«الوطن» تحاور رئيسة الفريق المكتشف لأول علاج للسرطان: التجارب أثبتت الشفاء 100%

«الوطن» تحاور رئيسة الفريق المكتشف لأول علاج للسرطان: التجارب أثبتت الشفاء 100%
- السرطان
- علاج السرطان الجديد
- عقار السرطان الجديد
- مرض السرطان
- السرطان
- علاج السرطان الجديد
- عقار السرطان الجديد
- مرض السرطان
هل سأعيش طبيعيا يوما ما؟ سؤال يطرحه مرضى السرطان لأنفسهم كل صباح، يؤرقهم عدم إيجاد إجابة مطمئنة، حتى تأتي طبيبة «ملاك الرحمة» عكفت سنوات مع فريقها من أجل إراحة بال المصابين، ومنح الأمل في عقولهم.
أندريا سيرسيك الطبيبة الأمريكية المتخصصة في السرطانات ومتخصصة في العلاج الكيميائي الجهازي والعلاج الكيميائي الموضعي، انصب تركيزها في البحث عن تطوير علاجات جديدة للمرضى، وتضع نفسها رهنا لتصرف كل مريض حالم بالحياة، بمساعدة طبيب آخر ترأس فريقا طبيا، فهي أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة وشاركت في الإشراف على التجارب السريرية.
وخلال عمل استمر لسنوات متتالية كان مليئا بالكثير من المصاعب والتحديات، تمكنوا من ابتكار أول علاج للسرطان، أثبت نجاحه وقدرته على الشفاء تماما من المرض الخبيث.
الدكتورة أندريا سيرسيك المشارك الأساسي في ابتكار عقار السرطان الجديد، تروي في حوار لـ«الوطن»، الكثير عن العلاج الجديد وتأثيره على المرضي خلال التجربة والخطوات القادمة في العلاج الجديد، وإلى نص الحوار:
- في البداية.. حدثينا عن العقار الجديد المعالج لمرض السرطان؟
العقار الجديد هو عبارة عن علاج مناعي يعمل على تسخير جهاز المناعة في الجسم كحليف ضد السرطان، فيمكن للدواء الجديد علاج سرطان القولون والمستقيم، ومنطقة المستقيم هي تلك التي تشمل آخر بضعة سنتيمترات في الأمعاء الغليظة، تبدأ المستقيم في نهاية الجزء الأخير من القولون، وينتهي عند الوصول للقناة القصيرة الضيقة المؤدية للشرج، وهو دواء جديد مصمم لمنع بروتين معين في الخلية السرطانية والذي يتسبب في منع الجهاز المناعي من الاستجابة لمكافحة السرطان.
- ما الدراسات العلمية التي بنيت عليها فكرة العقار الجديد؟
هذا العقار يُعفى المرضى من الإشعاع الكيميائي والجراحة أثناء علاج السرطان، تُقدِّم نتائج هذه الدراسة الجديدة أملا لعدد كبير من مرضى سرطان القولون والمستقيم، فهي تمنحهم دواء فعالا أكثر من العلاجين الإشعاعي والكيماوي، كما أنها تعطيهم علاجا أكثر أمانا، إذ لم ترصد الدراسة حدوث أي أعراض جانبية في عينات البحث، على عكس الأعراض الجانبية المزعجة والخطيرة لأنواع العلاج السابقة. ليس هذا فحسب، بل إن العقار الجديد لا يكتفي بالقضاء على السرطان الخبيث، بل ويمنع انتكاس المرض أو رجوعه من جديد، وتلك طفرة طبية لا شك.
تجربة العقار على 14 شخصا
- ما المراحل التي مرت بها عملية تجربة العقار؟
العقار جرى تجربته على 14 شخصا في أعمار وحالات صحية مختلفة، والحصول على العقار جرعة كل 3 أسابيع، مع متابعة عليهم استمرت قرابة الـ6 أشهر، وكانوا قد حققوا استجابة سريرية كاملة مع عدم وجود دليل على وجود للسرطان في التصوير بالرنين المغناطيسي أو FDG-PET أو التصور بالمنظار أو فحص المستقيم الرقمي أو الفحص المستقيم أو أي فحوصات آخرى.
- كيف يعمل الدواء الجديد على محاربة السرطان؟
يتكوَّن العقار من أجسام مضادة لبروتين يسمى (Programmed death 1) ويُختصر إلى (PD-1) (5)، في الحالات العادية، يعمل هذا البروتين على تثبيط نوع من «الخلايا التائية» لحماية الجسم من أمراض المناعة الذاتية، أي أنه يمنع أن يهاجم الجسم نفسه.
ولكن في حالات الأورام السرطانية، يستخدم الورم هذا البروتين للتخفي من الجهاز المناعي وحماية نفسه من هجوم الجهاز المناعي، فتتكاثر الخلايا الخبيثة وتنمو في أمان.
لذلك، فإن تعطيل هذا البروتين باستخدام العقار يجعل الخلايا السرطانية مكشوفة للجهاز المناعي مرة أخرى، على وجه الخصوص تلك الخلايا التي تفتقد جين «إصلاح عدم التطابق».
في الخلايا الطبيعية، يعمل جين «إصلاح عدم التطابق» على إصلاح الطفرات الناتجة عن أخطاء النسخ، إذ من الوارد أثناء انقسام الخلية ونسخ حروف الحمض النووي أن تُكتب بعض الحروف بشكل خاطئ، ويؤدي تراكم هذه الأخطاء إلى حدوث طفرات جينية، قد تكون صامتة وحميدة، وقد تؤدي إلى الأورام الخبيثة، بعض مرضي السرطان يعانون من نقص في في الجين الحيوي ويجعل خلاياهم عرضة للطفرات المتكررة، لذلك فهذه الفئة من المرضى تحديدا هي المعنية بالعلاج المناعي.
- ما الفارق بين العقار الجديد والعلاج الكيميائي للسرطان؟
بمقارنة نتائج هذا العقار بنتائج العلاج الكيماوي التقليدي، وُجد أن العلاج الكيماوي يمنح 8 أشهر من استقرار المرض، بينما يمنح العقار المرضى 16 شهرا لا يتطور فيها المرض، توبعت عينات البحث لمدة 44 شهرا تقريبا، ولوحظ أيضا أن الأعراض الجانبية للعقار كانت أخف وطأة بكثير من تلك الخاصة بالعلاج الكيماوي، كما أن العقار أكثر فاعلية حيث إنه بعد التجارب السريرية شُفي جميع المرضي دون الحاجة إلى جرعات مكملة من الكيماوي.
العقار الجديد على هيئة سائل شفاف يُحقن في الوريد
- هناك أشكال عديدة للأدوية بالأسواق «الأقراص، الشراب، والحقن».. ما هو الشكل النهائي لعقار السرطان الجديد؟
طُرح العقار تحت اسم «جمبرلي Jemperli»، على هيئة سائل شفاف يُحقن في الوريد، ويخضع لدراسات مستمرة لمراقبة تأثيره على أنواع السرطانات المختلفة، مثل سرطان بطانة الرحم، وسرطان الرئتين، وسرطانات الجهاز الهضمي
- هل هناك أي أعراض سلبية بسبب الدواء الجديد؟
جميع الأشخاص الـ14 الذين بدأوا العلاج في التجربة وحصلوا على ستة أشهر من المتابعة على الأقل، قد حققوا استجابة سريرية كاملة مع عدم وجود دليل على وجود الورم السرطاني وحتى الآن لم يطلب أي مريض العلاج الكيميائي أو الجراحة، ولم يجر ملاحظة أي تأخر صحي على جميع الأشخاص الذين تلقوا العقار، كذلك لم يلاحظ أي أحداث سلبية خطيرة.
- ما هو السعر المتوقع للعقار في الأسواق المحلية والعالمية؟
لا أعرف بالتحديد ما السعر الذي سيكون عليه العقار، ولكن بعد انتهاء الدراسات والتجارب السريرية، يتم إنتاجه بواسطة شركة الأدوية "GlaxoSmithKline"، لكن التكلفة خلال التجارب السريرية تم إعطاء الدواء للمرضى كل ثلاثة إلى ستة أشهر بتكلفة 11000 دولار لكل جرعة، ذلك خلال التجارب فقط ولكن السعر النهائي ليس لدي فكرة عنه.
- هل هناك نية لتطوير العقار ليشمل أنواعا أخرى من السرطانات؟
بالتأكيد نتمني أن يكون العقار الجديد نواة لعلاج أنواع أخرى من السرطان، لكننا في الفترة الحالية مازلنا نركز جهدنا على العقار الذي يتم إنتاجه بهدف أن يحقق أكبر فاعلية ويستفيد منه الكثيرون من المرضي حول العالم.
المؤلفة الرئيسية للدراسة: المرضى بكوا من الفرحة بعد الشفاء
- حدثينا عن ردود فعل المرضى بعد اخبارهم بالشفاء التام؟
إنه شيء مفرح للغاية، شاهدت العديد من رود الفعل سواء دموع السعادة بالخبر، أو الكثير من رسائل البريد الإلكتروني من المرضي الذين خاضوا تجربة الدواء لأول مرة، هؤلاء المرضي عانوا لسنوات وكان الخبر بمثابة فرحة كبيرة لهم، لكن جملة مؤثرة سمعتها كانت من مريضة قالت لي «يمكنني الحفاظ على جميع وظائف جسدي العادية التي كنت أخشى قد تفقد بسبب الإشعاع أو الجراحة».
- نود أن نتعرف بشكل مستفيض على المؤهلات العلمية والخبرات الطبية لك؟
أنا طبيبة أورام طبي مُعتمدة من البورد ومتخصصة في علاج المرضى الذين يعانون من سرطانات الجهاز الهضمي، وخاصة سرطان القولون والمستقيم والزائدة الدودية، والذين يعانون من ورم الظهارة المتوسطة الصفاقي، ومتخصصة في كل من العلاج الكيميائي الجهازي والعلاج الكيميائي الموضعي، ينصب تركيزي في البحث على تطوير علاجات جديدة للمرضى.
أنا رئيس قسم سرطان القولون والمستقيم؛ ومدير مشارك في مركز ظهور سرطان القولون والمستقيم وسرطان الجهاز الهضمي، وخضت عدة مشاركات في مجال التجارب السريرية في أمراض سرطان القولون؛ سرطان المستقيم؛ سرطان الشرج سرطان الزائدة الدودية، وكذلك ظهور سرطان القولون والمستقيم في سن الشباب، سرطان الأوعية الصفراوية.