رئيس اللجنة الدينية بـ«الشيوخ»: الحوار فرصة لدعم الحياة السياسية والحزبية والوصول إلى آليات تنفيذ خطوات «الإصلاح»

كتب:  حسام أبوغزالة

رئيس اللجنة الدينية بـ«الشيوخ»: الحوار فرصة لدعم الحياة السياسية والحزبية والوصول إلى آليات تنفيذ خطوات «الإصلاح»

رئيس اللجنة الدينية بـ«الشيوخ»: الحوار فرصة لدعم الحياة السياسية والحزبية والوصول إلى آليات تنفيذ خطوات «الإصلاح»

رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إنّ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى بمثابة انطلاقة جديدة للحياة الحزبية نحو الجمهورية الجديدة، التى تقوم على مبادئ وأسس الديمقراطية وتحقيق المفاهيم الأساسية والصحيحة لحقوق الإنسان، وتعكس حالة من الاستقرار السياسى والاجتماعى الذى وصلت إليه مصر، وأصبحت الظروف مواتية تماماً. وأضاف «عامر»، فى حواره مع «الوطن»، أنّ الحوار الوطنى يحمل الكثير من الرسائل الإيجابية للعالم أجمع، أهمها التوقيت، خاصة فى ظل التحديات والضغوطات التى تواجه الدولة جراء التأثّر بالأحداث العالمية والأزمات الدائرة بسبب جائحة كورونا، والأزمة الروسية الأوكرانية.. وإلى نص الحوار

مصر أصبحت تنافس الدول المتقدّمة باقتصاد قوى واستثمارات كبيرة وشراكات اقتصادية مهمة.. والوعى الرشيد والأمن الفكرى وانضباطه يحققان الاستقرار

بداية.. كيف رأيت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى؟

- الدعوة تعبر عن حكمة وعلم وخبرة وكل الحرص على الدولة ومقدراتها وأهلها، والإخلاص فى صناعة جمهورية جديدة ترتكز على أسس ثابتة راسخة تعمل على استمرار التميّز والثقة فى الذات المصرية، فهى بمثابة انطلاقة جديدة للحياة الحزبية نحو الجمهورية الجديدة، التى تقوم على مبادئ وأسس الديمقراطية وتحقيق المفاهيم الأساسية والصحيحة لحقوق الإنسان، والدعوة تعكس حالة من الاستقرار السياسى والاجتماعى الذى وصلت إليه مصر، حيث أصبحت الظروف مواتية تماماً لهذا الحوار فى مختلف الموضوعات التى تهم الدولة، كما أنه يحمل الكثير من الرسائل الإيجابية للعالم أجمع، كما تأتى أهمية التوقيت، خاصة فى ظل التحديات والضغوطات التى تواجه الدولة جراء التأثّر بالأحداث العالمية والأزمات الدائرة بسبب جائحة كورونا والأزمة «الروسية - الأوكرانية».

ما أهمية الحوار الوطنى فى هذا التوقيت؟

- الحوار فرصة حقيقية وفاعلة لدعم الحياة السياسية والحزبية فى مصر، بما يحقّق فى النهاية الوصول إلى آليات تنفيذ خطوات الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى والسياسى، والذى بدأ فى مصر منذ تولى القيادة السياسية مقاليد الحكم، والإيمان أولاً بدور الأحزاب والقوى السياسية والمثقفين والمفكرين والخبراء وكل فرد من أفراد المجتمع فى المشاركة الفاعلة، وتحمّل المسئولية الوطنية للنهوض بالدولة وتقدّمها فى مختلف المجالات، بما يليق بتاريخها وحضارتها وشعبها العظيم.

فدعوة الأحزاب وكل القوى السياسية والمجتمعية للحوار الوطنى فرصة ذهبية لا بد من الاستفادة منها فى سبيل الجلوس على مائدة واحدة والتشاور والتحاور بين المشاركين على تنوع آرائهم، وطرح الرؤى بشأن التحديات المختلفة التى تواجه المجتمع والظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم أجمع فى هذه الآونة، ومحاولة الخروج بنتائج وتوصيات تسهم فى علاج هذه التحديات وحل الأزمة، أو على الأقل تخفيف آثار حدّتها على المواطن، الذى عليه دور فى القيام بمسئوليته كذلك متبنياً الثقافة الصحيحة فى الاستهلاك وترشيد الإنفاق فى كل شىء، وهذا مطلب شرعى.

«تأهيل العلماء» يستهدف إعداد كوادر علمية دعوية مؤهلة لحمل أمانة الدين وتدريب الدعاة على مهارات التواصل

حدّثنا عن مستهدفات الحوار وأهميته فى ظل الظروف الحالية؟

- الحوار الوطنى يحمل فى باطنه أهمية كبرى تأتى من احتياج المجتمع المصرى فى الفترة الحالية إلى جلوس جميع المصريين على مائدة الحوار، وبحث المشكلات والقضايا التى تمس الوطن والمواطن باختلاف أنواعها، والنظر إليها على أنها أولوية قصوى فى الوقت الحالى، ولذلك أهمية كبرى فى تكامل جميع الفئات والأحزاب والقوى المجتمعية والنخب السياسية والمتخصصين لبحث المشكلات وتقديم حلول فعّالة يمكن تطبيقها، بجانب أنه يأتى تزامناً مع الانتقال نحو مشارف الجمهورية الجديدة التى يكون للقوى المجتمعية والأحزاب والنخب السياسية وغيرها فيها دور فعّال، فالحوار سيكون مهمة جديدة مُلقاة على عاتق هؤلاء جميعاً، خاصة الأحزاب، بتكليفات رئاسية، الأمر الذى يتطلب من كل حزب غض النظر عن المصالح الفردية أو الشخصية، والمضى معاً نحو تحقيق المصلحة العامة للدولة.

ما المقترحات أو القضايا التى ترى لها أولوية على مائدة الحوار؟

- كل القضايا التى تهم المجتمع المصرى، أهمها بناء الوعى والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، لأن الوعى الرشيد والأمن الفكرى وانضباطه، يحققان الاستقرار المجتمعى، الذى يعد مقدمة ناجزة وسريعة للتقدم والتطور فى مختلف المجالات، وبكل تأكيد المحور الاقتصادى له أولوية كبرى، وذلك فى ظل الأزمات الاقتصادية العالمية التى يمر بها العالم جراء الحرب الروسية - الأوكرانية، ومن قبلها أزمة كورونا، التى كانت لها تداعيات اقتصادية سلبية أثرت على اقتصاديات دول عظمى، ومهم جداً ضرورة تناول قضية بناء الوعى الرشيد، الذى وجّه إليه رئيس الجمهورية قبل أكثر من سنتين فى الكلمة التى ألقاها فى احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف، فبناء الوعى من أهم القضايا، وكذلك قضية مواجهة التطرف (يميناً أو شمالاً) ومكافحة الإرهاب وآليات القضاء عليه، وهذا يتطلب عدداً ضخماً من العلماء والدعاة العاملين المؤهلين لهذه المهمة العظيمة.

دعوة كل القوى إلى المشاركة فرصة ذهبية للخروج بنتائج وتوصيات تعالج التحديات المحلية والعالمية.. وعلى الأحزاب أن تتكاتف وتتكامل للوصول فى الناهية إلى حلول  

هل هناك مطالب للأحزاب السياسية فى الحوار؟

- الأحزاب يجب أن تتكاتف وتتكامل خلال الحوار الوطنى ويتم الترفّع عن محاولة تحقيق أى مكاسب سياسية ضيقة، أو أفكار خاصة أو مجرد التمسك بها من باب الخلاف، أما الاختلاف بين وجهات النظر والرؤى فإنه مطلوب، ولكنه يهدف إلى المصلحة العامة ويؤدى فى النهاية إلى الاتفاق والتكامل والاستماع إلى أكثر من وجهة نظر، والوصول فى النهاية إلى حلول ومعالجات يمكن تطبيقها، وعلى الشباب والأحزاب وجميع القوى السياسية والمجتمعية المشاركة ضرورة صياغة مسودة نهائية تتضمن أولويات المشكلات التى توجد فى المجتمع.

ما أبرز القوانين والموضوعات التى تناقش بمجلس الشيوخ خلال الفترة الحالية؟

- هناك عدد من الموضوعات المهمة انتهى المجلس من مناقشتها، أهمها خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للعام المالى الجديد، فضلاً عن مناقشة عدد من الاقتراحات بحضور الوزراء المعنيين على مدار الفترة الأخيرة، وبالفعل تمت مشاركة أكثر من وزير والاستماع إلى خطتهم بشأن الاقتراحات التى تقدم بها النواب.

الدولة حققت نجاحاً وتحولاً فى الصناعة الوطنية وهناك

 

حدّثنا عن الهدف من مقترح تأهيل العلماء؟

- من أهداف هذا الاقتراح: إعداد كوادر علمية ودعوية مؤهلة لحمل أمانة الدين، وتمثيل الأزهر علميّاً وفكريّاً بصورة لائقة بمكانته ورسالته، وتدريب الدعاة على أساليب ومهارات التواصل الحديثة وتعميق العلم بفقه الدعوة، ووقوف الدعاة على قضايا الواقع المعيش فى مختلف المجالات الدينية، والاجتماعية، والاقتصادية وغيرها، وكيفية التفاعل معها فى ضوء مقاصد الشريعة ومصالح العباد، والإسهام فى إعداد الدعاة إعداداً علميّاً وفكريّاً وثقافيّاً ومهنيّاً، بما يسمح باستيعاب واقع الحضارة المعاصرة، والتأثير فى الواقع الاجتماعى بصورة فاعلة، وتعميق الفهم بفقه الدعوة والتثقيف الدينى.

د. يوسف عامر: مصر انتقلت من مرحلة متذبذبة ومضطربة إلى الاستقرار فى عهد الرئيس «السيسى»

كيف تقيّم ذكرى مرور 8 سنوات على تنصيب الرئيس السيسى؟

- الدولة فى هذه الفترة تفتخر بقيادتها السياسية الحكيمة والمبدعة والصادقة والناجزة فى كل ما يهم الوطن والمواطن، ونسمع هذا من أشقاء عرب وغير عرب حين يغبطوننا على قيادتنا السياسية الحكيمة والنشطة والمبتكرة، فالدولة خلال الـ8 سنوات الأخيرة تحت حكم الرئيس السيسى، انتقلت من مرحلة متذبذبة ومضطربة، إلى مرحلة جديدة ينعم المواطن فيها وكل من يعيش على أرض مصر بالأمن والأمان والاستقرار فى كل شىء، فاليوم حققت مصر الريادة فى مختلف المجالات، ليس فقط فى المستوى المحلى بل والأفريقى والعربى والعالمى، وأصبحت تنافس الدول المتقدمة باقتصاد قوى واستثمارات كبيرة وشراكات اقتصادية مهمة مع عدد كبير من الدول، فهذه الفترة يحكيها التاريخ باسم «التجربة المصرية» لعظمتها فى مختلف المجالات التى تشتمل عليها صناعة الحضارة، فعلى سبيل المثال ومصداقاً لقول الله تعالى: «ولقد كرمنا بنى آدم»، نجد مبادرة «حياة كريمة» وغيرها.

هل نجحت مصر فى إدارة الأزمات العالمية التى وصلت تداعياتها إليها؟

- بكل تأكيد نجحت مصر فى ظل ظروف قاسية حاطتها، والدليل على هذا النجاح دلالات قوة الاقتصاد، ببلوغ معدل النمو خلال 9 أشهر 7.8% خلال العام المالى الحالى (2021 - 2022)، فضلاً عن رفع تقديرات صندوق النقد الدولى لنمو الاقتصاد إلى 5.6%، مما يؤكد أن مصر من الدول القليلة التى اتبعت سياسات مالية رشيدة، وإدارة حكيمة استطاعت من خلالها تحقيق نمو إيجابى.

الدولة حققت نجاحاً وتحولاً فى الصناعة الوطنية وهناك اهتمام بالمنتج المحلى ..والتاريخ سيحكى عن التجربة المصرية الحالية لعظمتها فى مختلف المجالات من أجل صناعة الحضارة وتوفير الحياة الكريمة 

كيف تقيّم الخطوات المتبعة فى ما يتعلق بملف الصناعة.. وهل الصناعة الوطنية انتعشت بما يكفى؟

- فى ما يتعلق بالاستثمار الصناعى، لا شك أن الدولة حققت نجاحاً كبيراً وتحولاً فى الصناعة الوطنية، حيث أولت القيادة السياسية اهتماماً بالغاً للمنتج المحلى والسعى لإزالة العقبات التى كانت تقف حائلاً أمام المصنعين والمستثمرين، بإطلاق الكثير من المبادرات التى تستهدف حل المشكلات والنظر بعين الاعتبار إلى ضرورة توحيد الرؤى للنهوض بالمنتج الوطنى، فضلاً عن اتخاذ عدد من الإجراءات لتحفيز الاستثمار فى القطاع الصناعى، تمثلت فى إقامة 17 مجمعاً صناعياً بـ15 محافظة بتكلفة استثمارية 10 مليارات جنيه، وإجمالى وحدات صناعية 5046 وحدة توفر 48 ألف فرصة عمل مباشرة، فضلاً عن التوسُّع فى إنشاء مدن صناعية جديدة بلغت 4 مدن، وكذلك إطلاق أول خريطة متكاملة للاستثمار الصناعى فى مصر، والتى شملت جميع المحافظات، وكذلك البرنامج القومى لتعميق التصنيع المحلى، الذى يستهدف زيادة فرص وجود المنتج الوطنى بالأسواق المحلية لكى تحل محل المستورد، بل والتطلع إلى الانتقال نحو الأسواق الإقليمية والدولية، ولكن لا بد أن نعترف ببعض العقبات التى ما زالت تواجه صغار المستثمرين والمصنعين، وأهمها زيادة أسعار الطاقة والوقود، وكذلك بطء بعض إجراءات الحصول على تراخيص بشأن الأراضى المخصّصة للاستثمار، الأمر الذى يحتاج إلى استراتيجية جديدة تستهدف إنهاء تلك الإجراءات فى وقت قصير، فضلاً عن النظر فى الأسعار المقدّمة إلى المصانع بشأن الطاقة والوقود لدعم قاطرة الاقتصاد وتعميق تصنيع المنتج المحلى، وتشجيع الاستثمار الزراعى.

موضوعات محالة إلى اللجنة 

من الموضوعات الأخيرة التى أحالها المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ، دراسة ومناقشة اقتراح برغبة مقدم من أحد النواب بشأن «تأهيل علماء لمواجهة الفكر المتطرف -إفراطاً وتفريطاً- والتحديّات المعاصرة»، فقد شاءتْ إرادةُ اللهِ تعالى أن يكونَ الأزهرُ مثابة للناس فى العلم والمعرفة، حيث نَصَّ الدستور فى المادة السابعة على أن: «الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على جميع شئونه، وهو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة، ونشر علوم الدين واللغة العربية فى مصر والعالم»، ونتيجة للانحراف فى فهم النص الشرعى، الذى أنتج فى بعضه تطرفاً أدى إلى الإرهاب والإفساد فى الأرض، لذا تقدم النائب بهذا الاقتراح لزيادة عدد المؤهلين فى الأزهر من القادرين على مواجهة كلِّ هذه التحديّات الشّرسة.

 

 


مواضيع متعلقة