هروب "عروس ماريونت".. "قصة قصيرة"

هروب "عروس ماريونت".. "قصة قصيرة"
أفاقت لتجد نفسها في صندوق قديم متهالك تلامس الظلام، بالكاد تستطيع الرؤية، اصطفت داخله "عرائس الماريونت" في سكون منظرهم مخيف في انتظار ذلك الغريب كل صباح، قبعت عروسة الماريونت في انتظار الصباح، تمتد يديه داخله لتختار إحداهن لم ينظر حتى ليميز بينهم بل ترك لحاسة اللمس القيادة.
هو شخص مغيب غرائزه توجهه دائمًا يرى نفسه سيد الكون، ومن يعيشون عليه قد خلقوا لخدمته فقط، اختصر مهمتهم في الحياة لا يعنيه حياتهم أحلامهم أهدافهم حتى مماتهم فهناك منهن الكثير من العرائس من يتمنون العيش بجانبه ينفذون أوامره في طاعة تامة بدون اعتراض، وهل يجرؤ أحد على اعتراضه؟.
أخذت تنظر حولها في آسى وجوه عابسة، أجسام مغطاة بالأتربة، مصير واحد نالهم جميعًا، بدت جديدة فمازالت تحتفظ برونقها عنهم بالطبع أياتى يوما وتصبح مثلهم، أخفت وجهها بكفا يديها هاربة من ذلك الواقع المؤلم أهو واقع حقا لن تقدر على تغييره؟؟... لم يترك لها فرصة للاختباء حملها بين أصابعه، بحجمه هي صغيرة ضعيفة جدًا لف خيوطها في العصى وبدأ بتحريكها يمينًا ويسارًا متمايلة على أنغام الموسيقى، لوحة رائعة تبهج الناظر "عروس ماريونت" فرحة تختال بجمالها ورشاقتها، وما إن تقترب منها ستلمس الحزن في عينيها، ظلت هكذا لبعض الوقت مل منها قذف بها إلى ذلك الصندوق مرة أخرى.
جلست وحدها في الظلام تحاكى نفسها والأخريات يغطون في سبات عميق لا تصدر منهن أي حركة بدوا كأموات غير عابئين بما يجرى حولهم، لم تتعمد النظر إليهم كالسابق فلم تجد منهن أي نفع أو رد، اكتفت بنفسها وقررت داخلها التمرد عليه فهي العنيدة الفريدة من نوعها، ولكن من يظن نفسه ليتحكم بهم بيده سعادتهم وشقائهم ذلك السيد المغرور من تظن نفسك سيد الكون، بدأت تخطط لهروبها من سجنه غير مبالية بما سيجرى لها فقد تفعل أي شيء في سبيل حريتها، لم تنم تلك الليلة ظلت مستيقظة تراقبها عيون العرائس الأخرى في صمت تام لم تلقى منهن أي تشجيع أو تحفيز، بل بالعكس قوبلت فكرتها بالرفض اتهموها بالجنون إنها متهورة أهي تخطط لحتفها بنفسها، كيف ستقف أمام السيد؟؟... قطعت أسئلتهم بإصرارها ومثابرتها للخروج من عالمه.
ها هي خيوط الشمس تتسلل عبر فتحات الصندوق حتمًا سيأتى كالمعتاد استعدت لمواجهته أنغام الموسيقى تترد على مسامعها ها قد حانت اللحظة المنتظرة يفتح غطاء الصندوق في هدوء امتدت يده لالتقاطها أرخى الخيوط حول يدها قدميها رقبتها بدأت حركتها في بطء وخمول أخذ يتسأل ما بها كانت بحال جيدة البارحة ؟؟... هل استبدلها بهذه السرعة سيحزنني فراقها كانت مميزة لدى عن الأخريات... تذكرت كلماته في السابق أنتي مميزة وتستحقين مكانًا مميزًا مثلك، فقط ثقي بي ووثقت به ثقة عمياء أوصلتها ثقتها سجينة في خيوط كعروس ماريونت أسيرة بين أصابعه تحركها متى شاءت وأين ما شاءت نعم أنا مسلوبة الحركة ولكن لست مسلوبة الإرادة كما تظن.. بحركة عنيفة منها قطعت تلك القيود تحررت من قيوده نظر إليها ولسان حاله يردد.. تريدين حريتك.. لكي هذا مع كامل ثقتي في عودتك إلى مرة أخر،ى وحينها لن تجدي مكانا هنا.. من أنت لتظن نفسك محور الكون وسيده، لا استمحيك عذرا يا سيد لقد انتهى زمن العبودية وولى....