مضيق تايوان.. أزمات تنذر بمواجهة عسكرية بين أمريكا والصين

مضيق تايوان.. أزمات تنذر بمواجهة عسكرية بين أمريكا والصين
منذ نهاية أربعينيات القرن الماضي، مثل مضيق تايوان بؤرة للأزمات والصراعات المسلحة بين جمهورية الصين الشعبية «البر الرئيسي للصين»، وجمهورية الصين «تايوان»، وتعد أزمة تايوان إحدى أقدم الأزمات في العالم الحديث، ويشكل المضيق جزءًا من بحر الصين الجنوبي، ويتصل مع بحر الصين الشرقي، وتبلغ مساحة مضيق تايوان نحو 180 كم، بينما تبلغ مساحة أصغر جزء فيه نحو 131 كم، وقد شهد المضيق العديد من الصراعات بين الصين وتايوان منذ نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، بالتزامن مع انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949، وتعتبر حكومة الصين أن تايوان جزءٌ لا يتجزأ من أراضيها، أما تايوان فتتمسك باستقلاليتها وبحكمها الذاتي.
الأزمة الأولى
حدثت الأزمة بين عامي 1954-1955، ويطلق عليها أيضا أزمة الجزر البحرية، حيث حدث النزاع بين حكومتي الصين الشعبية وحركة كومينتانج، وانتهت بهروب الحركة إلى تايوان، واستيلاء الصين الشعبية على جزر ييجيانجشان، ثم تايوان على التخلي عن جزر داتشين، التي أخلت منها الولايات المتحدة وتايوان، العسكريين والمدنيين، وكانت جزر كنمن وماتسوا مواقع للمناوشات المدفعية بين الصين وتايوان.
الأزمة الثانية
اندلعت الأزمة الثانية في نهاية الخمسينيات، عندما أطلقت حكومة الصين الشعبية صواريخ على جزر ماتسو وكنمن في محاولة لنزع سيطرة تايوان عن تلك الجزر، وبدأت الحرب في أغسطس 1958 بقصف مدفعي من البر الرئيسي للصين، وردت القوات المقابلة في تايوان، وقتل خلال ذلك 400 فرد من قوات تايوان، و50 جنديا من الصين الشعبية.
الأزمة الثالثة
في عام 1995، أجرت الصين الشعبية بعض التجارب والاختبارات الصاروخية حول مياه تايوان بما فيها المضيق، وتم إطلاق أول دفعة من الصواريخ من منتصف إلى أواخر عام 1995، وكانت حكومة الصين الشعبية تهدف من وراء ذلك إلى تحذير حكومة تايوان، التي كانت تدعم الاستقلال، وتم إطلاق الصواريخ مرة أخرى في بداية 1996 بالتزامن مع انتخابات تايوان.
توترات وتحذيرات أمريكية
ومؤخرا اندلعت التوترات بين الصين وتايوان مع زيارات أمريكية مكثفة من قبل العديد من المسؤولين، وتعددت حوادث اختراق الأجواء التايوانية من قبل الطائرات الصينية، ما جعل تايوان تنشر طائرات مقاتلة لتحذير 30 طائرة أرسلتها الصين، منذ نحو يومين، إلى منطقة الدفاع الجوي الخاصة بالجزيرة، حيث يعد توغل الطائرات الصينية هو الأكبر منذ بداية العام، ويأتي ذلك بعد تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن للصين، خلال الأسبوع الماضي من أن بلاده قد تتدخل عسكريا إذا تم ضم تايوان بالقوة.