رحلة تصنيع الصابون من الزيت المستعمل.. توفير وحماية للبيئة في 60 دقيقة «فيديو»

كتب: سمر صالح

رحلة تصنيع الصابون من الزيت المستعمل.. توفير وحماية للبيئة في 60 دقيقة «فيديو»

رحلة تصنيع الصابون من الزيت المستعمل.. توفير وحماية للبيئة في 60 دقيقة «فيديو»

في ظهيرة يوم شديد الحرارة، وقفت هند أحمد تتصبب عرقا أمام نار الوقود، تعد وجبة طعام سريعة لأبنائها، لسد جوعهم حتى تنتهي من إعداد أصابع البطاطس المقلية التي تأسر قلوب صغارها، وحين اشتدت حرارة نار الوقود وارتفع صوت غليان الزيت، كسر حالة الصمت السائدة في المطبخ صوت أحدهم ينادي بمذياع في الشارع «نشتري زيت الطعام المستعمل»، مقابل مبلغ زهيد، فتذكرت تحذيرات التوعية التي تلقتها من قبل في أحد الفعاليات البيئية عن استغلال البعض لذلك في إعادة بيعه واتخذت قرارًا بتحويشه واستغلاله بما يفيدها.

تجميع زيت الطعام

من مقر جمعية «أحلام إسطبل عنتر» المعنية بتنمية مهارات أهالي منطقة عزبة خير الله بمصر القديمة، تعلمت «هند» كيفية استغلال زيت الطعام المستعمل، من بعد أن اعتادت التخلص منه في مياه الصرف، تلقت تدريبًا على تصنيع الصابون من الزيت المعاد تدويره بطريقة آمنة تحقق فائدة ذو حدين: «بنحافظ على البيئة عشان الزيت بينزل في مياه الصرف يضر الأراضي الزراعية وبنوفر تمن صابون غسيل الأطباق ونعمله في البيت»، بحسب روايتها في بداية حديثها لـ«الوطن».

بشكل يومي، اعتادت «هند» وغيرها من سيدات عزبة «خير الله» نفسها على «تحويش» الزيت وكلما اكتمل لديهن كميات، يبدأن في تحويلها إلى صابون أو تسليمها لمقر جمعية «إسطبل عنتر»، إذ تتولى منى محمد، إحدى المدربات بالجمعية، الإشراف على تعليم سيدات المنطقة كيفية استغلال زيت الطعام لتصنيع صابون الغسيل منه توفيرا للنفقات وحفاظا على البيئة.

بوتاس ودقيق وليمون

بخامات بسيطة لا تزيد عن بوتاس ودقيق أبيض وعصير ليمون للحفاظ على البشرة، وماء مغلي، تتمكن «منى»، داخل مقر الجمعية التنموية، من تحويل زيت الطعام إلى قطع صابون متعددة الأغراض، في عملية تستغرق ساعة تقريبا أو أقل.

«بنحط كمية بسيطة من البوتاس على الزيت ونضيف ليه المياه المغلية في وعاء بلاستيك مش معدن ونقلب بأداة خشب أو مضرب كهربائي»، حتى يتماسك الخليط ويتحول إلى عجين متماسك قابل للتشكيل بأشكال مختلفة، بحسب حديثها لـ«الوطن» التي رافقتها في كافة خطوات تصنيع الصابون.

استخدامات الصابون المصنوع من زيت الطعام

بينما تضع «منى» تركيزها في خطوات تصنيع الصابون، يلتف حولها عددا من السيدات لتلقي دروسا للتوعية، ونجحت هي في تغيير كثير من عاداتهن اليومية، «بقوا يستفيدوا من الزيت المستعمل عندهم ويعملوا منه صابون»، يمكن استخدامه، بحسب روايتها، في غسل الصحون والسجاد وتلميع الأواني الألومنيوم.

نصف ساعة من الزمن فقط، مرت على الخليط الذي تركته «منى» في الهواء، حتى تماسك جيدا وأصبح قابلا للتقطيع، بدأت بتقسيم الكمية المفرودة على لوح كبير، إلى قطع صابون متوسطة الحجم، جاهزة لوضعها في المطابخ واستخدامها من جانب «ستات البيوت»: «العملية بسيطة وتتعمل في البيت ومش بتاخد أكتر من ساعة واحدة بس».

تحذير من بيع الزيت المستعمل

وحذرت «منى» السيدات من بيع زيت الطعام إلى الباعة المتجولين في الشوارع، كما هو شائع الآن وباتت الإعلانات عن تلك الأماكن متداولة عبر صفحات السوشيال ميديا: «بعض الناس بيغشوا بياخدوه ويعيدوا بيعه في أزايز زيت رخيص للناس وده بيسبب أمراض كتير»، بحسب قولها.


مواضيع متعلقة