البنك الدولي: جائحة كورونا أدت إلى تعطيل حركة الهجرة عبر المتوسط

كتب: وليد عبد السلام

البنك الدولي: جائحة كورونا أدت إلى تعطيل حركة الهجرة عبر المتوسط

البنك الدولي: جائحة كورونا أدت إلى تعطيل حركة الهجرة عبر المتوسط

تلعب الهجرة دوراً أساسياً في تحقيق الرفاهة الاقتصادية والاجتماعية في منطقة البحر المتوسط، فمنذ آلاف السنين، يتدفق المهاجرون عبر المناطق المحيطة بالبحر المتوسط هرباً من ضيق المعيشة وبحثاً عن حياة أفضل، وبذلك يساهمون في اقتصادات البلدان المضيفة لهم.

تعطيل تدفقات الهجرة

قال البنك الدولي في تقرير حديث، بدءاً من أوائل عام 2020، تسببت جائحة كورونا في تعطيل تدفقات الهجرة المشار إليها بشدة، حيث اتخذت الحكومات خطوات للحد من انتقال الفيروس شملت إغلاق الحدود وتدابير الإغلاق العامة.

تعطل القدرة على التنقل

توصل تقرير البنك الدولي بحثَ آثار الجائحة على الهجرة في منطقة البحر المتوسط إلى أنه رغم هذه الاضطرابات، فقد استمرت حركة الهجرة عبر المنطقة حتى مع التعرُّض لمخاطر أكبر.

وقال ماورو تيستافيردي، وهو خبير اقتصادي أول في قطاع الممارسات العالمية للحماية الاجتماعية والوظائف بالبنك الدولي والمؤلف الرئيسي للتقرير المعنون: «بناء أنظمة هجرة قادرة على الصمود في منطقة البحر المتوسط: الدروس المستفادة من جائحة كورونا»، «عندما تكون المحرِّكات الهيكلية للهجرة قوية، فإن القيود المفروضة على التنقل لا تؤدي بالضرورة إلى وقف تدفقات الهجرة بل تزيد على الأرجح من المخاطر التي يتم التعرض لها في طريق الهجرة».

ارتفاع عدد طالبي اللجوء

وعلى سبيل المثال، ارتفع عدد طالبي اللجوء الوافدين براً وبحراً إلى إسبانيا في عام 2021 مقارنةً بالعامين السابقين، فيما كان عدد الوافدين إلى إيطاليا أعلى كثيراً طوال عام 2021 منه في العامين السابقين، وذلك رغم القيود المفروضة على التنقُّل في كل بلد بالمنطقة في مرحلة ما خلال تلك الفترة.

وفي الوقت ذاته، أدى تعطل قدرة المهاجرين على التنقل بسبب الجائحة إلى تفاقم نقص العمالة الموجود من قبل على جميع مستويات المهارات في قطاع الزراعة، وصناعة البناء، والمهن الطبية، وخدمات الرعاية الشخصية في بلدان البحر المتوسط المستقبِلة للمهاجرين.

زيادة المخاطر

أدت القيود المفروضة على التنقل إلى زيادة المخاطر التي يتعرَّض لها الأشخاص الذين يختارون الهجرة أو المضطرون إليها، وقد أفاد المهاجرون في غرب وشمال أفريقيا بزيادة الاعتماد على المهربين الذين يطلبون أموالاً أكثر ويسلكون مسارات أشد خطورة، مع تعرُّض المهاجرات أيضاً للعنف الأسري والاستغلال الاقتصادي.

وارتفع عدد الأشخاص الذين سلكوا مسار البحر الأشد خطراً للوصول إلى أوروبا - من شمال أفريقيا إلى إيطاليا - بنحو ثلاثة أمثال في عام 2020 مقارنةً بعام 2019.

تدعيم القدرة على الصمود

ومع ذلك، فإن الحفاظ على كامل منافع الهجرة التي تُعد حيوية للمنطقة، لا سيما في خضم الصدمات المستقبلية مثل تغيُّر المناخ والصراعات كالحرب في أوكرانيا، سيتطلب إجراءات أكثر شمولاً.

وبوجه خاص، يوصي التقرير بتحسين التنسيق بين البلدان المُرسِلة للمهاجرين والمستقبِلة لهم في جميع مراحل دورة الهجرة، كما يسلَّط الضوء على ضرورة استحداث آليات جديدة لتقوم تلقائياً بتبسيط إجراءات استقدام العمالة الأجنبية الضرورية للتصدي للصدمات مثل الجائحة، وكذلك تحسين سبل حصول المهاجرين على خدمات التوظيف والخدمات الاجتماعية الأساسية في أثناء الأزمات.


مواضيع متعلقة