أول وزيرة مصرية بأستراليا: ترشيحى للوزارة نتاج سنوات عملى السياسى فى البرلمان واهتمامى بـ«الشباب والتعليم»

أول وزيرة مصرية بأستراليا: ترشيحى للوزارة نتاج سنوات عملى السياسى فى البرلمان واهتمامى بـ«الشباب والتعليم»
قالت الدكتورة عزة محمود فوزى، الملقبة بـ«آن على»، أول وزيرة مصرية عربية مسلمة فى تاريخ أستراليا، إن ترشيحها لوزارة الشباب والطفولة المبكرة فى أستراليا جاء نتاج سنوات من العمل السياسى، أبرزها الفوز بعضوية البرلمان، وأيضاً لخبرتها الطويلة فى مجال الشباب والتعليم، وامتلاكها خبرات فى مجال مكافحة التطرف والإرهاب.
اقترحت تكوين مجموعة عمل لتفعيل جمعية الصداقة البرلمانية الأسترالية المصرية وتشجيع المستثمرين على الاستثمار فى مصر بمجالات الزراعة والرى وتربية المواشى
وأضافت «آن على»، خلال حوارها لـ«الوطن»، أن هدف تكوين جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الأسترالية هو ترسيخ العلاقات بين البلدين، وتفعيل بروتوكول التعاون لبحث مواجهة التحديات المشتركة، خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب، ودعم العلاقات الثنائية، وكذا لتشجيع المستثمرين بأستراليا على الاستثمار فى مصر، خاصة فى مجالات الزراعة والرى وتربية المواشى.
وإلى نص الحوار:
بداية.. حدثينا عن نشأتك فى مصر ومتى سافرتِ إلى أستراليا؟
- وُلدت فى مصر فى 29 مارس عام 1967، فى مدينة الإسكندرية، وعشت بها حتى سن العامين، بعدها انتقلت للعيش فى أستراليا مع أسرتى، كان ذلك فى حوالى عام 1969، وقضيت هناك فترة الطفولة والشباب، لكننى أيضاً قضيت فى مصر فترة دراستى فى الجامعة.
ما سبب سفر العائلة إلى أستراليا؟
- قرر والدى السفر إلى أستراليا، فتقدموا بطلب الهجرة، وتم قبول الطلب وبعدها انتقلنا للعيش هناك واستقررنا حتى الآن.
أسست «أشخاص ضد عنف التطرف» لمعالجة قضية التطرف العالمية
كيف جاء ترشيحك لمنصب وزيرة الشباب والطفولة المبكرة؟
- الترشيح جاء نتاج سنوات من العمل السياسى، أبرزها الفوز بعضوية البرلمان الأسترالى لثلاث دورات متتالية، 2016 و2019 و2021، ويمكن لأى نائب أن يتولى منصب وزير، ولكن بشرط موافقة رئيس البرلمان والحكومة على هذا القرار، وبعد فوزى جاء ترشيحى لوزارة الشباب والطفولة المبكرة لخبرتى الطويلة فى مجال الشباب والتعليم، كذلك لامتلاكى خبرات فى مجال مكافحة التطرف والإرهاب، كما حصلت فى 2009 على «جائزة النشر» من المعهد الأسترالى لمحترفى الاستخبارات المهنية، وأسست بعد تعيينى فى «مجلس العلاقات العربية الأسترالية»، التابع لوزارة الخارجية، «منظمة الأشخاص ضد العنف المتطرف»، كل ذلك ساهم فى ترشيحى لذلك المنصب.
ماذا عن دراستك الأكاديمية؟
- حصلت على العديد من الدرجات العلمية، ففى 1990 تخرجت ببكالوريوس فى الفنون من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبعد عودتى إلى أستراليا حصلت فى 2008 على جائزة العميد لأفضل باحث جديد من جامعة سبق أن تخرجت منها فى 1994 بالأدب الإنجليزى، ثم ماجستير فى 1996 بالمادة نفسها، وبعدها بعامين بدكتوراه فى الفلسفة، وهى جامعة Edith Cowan University الأسترالية.
ماذا عن دورك فى إطلاق جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الأسترالية؟
- عندما خطرت لى هذه الفكرة، بمشاركة زميلى المصرى «بيتر»، كنت فى أول دورة بالبرلمان، والهدف تعاون البرلمانات مع بعضها البعض، وترسيخ العلاقات بين مصر وأستراليا، فكانت فكرة جمعية الصداقة البرلمانية، لتفعيل بروتوكول التعاون وبحث مواجهة التحديات المشتركة، خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب، ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين، واقترحت تكوين مجموعة عمل تعمل على تفعيل جمعية الصداقة البرلمانية الأسترالية المصرية، لتشجيع المستثمرين بأستراليا على الاستثمار فى مصر، خاصة فى مجالات الزراعة والرى وتربية المواشى، وتعهدت حينها بطرح أجندة التعاون على البرلمان الأسترالى، كما تقدمت باقتراح تنظيم ملتقى للسيدات البرلمانيات على مستوى العالم للاستفادة من تجارب البرلمانيات فى الدول المختلفة.
شاركت فى مؤتمر« بالتاء المربوطة» خلال 2017
كيف كانت مشاركتك فى مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»؟
- سعدت جداً بالمشاركة فيه خلال 2017، كانت فكرته رائعة، المرأة المصرية تستحق أكثر من ذلك، ومن بينهن المصريات فى الخارج، فهناك الكثيرات استطعن تحقيق نجاحات كبيرة فى مجالات متعددة، وساهمن فى إعلاء راية مصر عالياً، وذلك المؤتمر يُعد تقديراً لهن لنجاحهن فى الخارج، والمؤتمر سيكون منصة لتعريف المصريين بنجاحات وإنجازات المصريات فى الخارج، وفى مشاركتى بالمؤتمر سعدت جداً بعقد لقاء مع مجموعة من عضوات مجلس النواب وبحثنا سبل التعاون، ومواجهة التحديات المشتركة، وتقديم دعوة لوفد من النائبات المصريات لزيارة البرلمان الأسترالى.
ماذا عن دور وزارة الشباب والطفولة المبكرة فى أستراليا؟
- دور وزارة الشباب فى أستراليا هو معرفة مشكلات الشباب ومساعدتهم على التعامل معها وإيجاد حلول لها ليصبحوا قادرين على مواجهة تحديات الحياة، كذلك المساهمة فى أن يكون لهم صوت فى البرلمان لكى يكون ما تنفذه أو تخططه الدولة مفيداً لهم على كافة المستويات، والتخطيط لمستقبل أفضل للشباب الأسترالى، أيضاً مهمة الوزارة الالتزام بدعم الشباب فى القضايا التى يواجهونها بتدابير عملية تعكس أولوياتهم، ودعمهم لتنمية المعارف والمهارات والقدرات ليكونوا ناجحين فى التعليم والعمل والحياة، والتشاور مع الشباب من خلال الفعاليات المختلفة للوصول إلى إطار يلبى احتياجاتهم ومطالعاتهم وآمالهم.
قضيت سنوات طويلة فى العمل السياسى.. كيف كانت بدايتك؟
- بعد انتهاء دراستى الجامعية عملت فى الجامعة أستاذة وأكاديمية فى أستراليا، وفى مجالات مكافحة الإرهاب والأصولية، حيث نشرت أكثر من 50 مقالة عن الإرهاب والقضايا التى لها صلة به، كما كتبت وحررت 5 كتب فى مجالات مختلفة، بالتزامن مع ذلك كنت عضوة فى الأمم المتحدة وكان لى نشاط جيد فى مكافحة الإرهاب، وكنت عضوة ناشطة فى حزب العمال الأسترالى، حتى طلبوا منى الترشح لانتخابات البرلمان، ووافقت حينها، وفزت فى الانتخابات، وكانت نقطة تحول كبيرة فى مسيرتى السياسية.
منذ بداية عملك السياسى وحتى وصولك لمنصب وزيرة الشباب.. ما أبرز التحديات التى واجهتك؟
- فى الحقيقة أنا أحب العمل السياسى والعام، وكل التحديات التى تعرضت لها كنت أتعامل معها بمنطق حب العمل، ولكننى واجهت صعوبات تطلبت منى الكثير من العمل، أبرزها أن كل نائب فى أستراليا يكون مسئولاً عن منطقة، وتطلّب منى ذلك التدريب والعمل كثيراً لمعرفة كيفية التعامل مع المواطنين، والطرق العلمية لحل مشكلاتهم، والتدريب على الحديث فى البرلمان لعرض مشكلات الناس والتوصل إلى حلول لها، كل ذلك كان يحتاج منى لاجتهاد شخصى كبير حتى أصل إلى المستوى المطلوب.
د. آن على لـ« الوطن »: لم أنسَ أبداً أننى مصرية وبلادى ستظل فى قلبى
هل هناك أى خطط للتعاون مع وزارة الشباب المصرية فى أى بروتوكول أو برنامج؟
- أنا من أصل مصرى ولم أنسَ ذلك أبداً، ومصر ستظل فى قلبى دائماً، وإذا أتيحت أى فرصة للتعاون مع وزير الشباب بالتأكيد سأقدم على هذه الخطوة، فهناك الكثير من الشباب المصريين فى أستراليا، انتقلوا إلى هناك وهم أطفال ولا يعرفون الكثير عن وطنهم الأم، بل وبعضهم أيضاً لا يمكنه الحديث باللغة العربية، وأى تعاون سيكون فى مصلحة البلدين وفى مصلحتهم بالطبع بتعريفهم أكثر بجذورهم وثقافتهم ولغتهم.
سنوات الأسرة الأولى فى أستراليا كانت صعبة جداً
بعد انتقال أسرتك لأستراليا.. كيف كانت السنوات الأولى للعائلة المصرية فى الهجرة؟
- كانت السنوات الأولى صعبة جداً، ليس كما يتخيل الكثيرون أن الهجرة والحياة فى الخارج سهلة ومرفهة، والدى كان مهندساً ووالدتى كانت ممرضة، لكن فى البداية كان الوضع صعباً وقرر والدى العمل كسائق حافلة لتوفير النفقات لنا، وبعدها بفترة كان مع والدتى يعملان فى مصنع، حتى تحسنت الأوضاع كثيراً، وتمكنا من العمل فى تخصصاتهما الحقيقية التى كانا يعملان فيها.
خلال تسلمك مهام وظيفتك كوزيرة للشباب.. ما أول ما شعرت به؟
- شعرت بالفرحة والفخر بما وصلت إليه، وأيضاً تذكرت والدى الذى توفى عام 2015، والذى كافح كثيراً من أجلى، لكنه توفى قبل أن يرى نجاحاتى فى البرلمان لدورات متتالية، وكذلك وصولى لمنصب الوزيرة، كنت أتمنى أن يكون معى ليشاركنى فرحة ما وصلت إليه.
تركيزى منصب على تقديم أفضل مستوى لحل مشكلات الشباب وتطوير تعليم الأطفال
بعد الوصول لكرسى الوزارة.. ما طموحاتك خلال الفترة القادمة؟
- لا أفكر حالياً فى مزيد من المناصب أو الترقيات، كل تركيزى وتفكيرى خلال الفترة القادمة سيكون منصباً على أداء واجبى فى الوزارة، وأن أقدم أفضل مستوى من العمل وحل مشكلات الشباب وتطوير تعليم الأطفال، وتحقيق أهداف الوزارة وإنجاز المهمة التى توليتها، فهناك الكثير من الخطط التى أسعى لتنفيذها لتلبية متطلبات واحتياجات الشباب فى المجالات المختلفة.
من مبادراتك السياسية تأسيس أول منظمة غير حكومية فى أستراليا لمكافحة التطرف.. حدثينا عنها؟
- أسست «أشخاص ضد عنف التطرف - PAVE»، ومعها دشنت حملة عبر مواقع التواصل لمكافحة التطرف، وتهدف المنظمة إلى دراسة العوامل التى تسبب التطرف والعنف فى العالم، ومعالجة قضية التطرف العالمية بدراسة أسبابها الجذرية والعوامل الدافعة، استناداً إلى نهج تشاركى وإقليمى، بهدف تعزيز قدرة صانعى السياسات وقادة المجتمع من أجل استراتيجية وقائية فعالة بين الاتحاد الأوروبى وجواره.
أخبرينا أكثر عن تشكيل الحكومة الأسترالية الحالية؟
- تمكن حزب العمال من أن ينال الحكم منفرداً بعد حصوله على 77 مقعداً فى مجلس النواب المؤلف من 151 معقداً، مما يعنى أن يُسمح له بتشكيل حكومة أغلبية دون دعم المستقلين، الحكومة الحالية مشكّلة من 23 وزيراً، من بينهم 10 نساء، ووزير مسلم أيضاً وعمره 52 عاماً، إلا أنه من البوسنة، وعضو أيضاً بحزب العمال، ويشغل فى الحكومة منصب وزير الصناعة.
متى كانت آخر زيارة لك فى مصر؟
- أحرص على زيارة مصر فى كل مرة تتاح لى الفرصة لزيارتها، وآخر زيارة لمصر كانت فى حوالى عام 2017، خلال مشاركتى فى مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، وبالتأكيد كنت فى جولة لعدد من الأماكن السياحية والتاريخية، وما زالت مصر تتمتع ببريق خاص من حضارة وشعب، وفى أى فرصة ستتاح لى سأحرص على زيارة مصر.
المرأة المصرية عهد الرئيس « السيسى» تعيش أفضل فترات التمكين بزيادة عدد النائبات ومكافحة العنف ضدها وتقليدها المناصب
المرأة المصرية تشهد أزهى عصورها فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.. كيف ترين تمكينها خلال السنوات الماضية؟
- مصر قامت بجهود كبيرة لوجود المرأة فى البرلمان، من حيث زيادة عدد النائبات، وتم الاهتمام بتمكينها فى الكثير من المجالات المختلفة، وإعداد أول نموذج إحالة للإبلاغ عن حالات العنف ضد المرأة، ووصلت المرأة المصرية لكثير من المناصب التى لم تصل لها من قبل، فتجاوز تمثيلها فى النواب (28%) والشيوخ (14%)، وهى الحدود الدنيا المنصوص عليها فى الدستور (25% و10%)، وفى الحيز التنفيذى بلغت حصة المرأة 25% من الوزراء، و27% من نواب الوزراء، و31% من نواب المحافظين، وذلك التمكين الذى يحدث فى مصر مهم جداً لزيادة فرص المرأة فى الحياة السياسية والعملية، وأيضاً فى أستراليا نعمل على كثير من الخطط لتمكين المرأة، وذلك التمكين الذى يقوم به البلدان يجعل الكثيرين يرون أهمية دورها فى المجتمع والحياة السياسية والعملية، وزيادة فرصة الإبداع لدى المرأة، ما يعنى تقدماً وازدهاراً أكثر للمجتمع.
دائماً يوجد مكان للشباب المصرى والعربى فى فريقى
أى مسئول يمتلك فريقاً من المتخصصين.. هل أى منهم يحمل الجنسية المصرية؟
- نعم، يعمل معى فى المكتب فتاة مصرية اسمها «إيمان»، وأنوى الاستعانة أيضاً بشاب مصرى للعمل معى، ودائماً يوجد مكان للشباب المصرى فى فريقى أو من أى بلد عربى، فيسعدنى جداً التعاون معاً من أجل تحقيق المهام التى نكلف بها فى المناصب التى نتولاها، وعلى مدار سنوات عملى كنت ألتقى بالكثير من المصريين، وتعاملت معهم فى مجالات العمل والسياسة، وهم رائعون جداً فى العمل، مجتهدون ومبدعون أيضاً.
فخورة بما وصلت إليه وكنت أتمنى وجود أبى ليشاركنى فرحتى
حدثينا عن علاقتك بالسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة؟
- هى شخصية رائعة، حظيت بلقائها عدة مرات فى مناسبات مختلفة، وكانت دائماً داعمة ومشجعة لى، وكذلك مهنئة لى فى المناسبات المختلفة، وسعدت جداً بتهنئتها لى بعد قرار تعيينى وزيرة للشباب، وأكدت لى أنها دائماً فخورة بما أقدمه.. وعلى المستوى المهنى هى تقوم بدور ممتاز كوزيرة للهجرة، وعلى تواصل جيد بالمصريين فى الخارج، فهى دائماً مشجعة للنوابغ وأصحاب الإنجازات والنجاحات، وتحرص على لمّ شمل المصريين فى الخارج من خلال الاجتماعات والمؤتمرات المتعددة التى تُعقد بصفة مستمرة.
وزيرة الهجرة كانت دائماً داعمة
خلال السنوات الطويلة من العمل.. من كان أبرز الداعمين لك فى عملك؟
- هناك العديد من الأشخاص الذين كانوا داعمين لى سواء فى الحزب، أو رؤسائى، كذلك كانت أسرتى داعمة لى فى كل الأوقات وحريصة على مستقبلى المهنى والسياسى، فكانوا السند لى فى أوقات الأزمات، وأبنائى وزوجى كانوا يساندوننى باستمرار فى عملى ونجاحاتى، فمن خلال المناقشة معهم كنت أصل إلى أفكار ورؤى جديدة
رسالتى للمرأة المصرية
أود أن أقول لكل فتاة مصرية وكل امرأة فى العالم إن كل شخص قادر على تحقيق أحلامه والوصول إلى هدفه بالدراسة والجهد فى العمل، أنا لم أكن أتخيل يوماً أننى سأصل إلى هذا المنصب، وخاصة مع بداية أسرتى المتواضعة فى أستراليا، لكننى كنت أحب عملى ولدىّ هدف هو النجاح فيه، وفى النهاية تمكنت من الوصول إلى هذا المنصب، قد أكون أول امرأة مسلمة فى الحكومة الأسترالية فى منصب وزيرة الشباب والطفولة المبكرة، فهناك الكثير من الخطط التى أسعى لتنفيذها لتلبية متطلبات واحتياجات الشباب فى المجالات المختلفة لكنها مسئولية كبيرة أن أضمن ألا أكون الأخيرة، وألا أغلق الباب خلفى.