بريد الوطن .. وماذا أفعل بأسفك بعدما أسأت لى؟!

بريد الوطن .. وماذا أفعل بأسفك بعدما أسأت لى؟!
سؤال يستحق الدراسة والفهم، سؤال يجول بخاطر الغالبية العظمى بعد نوبة تنمر يتعرضون لها، أو سخرية مبالغ فيها، قد يكون الرد حينها قاتلاً للطرف المتنمر، لكن الصمت قد يكون أبلغ من الكلام، لأنك تتعاطى مع الموقف مرة أو مرتين وربما ثلاث مرات، إن زاد زادت الحساسية وزاد رد الفعل، وقد يتحول إلى وحدة أو تجاهل متعمد، أو فصل من نوع خاص للسيطرة على النفس وأخذها فى الاتجاه العقلى الذى ينذر برد فعل مباغت قبل البدء فيه. «وماذا أفعل بأسفك طالما مشهد الإساءة لا زال عالقاً فى ذاكرتى؟!».
هى حقيقة نفسية مؤكدة، لا يمكن تجاهلها أو التخلص منها كفكرة، فالتعرض بكثافة لسلوك غير مناسب من قبَل الآخرين حتى وإن كان على سبيل الدعابة والمزاح، يُقبل مرة أو اثنتين أو ثلاثاً فى مجمله كمجموعة من الرفاق، ومن أفراد بعينها، ليس متاحاً للجميع.
وهناك جانب آخر أكثر ظلمة، وهو التمادى فى الحزن والضيق، التكلف فى التعامل مع حساسية مفرطة وسوء تقدير للأمور، لكونها من منظور ضيق، كمن حشر نفسه فى عنق زجاجة فلا يقوى على الخروج ولا السماح لأحد بمساعدته، أو حتى سماع اقتراحاتهم لإنقاذه، فيظل عالقاً بين مشاعره المشتتة، ورغبته فى التواصل مع الآخرين بأريحية ولا يصل ولا يريح ذاته!!
التغاضى والتقبل ومنح الفرص كفيلة بجذب قلوب الآخرين وأرواحهم لا ملامحهم فقط، الابتسامة والعتاب والرغبة فى التواصل أمر فى غاية الأهمية لا فرار منه، كى ننعم ببعض الراحة والهدوء والسكينة.
أسماء عبدالخالق
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com