اتجار بالبشر وزنا محارم واعتداءات جسدية ونفسية.. حكايات هزت أروقة المراكز

اتجار بالبشر وزنا محارم واعتداءات جسدية ونفسية.. حكايات هزت أروقة المراكز
- الإتجار بالبشر
- زنا المحارم
- تعاطى المخدرات
- مشكلات المرأة المعنفة نفسيا وجسديا
- الإتجار بالبشر
- زنا المحارم
- تعاطى المخدرات
- مشكلات المرأة المعنفة نفسيا وجسديا
المركز يسعى لحل مشكلات المرأة المعنّفة جسدياً ونفسياً وتمكينها ودمجها بالمجتمع مرة أخرى
سنوات كثيرة قضتها رانيا أحمد، مديرة أحد مراكز استضافة وحماية المرأة المعنفة، تستقبل المئات من الشكاوى والحالات، تستمع فيها إلى حوادث صادمة تصاعدت فيها حدة العنف، فبعد الانتهاء من إجراءات الإقامة بمركز استضافة وحماية المرأة المعنفة، تستمع «رانيا» إلى شكواهن بناءً على رغبة السيدات المستضيفات ممن تعرّضن لعنف جسدى أو لعنف نفسى وحالات الاتجار بالبشر، وصولاً إلى تمكينهن وتقديم الدعم لهن وحل مشكلاتهن ودمجهن بالمجتمع مرة أخرى، لم يترك المركز المكون من الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين وخبراء القانون، أى سيدة أو فتاة تعرضت لعنف إلا بعد أن تُحل مشكلتها والاطمئنان عليها حتى بعد خروجها، وفق ما أكدته «رانيا» لـ«الوطن».
تقول مديرة مركز استضافة المرأة بالقليوبية، إنه منذ فترة ليست ببعيدة، استقبلت إحدى الحالات، التى تدعى «م. س»، التى لم يتجاوز عمرها 22 عاماً، تربت فى إحدى دور الأيتام بعد وفاة والدها وزواج والدتها، مع 4 أخوات أخريات لها، فكان الملجأ الملاذ الآمن لهن، وسط عشرات الفتيات الأخريات، وعند زواج «م. س» عقب الانتهاء من الثانوى الفنى أنجبت طفلة، وكانت حياتها مستقرة، حتى اكتشفت تعاطى زوجها للمواد المخدرة، ورغم صعوبة التعايش معه، فإنها أصبحت مضطرة للاستمرار معه حفاظاً على ابنتها الصغرى.
لم تتوقف معاناة «م. س» مع زوجها، فعندما أتمت أختها الثانية 18 عاماً خرجت من الملجأ، ولم تجد مأوى لها سوى منزل أختها الكبرى، التى استضافتها فى منزلها، حتى اكتشفت خيانة زوجها لها مع أختها، وإصرار زوجها على طلاقها ليتزوج من أختها الصغرى، فلم تجد «م. س» مفراً حتى هربت من المنزل ولجأت إلى مركز استضافة المرأة ببنها، ومعها طفلتها بنت العامين.
لم يقف المركز مكتوف الأيدى، فحاول مراراً مع الزوج لإقناعه بالحفاظ على حياته الأسرية، إلا أنه أصر على الطلاق، فجرت استضافة «م. س» لـ3 أشهر، وأوضحت رانيا أحمد أن الاستضافة تكون بناءً على الحالة، مشيرة إلى أن الحالة لا تخرج إلا بعد إيجاد حل لمشكلتها حتى لو استمرت الإقامة لمدة سنة كاملة، مؤكدة أنه خلال 3 أيام يجرى التعرّف على المشكلة وبقرار اللجنة، يُتخذ قرار بمدة الإقامة.
ودعم المركز الفتاة ذات الـ22 عاماً مادياً ونفسياً واجتماعياً، كما تواصل مع بعض رجال الأعمال وإحدى الجمعيات الخيرية، لاستئجار شقة لها، وتوفير معاش، كما بحث لها عن فرصة عمل، ونُقلت إلى القاهرة، وجرى إشراكها فى معارض «ديارنا» بمنتجاتها اليدوية، ويجرى التواصل معها حتى الآن لمتابعتها.
طبيبة تكتشف علاقات زوجها المتعدّدة: «أهلى قالوا لى ماعندناش حد فى العيلة بيتطلق»
لم تستقبل مراكز استضافة المرأة المعنّفات جسدياً فقط، بل هى مأوى للمعنّفات نفسياً أيضاً، وتروى «رانيا» معاناة إحدى النساء داخل جدران مراكز الاستضافة، تلك الطبيبة التى تدعى «هـ. أ»، التى اكتشفت علاقات زوجها المتعدّدة فى إحدى الدول الأوروبية التى كان يعمل بها فى مجال الهندسة، «هـ. أ» التى تقيم فى إحدى قرى محافظة القليوبية، رفض أهلها تطليقها وقالوا لها «ماعندناش حد فى العيلة بيتطلق»، خاصة أن لديها طفلين، ولم يتسع صدر أحد من أفراد عائلتها لسماع شكواها، فلجأت الطبيبة إلى التقرّب من أحد زملائها، مما تسبّب فى تفاقم المشكلة، حتى وصل الأمر إلى زوجها وبدلاً من أن كانت «ضحية» أصبحت متهمة فى نظر زوجها، فلجأت إلى المركز حماية لها، رغم ارتفاع مستواها الاقتصادى وقدرتها على استئجار مسكن.
لم تسلم «هـ. أ» من المحيطين بها، فأهلها عنّفوها، وأصروا على عدم تطليقها، لتؤكد مديرة مركز الاستضافة أنه تم تقديم الدعم النفسى والاجتماعى لها، خاصة بعد حدوث مشكلات كثيرة جداً، حتى جرى التواصل مع الأهل ومع الزوج والعمل على إقناعها ومساعدتها فى حل مشكلاتها. وأوضحت أنها كانت عاوزة تفضفض ماكانتش عاوزة تطلق وحُلت مشكلتها وسافرت لزوجها فى الوقت الحالى.
جريمة بشعة استقبلها مركز المرأة المعنّفة، وقف جميع العاملين به مذهولين من هولها، وهى أن استحل رجل ابنته التى لم تتجاوز 18 عاماً، واغتصبها.
«أب» يستحل جسد ابنته وكان يجبرها على العلاقات المحرّمة
وتروى «رانيا» أن الأب استحل جسد ابنته وكان يجبرها على العلاقات المحرّمة، وعندما كانت ترفض كان يعطيها مواد مخدرة، وذلك بعد انفصال الأم عن الأب، وزواج الأم، وعندما قصّت حكايتها على ابن عمها وتعرّضها لـ«زنا محارم» قرر أن يتزوجها.
دعم فتاة زوجها متعاطٍ للمخدرات يخونها مع شقيقتها
لم تزدهر الحياة أمام «ص. م» فبعد زواجها من ابن عمها اكتشفت تعاطيه للمخدرات، وكان يضربها ويهينها، فاسودت الحياة بوجهها وأوصدت الأبواب أمامها، فهى لا تقوى على العودة لوالدها مرة أخرى، ولم تتحمّل مشكلات زوجها متعاطى المخدرات، حتى لجأت إلى مركز استضافة المرأة، وظلت بالمركز فترة لتأهيلها، وعقد جلسات لها وللزوج، ثم عادت لزوجها مرة أخرى.
انفصال الأب عن الأم كان العامل الأكبر فى المشكلات وحالات العنف الذى تعرض له الكثير من الفتيات والسيدات، وتؤكد «رانيا» أن العنف ليس ضرورياً أن يكون من الزوج، فأحياناً يأتى من أقرب الأشخاص إلينا، وهذا ما اتضح فى قصة «ف. م» إحدى الفتيات اللاتى تعرضن لـ«الاتجار بالبشر» رغم صغر سنها.
أم تستغل ابنتها فى الدعارة مقابل آلاف الجنيهات بعد انفصال الزوج
وتوضح مديرة مركز استضافة المرأة بالقليوبية أن «ف. م» بنت فى إحدى الجامعات الخاصة، انفصل والدها عن والدتها، فترك الأب بناته ولا يعلم عنهن شيئاً، فلجأت الأم إلى الاتجار بابنتها الكبرى، واستغلالها فى أغراض منافية للآداب من أجل الربح، وأجبرت الفتاة التى لم تتجاوز 22 عاماً للمشاركة فى سهرات ليلية خاصة مقابل آلاف الجنيهات، فلم تجد «ف. م» مكاناً سوى الاستعانة بالمركز، فجرى استقبالها وهى فى حالة انهيار شديد، وممتنعة عن الأكل والشرب، ومعلنة رفضها للحياة، كما أنها حاولت الانتحار عدة مرات، وجرى التعامل معها من قبل الإخصائية النفسية وتم تحويلها إلى مستشفى الصحة النفسية ببنها، لتؤكد لها الفتاة أن أمها استغلتها منذ كانت فى الصف الأول الثانوى (15 عاماً)، وبعد الكشف عليها بالمستشفى تعهد المركز بالحفاظ على سلامة الفتاة، وأصبحنا مهددين بالخطر، وحاولنا تهدئتها بعد تهديدها بالانتحار، واتصلنا بوالدتها بناءً على رغبتها، وعندما جاءت أمها وأختها الصغرى، أجبرنا الأم على تحويل الفتاة إلى مستشفى.
أنكرت الأم كل ما قالته ابنتها، فيما أكدت الابنة أن والدتها تستغل بنتين أخريين معها فى هذا العمل المخل، ورفضت ابنتها العودة للعمل معها مرة أخرى، ولا يزال المركز متواصلاً معها، وتوضح «رانيا» أن المركز لا يقوى على الإبلاغ عن مثل هذه الحالات إلا بموافقة البنت.