اليدوي والآلي
وفي سياق متصل أقترح «محمود أحمد» مدرس رياضيات بإحدى مدارس الثانوية العامة، أن يتم تقسيم أسئلة الإمتحانات بين الأسئلة الإختيارية والمقالية، حتي نترك المساحة للطالب في التعبيرعن أفكاره ونفسه: «التصحيح الإلكتروني قد يظلم الطالب؛ لأن هناك بعض الأسئلة التي تحتمل أكثر من إختيار، ولذلك لابد من وجود أسئلة مقالية يقوم المدرسين بتصحيحها».
وطالب مدرس الرياضيات في نهاية حديثه أن تقوم وزارة التربية والتعليم بنشر نموذج إجابة رسمي بعد كل إمتحان مثلما كان يحدث في الماضي، حتى يعرف المدرسين و الطلبة الإجابات الصحيحة، والتي تعتبر نموذج إسترشادي للطلبة في السنوات القادمة.