عادت إلى الأوبرا بعد 50 سنة.. لوحة عبدالهادي الجزار كانت في مقهى بشبرا

عادت إلى الأوبرا بعد 50 سنة.. لوحة عبدالهادي الجزار كانت في مقهى بشبرا
- عبدالهادي الجزار
- الثقافة
- لوحة فنارات البحر
- وزارة الثقافة
- عبدالهادي الجزار
- الثقافة
- لوحة فنارات البحر
- وزارة الثقافة
نصف قرن من الزمن، طول رحلة قطعتها لوحة الفنان التشكيلي الرائد عبدالهادي الجزار، وتحمل اللوحة عنوان «من وحي فنارات البحر الأحمر»، والتي عادت اليوم إلى مستقرها النهائي بمتحف الفن الحديث بدار الأوبرا المصرية، على أن يتم تجهيزها للعرض المتحفي في الفترة المقبلة.
رحلة لوحة عبدالهادي الجزار
ويعود تاريخ رسم اللوحة إلى ستينيات القرن الماضي، إذ انتهى من رسمها الفنان عبدالهادي الجزار في 1964، قبل عامين فقط من رحيله، وهو العام الذي أنجز فيه واحدة من أبرز أعماله، وربما أشهرها وهل لوحة «إنسان السد»، أو السد العالي.
أما لوحة «من وحي فنارات البحر الأحمر» من مقتنيات متحف الفن الحديث التابع لقطاع الفنون التشكيلية ووزارة الثقافة، وأعيرت اللوحة منه منذ 51 عاما، داخل مصر ولم يستدل عليها منذ صدور إذن صرف لها عام 1971 لمبنى وزارة الثقافة في جاردن سيتى، ولم يتم استعادتها منذ الوقت إلا اليوم، لذلك فعودة اللوحة يعد حدثا ثقافيا جدير بالاحتفاء.
ومنذ يوم الأحد الماضي برز على السطح حديث حول تسويق وعرض اللوحة للبيع، وأصدر قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور بيانا تحذيريا من تداول اللوحة المملوكة لوزارة الثقافة، والتي تعد مفقودة.
كواليس العثور على اللوحة
وكانت «الوطن» انفردت منذ صباح اليوم بنشر كواليس العثور على اللوحة، ونشرت تصريحات خاصة للمقاول هشام عبدالمالك حائز اللوحة المشار إليها والمحامي الخاص به أنسي عمار خلال عمل إجراءات تسليم اللوحة لوزارة الثقافة.
وروى المقاول هشام عبدالمالك قصة عثوره على اللوحة بالمصادفة، قائلا إن والده الراحل كان لديه شركة مقاولات وإزالات، موضحا أن الشركة كانت تتولى أعمال الهدم والإزالة، موضحا والشركة كانت تتسلم أعمال هدم مبانٍ حكومية وخاصة، ولذلك كانت تؤول إليها مخلفات الهدم، وكان والدي يحتفظ ببعض هذه المخلفات في مخزن خاص به.
وذكر «عبدالمالك» أن اللوحة كانت المقتنيات والخردة، من 18 سنة، وكنا على مدار السنوات السابقة نتعامل معها معاملة الخردة لأننا لا نعرف قيمتها، ولا والدي كذلك، متابعا: ومنذ 6 أشهر عندما افتتحت مقهى جديدا في شبرا، أخذت بعض المقتنيات من المخزن، ومن بينها اللوحة التي أعجبتني فقمت ببروزتها وتعليقها داخل المقهى إلى أن رآها مؤخرا أحد الزبائن، وعرض علي شراء اللوحة بمبلغ 2 مليون جنيه.
وتابع: المبلغ الخرافي استوقفني، وأبلغت المحامي أنسي عمار، وبالفعل بحثنا عن أصل اللوحة وسر الرقم الضخم الذي عرضه على الزبون، وتوصلنا إلى إنها لوحة مملوكة للدولة، فاتخذنا الإجراءات اللازمة لإعادتها إلى وزارة الثقافة، وتم التنسيق مع الوزارة.
واستقبلت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة اليوم هشام عبدالمالك، وأعلنت وزارة الثقافة في بيان أنها نجحت في استعادة الوحة المفقودة للفنان التشكيلي المصري العالمي عبد الهادي الجزار.
وشكلت وزيرة الثقافة لجنة فنية لفحص العمل والتأكد من أنه العمل الأصلي ونسب اللوحة لعبد الهادي الجزار، وتبينَ بعد فحص اللوحة من خلال أجهزة الفحص التكنولوجية الحديثة أن العمل أصلي ويعود تاريخه إلى عام 1964، وفقدت عام 1971.
وتسلمت وزيرة الثقافة اللوحة في حضور فيروز عبدالهادي الجزار وأنسي عمار المحامي بالنقض والدستورية العليا من ورثة وأنباء صاحب شركة محمد عبد المالك للمقاولات وهم «هشام وإبراهيم ومحمود محمد عبد المالك» والدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية وأحمد عبد الفتاح رئيس الادارة المركزية للمتاحف بالقطاع.
وأعلنت وزيرة الثقافة عودة اللوحة إلى مستقرها في متحف الفن الحديث لتكون إضافة إلى مقتنياته الثمينة، بعد غياب نصف قرن عن المتحف، ووجهت الشكر للسيدة فيروز الجزار لإصرارها على عودة اللوحة مرة ثانية لوزارة الثقافة وأن تكون متاحة للجمهور في مصر والعالم.
ووجهت "عبدالدايم" التحية لأولاد المقاول محمد عبد المالك لسرعة مبادرتهم بتسليم اللوحة إلى ملاكها فور علمهم به وعدم تفريطهم في أحد كنور الثقافة المصرية وأهدتهم درع وزارة الثقافة تكريما لهم ولأسرتهم في الحفاظ على اللوحة كل هذه الفترة، وأثنت على رغبة حائز اللوحة في أن تسليمها إلى وزارة الثقافة .
من جانبها توجهت نقابة الفنانين التشكيليين، برئاسة الدكتورة صفية القباني بالشكر إلى وزيره الثقافه الدكتوره إيناس عبد الدايم بعد استرداد لوحه من أعمال الفنان الكبير عبد الهادي الجزار المفقودة منذ نصف قرن.
وقالت نقابة الفنانين التشكيليين وتعد اللوحة الاعمال الفنيه للرواد وثروة من ثروات الوطن، وتحمل اسم «من وحي فنارات البحر الأحمر» ومن أهم أعمال الفنان التشكيلي المصري العالمي عبد الهادي الجزار (1925- 1966) والتى لم يستدل عليها منذ صدور إذن صرف عام 1971 لمبنى وزارة الثقافة في جاردن سيتي.