حقيقة علاقة المرض النفسي بالإيمان.. «شهادة المفتي» تحسم الجدل

كتب: إسراء سليمان

حقيقة علاقة المرض النفسي بالإيمان.. «شهادة المفتي» تحسم الجدل

حقيقة علاقة المرض النفسي بالإيمان.. «شهادة المفتي» تحسم الجدل

أثارت تصريحات الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة، والتي قال فيها إن المريض المصري لا يقبل مصارحته بالمرض النفسي ويظن أنه مصاب بالجنون أو أن ذلك ناتج عن حالته الاجتماعية، لكن الحقيقة أنه ليس له علاقة بالحالة الاجتماعية، والشخص المؤمن والقريب من ربه لا يُصاب بالأمراض النفسية، وهنا كان محل الجدل الواسع، وخرج بعدها موضحًا تصريحاته قائلاً: «هل يُعقل أن أستاذ في كلية طب عمره 76 عامًا مايعرفش تخصص اسمه الطب النفسي، لكن فلسفتي فيما قلت أن المتدين لا يقلق ومن ثم لا يصاب بالاكتئاب، مؤكدًا أن الشخص المؤمن سواء كان  مسلمًا أو مسيحيًا، أقل عرضة للإصابة بالمرض النفسي»، لافتًا إلى أن هذه ملاحظة وجدها في عيادته الخاصة.

شوقي علام يحسم الجدل

الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حسم الجدل المثار، وكان قد أكد أن تراث العلماء المعتبرين مليء بالنصوص والكتابات التي اهتمت بالنفس ومشاكلها، كالإمام أبي حامد الغزالي، رحمه الله، وغيره، مشددًا على أننا في حاجة ماسة لأن نرجع إلى هذا المزج الشديد بين العلوم الإنسانية النافعة، ولا ننعزل عنها بأي حال، ما دام هناك التزام بالضوابط.

وأضاف المفتي: «اللجوء إلى المتخصصين وأهل العلم أمر حثت عليه الشريعة الإسلامية ودعت إليه»، مؤكدًا على دور العلم والتخصص في حياة الناس وصلاح المجتمعات، وهو من صميم تجديد الخطاب الديني والإفتائي، مشددًا على ضرورة نشر الوعي المجتمعي في قضية المرض النفسي، وأنه مثل غيره من الأمراض العضوية يحتاج إلى العلاج من خلال المتخصصين في الطب النفسي.

رجال الدين والإفتاء لهم دور كبير في تثقيف المجتمع

من جانبه قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن رجال الدين والإفتاء لهم دور كبير في تثقيف المجتمع وتوعيته بأهمية الطب النفسي، إلا أنه من الضروري اللجوء إلى الأطباء عند الإصابة بالمرض النفسي.

وعن علاقة الإيمان بعلاج المرض النفسي، قال: «هناك علاج ديني للوسواس القهري لا يقل أهمية عن العلاج المعرفي السلوكي أو الدوائي، وهو العلاج القائم على التعاليم الدينية السمحة الميسرة».

ولفت المهدي النظر إلى حالات الوسواس القهري، الذي هو اضطراب نفسي له أسباب بيولوجية ونفسية واجتماعية، مشيرًا إلى أن تغيير المعتقدات الوسواسية التي لها علاقة بالدين صعب وليس بالأمر السهل؛ نتيجة تشكيل الظاهرة الدينية لحوالي 70% من وعي الإنسان.

وأوضح الدكتور المهدي أن الوسواس القهري لا يمثل إلا نسبة بسيطة عند الناس لا تتعدى 3% من حالات الوساوس، ومن أشكالها التدين الوسواسي، ويتمثل في إنجاز بعض الأعمال في ساعات وأيام بدلًا من دقائق، وذلك من شأنه تعطيل حياة الإنسان، كالاستمرار في الوضوء لمدة طويلة وإعادته للاطمئنان إلى صحته.

وعلق الدكتور ممتاز عبد الوهاب، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، على ما أثير، قائلاً: «الأمراض النفسية تنقسم إلى نوعين، منها أمراض نفسية بيولوجية لا علاقة لها بالدين أو الإيمان، وهذه الأمراض تصيب المتدين وغير المتدين».

وأضاف: «هناك أمراض تكون نتيجة الضغوط الاجتماعية والظروف، وبالتأكيد لو الإنسان عنده قدر من الإيمان والرضا تكون نسبة تعرضه لها أقل ومقاومته لها أكبر، لكن في النهاية تصيب المتدين وغير المتدين».


مواضيع متعلقة