حنان يوسف تدعو لـ«أنسنة الإعلام البيئي» في التنمية المستدامة

كتب: نوران علام

حنان يوسف تدعو لـ«أنسنة الإعلام البيئي» في التنمية المستدامة

حنان يوسف تدعو لـ«أنسنة الإعلام البيئي» في التنمية المستدامة

دعت الدكتورة حنان يوسف أستاذ الإعلام وعميدة كلية اللغة والإعلام بالاكاديمية البحرية، إلى أنسنة مفهوم الإعلام البيئي، من خلال تفعيل ما أسمته المنهج الانساني في التناول الإعلامي، مطالبة بتغيير مفهومه في التعامل مع أهداف التنمية المستدامة، ليصبح أكثر شمولا، من خلال التركيز على البعد الإنساني لأهداف التنمية المستدامة، باعتبارها الأهداف الإنسانية بصفة عامة، من خلال جميع الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة.

جاء ذلك خلال مشاركتها متحدثة في الحلقة النقاشية التي عقدت في إطار المؤتمر العلمي الدولي لكلية الإعلام بجامعة القاهرة في نسخته السابعة والعشرين، تحت عنوان «الإعلام البيئي والتنمية المستدامة»، التي قدمت فيها ورقة بحثية بعنوان «الإعلام البيئي والتنمية المستدامة.. رؤية جديدة لأنسنة المفهوم والمعالجة»، وهي تعتبر الدراسة الأولى من نوعها التي تطرح منهج أنسنة الاعلام البيئي، وجعله أكثر ارتباطا بالإنسان، في التعامل مع أهداف التنمية المستدامة، من خلال أنسنة الإعلام، بأن يصبح آكثر اهتماما بالإنسان منه بالسياسات والقضايا العامة في مجال التنمية، من خلال فكر إعلامي إنساني، يؤمن بأخلاقيات الإعلام، كما يؤمن فكر الأنسنة الإعلامية بحق الإنسان في إعلام يساند حقوقه الإنسانية في جودة الحياة.

وترأس هذه الجلسة الدكتور عادل عبد الغفار رئيس الأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام، وأدارها الدكتور محرز غالي الأستاذ بكلية الإعلام، بحضور كوكبة من عمداء الإعلام ورؤساء الأقسام، وأساتذة الإعلام والإعلاميين من مصر وخارجها.

تعامل الإعلام البيئي مع أهداف التنمية المستدامة

وتناولت الدكتورة حنان يوسف رئيسة المنطمة العربية للحوار في دراستها، رصدا نقديا لتعامل الإعلام البيئي مع أهداف التنمية المستدامة، موضحة فيه مجموعة من المعايير التي يجب توافرها لتحقيق الجودة المهنية الإعلامية، لدعم خطط التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030، في إطار تبني القيادة السياسية لهذه الأهداف، ضمن توجهات بناء الإنسان، ومنها المعايير السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وشدد على ضرورة الاهتمام بتأهيل الكوادر الإعلامية في مجال الإعلام البيئي لمفهوم متطور، وفقا لمنهج أنسنة الإعلام المقترح، يعتمد على تطوير القوالب الإعلامية المستخدمة، وعدم الاكتفاء بالبعد المعرفي المجرد، وبصفة خاصة، زيادة استخدام القالب الدرامي في تقديم أهداف التنمية المستدامة بمفهوم مبتكر، يعتمد على بناء الإنسان وتحقيق جودة أفضل للحياة.

ودعت في دراستها، جميع الجهات الشريكة، لاعتماد هدف الشراكات المتعددة من أجل تحقيق التنمية المستدامة، من خلال تفعيل المسئولية المجتمعية، وبصفة خاصة للقطاع الخاص والمجتمع المدني.

استعراض عدد من النماذج الناجحة

واستعرضت عدد من النماذج الناجحة، التي جرى تقديمها في هذا الإطار، ومنها مبادرة «جسر أخضر» للتعاون بين المنظمة العربية للحوار وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وكذلك مبادرة «الإعلام الأخضر»، التي أطلقتها كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية البحرية، بالتعاون مع المنظمة العربية الحوار، وعدد من الجهات الشريكة ضمن حملة «اتحضر للأخضر»، والحد من البلاستيك والبيئة النظيفة والصديقة.

تناولت الدراسة، الاهتمام بدمج أهداف التنمية المستدامة ضمن مناهج الإعلام الأكاديمي المختلفة، وزيادة التطبيقات العملية في إطار هذه المناهج، من أجل تأهيل جيل من الإعلاميين المتخصصين في هذا المجال، كما دعت إلى تفعيل دور الإعلام التنموي، واستخدام وسائل الإعلام الجديدة لإقناع الرأي العام، بضرورة التغيير الاجتماعي، لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال زيادة الوعي بأهدافها، ونشر المعرفة لرفع الوعي بقضايا التنمية، وتبني استيراتيجية قومية تنموية، تحقق مصالح الدولة.

أعمال المؤتمر الدولي لكلية الإعلام جامعة القاهرة

وكان انطلقت أمس، أعمال المؤتمر الدولي لكلية الإعلام جامعة القاهرة، في نسخته الـ27، تحت عنوان: «تحديات الإعلام العربي في ضوء خطط التنمية المستدامة.. رؤى مستقبلية للإصلاح والتطوير»، تحت رعاية كل من الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة، بإشراف الدكتورة وسام نصر، الأمين العام لمؤتمر كلية الإعلام، ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، بحضور ممثلي وزارات التعليم العالي، الاتصالات، والبيئة.

واستهدف المؤتمر، ربط أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الدولة بجهود الإعلام في التوعية، من منطلق أن قضية التنمية تمثل أهمية محورية للمجتمعات التي باتت تنشد التنمية المستدامة، وتسعى لتحقيقها ومن بينها مصر، خاصة بسبب تداخلها مع مجالات أخرى متشابكة سياسية واجتماعية واقتصادية، وأهمية الإعلام في مناقشة ومعالجة مختلف القضايا والمشكلات الاجتماعية.

وطرح المؤتمر رؤى للإصلاح والتطوير، من خلال مشاركة باحثي وخبراء الإعلام والسياسة والاقتصاد من مصر والمنطقة العربية، من تونس والجزائر والعراق، بنحو 90 بحثا من دول مختلفة، جرى عرضهم في شكل 7 محاور و12 جلسة بحثية.

وصرحت الدكتورة حنان بوسف، بأنها ستصدر هذه الدراسة في كتاب قريبا، ورفعه لصناع القرار وواضعي السياسات، للاستفادة منه في خطة الدولة لتحقيق رؤية 2030 في التنمية المستدامة.


مواضيع متعلقة