هل للمؤمن «حصانة» ضد المرض النفسي؟ 3 متخصصين في علم النفس يعلقون على آراء «موافي»

هل للمؤمن «حصانة» ضد المرض النفسي؟ 3 متخصصين في علم النفس يعلقون على آراء «موافي»
- حسام موافي
- تصريحات حسام موافي
- المرض النفسي
- جمال شعبان
- احمد عكاشة
- حسام موافي
- تصريحات حسام موافي
- المرض النفسي
- جمال شعبان
- احمد عكاشة
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلًا كبيرًا خلال الساعات الماضية حول حقيقة علاقة المرض النفسي بـ«الحالة الإيمانية» للفرد، بعد حديث للدكتور حسام موافي، أستاذ الباطنة وطب الحالات الحرجة في كلية طب القصر العيني قال فيها إن «الشخص المتدين لا يُصاب بالأمراض النفسي»، واستدرك موضحًا إنه «من خلال الملاحظة تبيّن أن الشخص اللي بعيد عن ربنا قريب من المرض النفسي، واللي قريب من ربنا بعيد عن المرض النفسي».
انقسام حول حديث حسام موافي
حديث «موافي» أحدث ردود فعل واسعة بين مؤيد ومعارض، حيث أيده فريق يرى أن الإيمان يحمي صاحبه من الإصابة بالأمراض النفسية، فيما رأى الفريق الثاني أن المرض النفسي لا يفرق بين مؤمن وغير مؤمن، وأن هناك أسبابًا علمية أخرى لا تتعلق بدين الشخص أو إيمانه للإصابة بالمرض النفسي من عدمه.
من أصحاب الفريق المنحاز لرأى «موافي»، الدكتور جمال شعبان، استشاري القلب والأوعية الدموية، الذي وصف منتقدي «الرجل الذي تتلمذ على يده» حسبما قال بـ«ملحدين»، وقال: «ارفعوا أيديكم عن العلماء أيها الملحدون.. حسام موافي هو أستاذ الأمراض الباطنة الأول لأجيال عديدة، وليس درويشًا ولا متاجرًا بالدين، لكنه متأمل متدبر في كتاب الله».
وبعد ساعات أجرى «شعبان» تعديلًا على تدوينته كتبها على حسابه الرسمي على موقع «فيسبوك» ليستخدم كلمة «جاهلين» بدلًا من «ملحدين»، بعد اعتراضات كثيرة في التعليقات بسبب الوصف.
رأى أطباء النفس في علاقة الإيمان بالمرض
ومن أبرز آراء المعترضين على حديث الدكتور «موافي» أنه طبيب بشري باطني غير متخصص في الطب النفسي، وهو الأمر الذي ينطبق أيضًا على الدكتور «شعبان» استشاري القلب، أبرز المدافعين عن آراء «موافي» في الطب النفسي.. فما رأي أطباء علم النفس في هذا الجدل
الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، نفى بشكل قاطع أن يكون هناك علاقة بين المرض النفسي وإيمان الفرد، مؤكدًا أن المرض النفسي قد يصب الرفد نتيجة عدم انتظام الدوائر العصبية بالمخ، والعلاج النفسي والدوائي يعيد الخلل لطبيعته الأولى.
وتابع «عكاشة» لـ«الوطن» أن المرض النفسي ليس دليلًا على ضعف إيمان المريض أبدًا، فهذا مفهوم خاطئ، وأشار إلى أن الطبيب النفسي لا يكتفي بإعطاء نصائح أو مهدئات فقط للمرضى كما يظن البعض، وإنما يصف علاجا خاصا لكل مرض نفسي حسب «الدائرة الكهربائية» للمريض.
ما هو المرض النفسي؟
واتفق مع «عكاشة»، الدكتور جمال فرويز، استشاري الأمراض النفسية والعصبية، مشددًا على أن المرض النفسي هو في الأساس مرض عضوي يصيب الشخص نتيجة خلل ما سواء جيني أو عضوي، يصحبه تأثير على حالته النفسية والعصبية. وأشار إلى أن «العلم لا يعرف مسألة الإيمان من عدمه، فالأمراض النفسية موجودة لدى أصحاب المعتقدات المختلفة، بل أن بعض من شديدي التدين يصابون بأمراض نفسية شهيرة أحيانًا».
علم النفس يدحض نظرية الدكتور حسام موافي
بدوره أكد الدكتور محمد طه، الحاصل على دكتوراه في الطب النفسي من إنجلترا، أنه لا علاقة بين المرض النفسي والحالة الإيمانية للفرد أو نوع معتقده، قائلًا: «المرض النفسي يصيب المؤمن وغير المؤمن، ويصيب اللى بيصلى واللى مش بيصلى، واللى بيصوم واللى مش بيصوم، ويصيب المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والملحد واللاديني».
وتابع في تدوينة كتبها على حسابه الرسمي على «فيس بوك» قائلًا: «المرض النفسي له أساسات عضوية وكيميائية وجينية زى أى مرض جسماني بالظبط، زى الضغط والسكر والحمى».