ظهور أول عربية كشري لـ«أبو طارق» في الستينات: « زبايني سفراء وفقراء»

كتب: أحمد الأمير

ظهور أول عربية كشري لـ«أبو طارق» في الستينات: « زبايني سفراء وفقراء»

ظهور أول عربية كشري لـ«أبو طارق» في الستينات: « زبايني سفراء وفقراء»

من مذياع صغير داخل مقهى في شارع شامبليون بالقاهرة، ينطلق صوت أم كلثوم وهي تغني «أنا في انتظارك» كأنها تعبر عن حال الجالسين على كراسيها بانتظار الشاب نحيل الجسد الذي يأتي كل ظهيرة من قلب منطقة الشرابية  يجر أمامه عربة خشبية بيضاء اللون مدون عليها الآية القرآنية (كلوا من طيبات ما رزقناكم) أعلاها أنقى أنواع المكرونة والأرز والعدس والشعرية المكون لطبق الكشري اللذيذ من يد يوسف ذكي ابن الـ 15 البائع المتجول الذي أصبح يمتلك أشهر محلات الكشري المصرية وأعرقها على الإطلاق.  

بين محبي الكشري تحديدًا وهي الأكلة الشعبية الأولى في مصر وأبو طارق عشق من نوع خاص لم يتوقف منذ عام 1960 إذ نسب  سر الإقبال على مطعمه بالمهنية وحب العمل في مستهل حديثه لـ«الوطن» قائلا: «الناس كلها بتحب كشري أبو طارق بس مفيش حاجة اسمها سر المهنة.. السر هو الشغل بضمير وحب المهنة.. الناس بتحبني لأني ورثت المهنة أبا عن جد وأخلصت فيها.. بدأ والدي زمان بيع الكشري لما كان بتعريفة.. كان بيجي هنا في شارع شمبليون والناس بتتجمع وتاكل.. كانت أيام جميلة».

أول ظهور لـ عربية أبو طارق

في جلسة بث مباشر أجرتها «الوطن» ظهر أبو طارق لأول مرة من أمام عربته الشهيرة التي تحولت بعد سنوات طويلة إلى مطعم من 4 طوابق في الشارع نفسه موضحًا أنه بدأ بيع الكشري بتعريفة واحدة: «طول عمري هنا في نفس المكان من سنة 1960 بدأت بالعربية الصغيرة دي.. الشارع هنا يعتبر شعبي والشعب بيحب الكشري وأنا غاوي أبقى بتاع كشري.. بدأت أبيع على عربية الكشري دي الطبق بتعريفة واحدة.. كنت بصصحى الصبح أجهز كل حاجة عشان ألحق حصة الغدا الموظف اللي بيصبر نفسه بطبق كشري والعامل والسواق والغني كلهم كانوا بيجوا هنا ياكلوا من ايدي».

أبو طارق: أنا ابن الشارع والفقراء

على الرغم من أن صنعة الكشري لها أسلوبها الخاص عند «أبو طارق» واستطاع أن يعبر بها إلى دول عربية بإعداد فروع للمحل في جدة ومكة بالسعودية وكذلك دبي بالإمارات العربية المتحدة بعد أن حقق شهرة واسعة في مصر إلا أنه لا يزال يحتفظ بالعربة التي بدأ مهنته بها بوسط البلد في القاهرة حيث أضاف خلال حديثه لـ«الوطن»: «أنا لسة محتفظ بالعربية والنهاردة جبتها قدام المحل بتاعي اللي بقى 4 أدوار.. حاليا عندي فروع في أكبر مولات وشوارع القاهرة.. وفتحت في دول عربية كتيرة.. دي بداياتي أنا فقير ومن الفقراء وابن الشارع».

سر الخلطة 

يجد أبو طارق أهمية وجبة الكشري التي يقدمها في ابتعاده عن التركيز على الوجبات التي يعدها المنافسون فالجودة في اختيار المكونات بحسب تعبيره هي السر في المذاق الذي يجذب زبائنه: «من ساعة ما بدأنا واحنا بنشتغل كشري بس.. مش بنعمل طواجن.. دايما مش ببص غيري بيعمل ايه بهتم باللي أنا بعمله.. وده سر من أسرار نجاحي بردو والحمد لله دلوقتي عندي فروع في كل مكان في مصر وفي فروع في دول عربية تانية.. لازم تحافظ على نفسك وتركز في شيء واحد لو غيرت الزبون ممكن ميجيش لازم تراعي مهنتك.. أنا مش دخيل على بيع الكشري.. ومش هدخل حاجة جديدة.. أبو طارق بيعمل كشري بس».

فقراء وسفراء 

وبما أن الكشري هو الأكلة الشعبية الأشهر أصبح ذكي يوسف الشهير لـ أبو طارق سبباً في الجذب السياحي إذ أن بعض زبائنه يأتون من دول أوروبا وأسيا وإفريقيا كما أن مطعمه وجهة للمشاهير المصريين منذ تأسيسه ويضيف: « مشاهير كتير بيجوا عندي من زمان نجوم الكورة القدامى زي الخطيب وأبو جريشة والجداد زي جدو وعمرو زكي وياما ممثلين وسياسيين كلوا من إيدي سواء وأنا ع العربية أو واقف في المطعم مع العمال.. بيجيلي ناس من برا من الفقراء للسفراء كمان».

 


مواضيع متعلقة