في ذكرى ميلاد المعلم.. 5 مواقف صنعت أسطورة حسن شحاتة

كتب: سيد المليجي

في ذكرى ميلاد المعلم.. 5 مواقف صنعت أسطورة حسن شحاتة

في ذكرى ميلاد المعلم.. 5 مواقف صنعت أسطورة حسن شحاتة

الدوري توقف بعد انضمامه للزمالك بسبب النكسة فسافر للكويت وحين عاد توقف الدوري بسبب معركة العبور

كان عمره 18 سنة، حين جلس في مدرجات نادي الزمالك ليتابع مباراته أمام بطل أوروبا عام 1966، وقتها قرر حسن شحاتة أن يرتدي (الفانلة البيضاء أم خطين حمر) وينضم لأبناء ميت عقبة، لكن في اللحظة التي تحققت فيها رغبته، توقف الدوري المصري بسبب النكسة، فسافر إلى الكويت، وحقق شهرة كبيرة، عاد بعدها إلى القلعة البيضاء، وبعد مباراة واحدة توقف الدوري بسبب معركة العبور.

أكتوبر كان له حكاية مدهشة أجبرت (المعلم) على العودة للمستطيل الأخضر بعد أن تابع الملايين مباراة اعتزاله، وبعد أن وقع عقدا لتدريب نادي الوصل الإماراتي، ولم تكن هذه هي أخر مفاجآت حسن شحاتة لجمهور نادي الزمالك.

أول مواجهة بين حسن شحاتة وجمهور الزمالك

اتفق حسن شحاتة مع أصدقائه في كفر الدوار على القيام برحلة للقاهرة، وكان أهم حدث في برنامج الرحلة هو مشاهدة المباراة الودية المرتقبة بين نادي الزمالك وصيف الدوري المصري، ونادي وست هام يونايتد الإنجليزي بطل كأس الكؤوس الأوربية.

في صباح 30 نوفمبر عام 1966 كان (المعلم) يجلس في مدرجات الزمالك، محاطا بطوفان من المشجعين المتحمسين لمباراة تعوضهم عن خسارة الدوري لصالح نادي الأوليمبي، وكانت الهتافات لا تتوقف، رغم أن المباراة ودية، والمنافس لا يستهان به، خاصة أن بين صفوفه 3 لاعبين متوجين ببطولة كأس العالم 1966 مع منتخب إنجلترا، وقتها طاف حسن شحاتة ببصره كافة أرجاء المدرجات، ثم عاد ليثبت ناظريه تجاه أصدقاؤه.. وقال لهم (يا سلام على الفانلة البيضاء أم خطين حمر، أنا قررت ألعب في نادي الزمالك)، ولم يتلق الشاب الذي كان عمره وقتها 18 عامًا أي رد فعل، وكأن أصدقاءه لم يسمعوا شيئاً.

بدأ الزمالك المباراة بتشكيل مكون من: سمير محمد علي، ويكن حسين، وأحمد مصطفي، وأحمد رأفت، ومحمود أبو رجيلة، وعبد الكريم الجوهري، وعبد المقصود صلاح، وعمر النور، وطه بصري، وحماده إمام وأحمد عفت.

بينما بدأ وست هام المباراة بتشكيل مكون من: جيم ستاندن، وجاك بوركيت، وجون تشارلز، وإيدي بوفينجتون، وكين براون، وبوبي مور، وبيتر برابروك، وروني بويس، وجوني بيرن، وجيف هيرست، وجون سيسونز.

ولعب الزمالك وقتها مباراة العمر.. مثلما وصفتها جماهيره، وفاز بخماسية مقابل هدف، وسجل حمادة إمام 3 أهداف، وطه بصري هدف، وعبدالكريم الجوهري هدف، ولم يتوقف رصيد الفرحة عند هذا الحدل، بل أصدر الرئيس جمال عبد الناصر وقتها أوامره بمنح أبناء القلعة البيضاء وسام الجمهورية للرياضة، تكريما لهم على هذا الإنجاز.

أول مباراة لـ حسن شحاتة في الزمالك

كان كلام حسن شحاتة عن الانضمام للزمالك أشبه بأمنية بعيدة المنال، فالشاب العشق لكرة القدم منذ أن كان عمره 10 سنوات، لم يكن الحديث عن موهبته يتجاوز مدرسة صلاح سالم الثانوية التجارية، وفريق كفر الدوار الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، لكن بعد 6 شهور من إعلان حلمه في ارتداء تيشيرت القلعة البيضاء، أنضم لتدريبات منخب بحري، وكان عليه أن يستعد لمباراة مرتقبه في مواجهة المنتخب المصري، وفي هذه المباراة تلقى عرضا للعب في نادي الزمالك، وكان صاحب العرض المهندس محمد حسن حلمي مدرب المنتخب المصري، والذي أصبح فيما بعد رئيس مجلس إدارة القلعة البيضاء، وكان سببا في إعادة المعلم للملاعب بعد اعتزاله.

رحلة جديدة من كفر الدوار إلى نادي الزمالك، قطعها حسن شحاتة ليثبت للجميع أنه قادرا على تحقيق أمنية، وبالفعل انضم لتدريبات القلعة البيضاء، ثم شارك في مباراة بين أبناء الفريق الأبيض بهدف اختبار مهاراته، وتمكن وقتها من أحراز 3 أهداف، وبدأ الحديث وقتها عن لحظة ميلاد أسطورة (المعلم).

السرعة التي تحققت بها أمنية حسن شحاتة في ارتداء (الفانلة أم خطين حمر) لم يوازيها سوء السرعة في تبخر الحلم، فبعد ايام من انضمامه للزمالك جرت نكسة 1967 وتوقف الدوري المصري، ولم يعد للأندية موارد مالية تمكنها من الإنفاق على لأعبيها، لكن الزمالك سرعان ما وقع اتفاق مع نادي كاظمة الكويتي، ليلعب له (المعلم) وهناك حقق نجاحا كبير، توج بحصوله على لقب أفضل لأعب في آسيا عام 1970، وبعدها بثلاثة أعوام عاد إلى أرض الوطن، ودخل القلعة البيضاء مسبوقا بشهرة واسعة، لكن اللافت للنظر أن أول مباراة لعبها (المعلم) في الدوري وهو يرتدي (الفانلة البيضاء أم خطين حمر) كانت يوم 5 أكتوبر عام 1973 وحظيت باهتمام كبير من مختلف الصحف المصرية، وتحدث الجميع عن الموهوب العائد من أضواء دوريات آسيا، وفي اليوم التالي صدر قرار اتحاد الكرة بوقف النشاط الكروي للتفرغ لمعركة العبور.

خدعة أكتوبر تعيد حسن شحاتة للمستطيل الأخضر بعد اعتزاله

كان حسن شحاتة يضع عينيه على الجمهور منذ اللحظة الأولى لدخوله نادي الزمالك، والجمهور وحده هو من وضعه في خانة أساطير القلعة البيضاء، رغم أن حصاد مشواره من البطولات كان قليل، فقد حصل على الدوري مرة واحدة في موسم 1977–1978، وكأس مصر ثلاث مرات في مواسم 1974-1975 و1976-1977 و1978-1979، وإحراز 77 هدفا في الدوري، وخمسة أهداف في كأس مصر، وستة أهداف لنادى الزمالك في بطولات إفريقيا، وحصل على جائزة أفضل لاعب بمصر عام 1976 ونال وسام الرياضة من الطبقة الأولى في عام 1980.

المهندس محمد حسن حلمي مدرب المنتخب السابق الذي منح (المعلم) فرصة اللعب في الزمالك عام 1966، كان هو رئيس مجلس إدارة القلعة البيضاء عام 1980، وعلم وقتها برغبة اللاعب في الاعتزال، لكنه كان يرى أن الفريق يحتاج بقائه، وفشلت كل محاولات إقناعه بالتراجع عن القرار، فتم تجهيز مهرجان يليق بصانع ألعاب القلعة البيضاء، ولعب (المعلم) مباراة اعتزاله أمام الأهلي يوم 23 سبتمبر 1980، وشهدت حضورا جماهيريا كبيرا، وشارك فيه نجوم الفن ومشاهير المجتمع، ومع نهاية هذا اليوم، وقع (المعلم) عقدا لتدريب فريق الناشئين في نادي الوصل الإماراتي، وسافر لتسلم مهام عمله الجديد، ثم عاد إلى القاهرة بعد شهر لإنهاء إجراءات سفر أسرته لتكون بصحبته في مهمته الجديدة.

علم رئيس مجلس إدارة الزمالك بعودة حسن شحاتة إلى القاهرة، فارسل له من يبلغه برغبة جماهير الزمالك في إقامة حفل شاي بالنادي لتوديعه قبل عودته إلى الإمارات، وحضر (المعلم) في الوقت المحدد، ليجد جماهير الناد تهتف له، فتساقطت دموعه، وفي هذه اللحظة أعلن رئيس مجلس الإدارة أن حسن شحاتة ابلغه أنه قرر العودة للمستطيل الأخضر تلبية لرغبة جماهير المارد الأبيض، ولم يعلق (المعلم) على الأمر.

مفاجأة حسن شحاتة لجماهير الزمالك ليلة رأس السنة

كان حسن شحاتة يؤمن بأنه مدين لجماهير الزمالك، وهم من منحوه لقب (المعلم) وكانوا يستقبلونه في كل مكان بالهتاف الشهير «يا شحاتة يا معلم خلى الشبكة تتكلم»، لذا قرر أن يرد جميل الجمهور في ليلة رأس السنة من عام 1980، فقد حرص على الظهور في احتفالات التلفزيون المصري بهذه المناسبة، ووقف على مسرح الحفل، طالبا أن يوجه رسالة لجمهور القلعة البيضاء، وأعلن أنه مستمر في اللعب مع ناديه، وقال إنه سيقدم كشف حساب عن نفسه للجمهور الذي منحه الكثير، ويتمني أن يظل يمنحه السعادة عبر المستطيل الأخضر.

طلب مجلس إدارة الزمالك من حسن شحاتة اللعب لموسم واحد بعد اعتزاله، لكنه لعب 3 مواسم، وجرى تنظيم مهرجان اعتزال ثان له عام 1983.

فور اعتزاله للمرة الثانية اسند نادي الزمالك لـ حسن شحاتة مهمة تدريب فريق الناشئين تحت 19 سنة، وبعدها انتقل إلى الإمارات لتنفيذ العقد الذي وقعه عقب اعتزاله الأول، وتولي  تدريب نادى الوصل الإماراتي، ثم المريخ المصري، والشرطة العماني، والاتحاد السكندري، ونجح في تحقيق حلم الصعود للدوري الممتاز لثلاثة أندية بالدرجة الثانية هي (المنيا والشرقية ومنتخب السويس).

ويبقى الإنجاز الأهم في مسيرته التدريبية مع الكرة المصرية، هو تتويج الفراعنة تحت قيادته بالثلاثية التاريخية لأمم إفريقيا أعوام 2006 و2008 و2010.


مواضيع متعلقة