محمود محيي الدين: الفترة الحالية «الأتعس» منذ الحرب العالمية الثانية

كتب: صالح إبراهيم

محمود محيي الدين: الفترة الحالية «الأتعس» منذ الحرب العالمية الثانية

محمود محيي الدين: الفترة الحالية «الأتعس» منذ الحرب العالمية الثانية

وصف الدكتور محمود محيي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030، الأوضاع التي يمر بها العالم حاليا، بأنها «الأتعس» منذ الحرب العالمية الثانية، نتيجة سيطرة حالة عدم اليقين، وغياب أي اتجاه لمجالات تعاون عالمي في التجارة والاستثمار، فضلا عن وجود قيود على حركة العمالة.

وقال إن تلك الصورة ليست نتيجة فقط للحرب الروسية الأوكرانية، التي أدت لارتفاع أسعار المحاصيل والغذاء والطاقة والسلع، لكن أيضا ما سبقها من أزمة كورونا التى كانت كاشفة، ومعجلة بقدر من التغييرات، موضحا أن تلك المشكلات ممتدة منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، وهى الأزمات التى دفعت لمشكلات أكبر تتعلق بأزمات التمويل الدولية.

أفريقيا ضحية التغير المناخي

وأشار محيي الدين، خلال فعاليات اليوم الأول من مؤتمر بعنوان: «نحو (COP27) وما بعده»، الذي عقده المركز المصري للدراسات الاقتصادية، بالتعاون مع بنك التجاري الدولي، إلى أن ملفات تغيرات المناخ بقدر ما تحمل من أزمات، إلا أنها أيضا تنطوى على فرص للتعاون والعيش المشترك، الذى بدونه سيذهب أى جهد فردى هباء، لافتا إلى أن أفريقيا رغم أنها لم تكن المسئول الأكبر عن هذه التغيرات إلا أنها تعد أكبر المتضررين واصفا إياها بالـ«ضحية»، لكونها مسئولة فقط عن 3% من الانبعاثات الضارة فى الكوكب، فى حين أن روسيا وحدها مسئولة عن 4% من الانبعاثات، والهند مسئولة عن 8%، وأمريكا 16%، والصين 30%.

وأكد محيي الدين أن القمة المقبلة يجب أن تعطى المساحة المناسبة لأفريقيا، ليس فقط فيما يتعلق بمشكلة التكيف والتمويل، ولكن أيضا فى أن تكون جزءا من الحل العالمى للأزمة بما يمكن أن توفره من الطاقة النظيفة والتحول الرقمى والثورة الصناعية الرابعة، حيث تملك أفريقيا كل المصادر الطبيعية لهذا، وبمنطق اقتصادى سليم ستكون هى مصدر السلع والمواد الأولية ومجال التصنيع المشترك والإنتاج.

وأشاد محيي الدين بتوقيع مصر و5 دول أفريقية تحالفا من أجل إنتاج الهيدروجين الأخضر، إيمانا منها بأهمية المعايير المنضبطة، كما تشهد أفريقيا استثمارات ضخمة فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، إذ يوجد أحد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية فى بنبان بأسوان، كما أن هناك 23 دولة أفريقية تعتمد الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو ما يؤكد إمكانية أن تكون أفريقيا مصدرا للحل العالمى.

استمرار ضعف دور القطاع الخاص في الاستثمار

ولفت محيي الدين إلى استمرار ضعف دور القطاع الخاص فى الاستثمار بمجالات التكيّف، حيث ما زلنا نعتمد بالأساس على التمويل العام فى مجال التكيف، نظرا لأن النفع العام المتحقق منه أكبر بكثير من النفع الخاص، ولكن هناك بعض المجالات التى يمكن أن يكون للقطاع الخاص دور أكبر فى الاستثمار بها.

ودعا لأن تكون مصر واحدة من الدول المنشئة لأسواق الكربون كدولة رائدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مطالبا بضرورة وضع معايير عالمية لما هو أخضر، حيث تقوم بعض الجهات بأمور تخالف المعايير وهناك تضارب فى المعايير الدولية وهو ما يطلق عليه "الغسل الأخضر"، لافتا إلى أن هناك لجنة لوضع معايير عالمية متفق عليها تستضيف مصر أعمالها ومن المتوقع أن تنهى عملها هذا العام وإعلان نتائجها فى قمة شرم الشيخ.


مواضيع متعلقة