صدمة لعشاق المانجو.. توقعات بانخفاض إنتاجية الثمار بسبب التقلبات المناخية

كتب: محمد أبو عمرة

صدمة لعشاق المانجو.. توقعات بانخفاض إنتاجية الثمار بسبب التقلبات المناخية

صدمة لعشاق المانجو.. توقعات بانخفاض إنتاجية الثمار بسبب التقلبات المناخية

قال الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، إنه للعام الثاني على التوالي حدث تساقط حاد لثمار المانجو، موضحًا أن ذلك بسبب التقلبات المناخية التي تعتبر المانجو من المحاصيل الحساسة بشكل مفرط لها، إذ إنه فور خروج الثمار من فترة حضانتها بعد عقدها، اصطدمت بمناخ غير واضح لا هو شتاءاً ولا ربيعًا ولا حتى صيفًا.

وأوضح «فهيم» في حديثه لـ«الوطن»، أن أشجار المانجو تعيش في الأجواء الاستوائية وشبه الاستوائية، والمناطق الاستوائية معروف عنها أنها مرتفعة الحرارة بقيم كبيرة، كذلك لا يوجد تذبذبات كبيرة فى حرارة الليل والنهار أو بين الأيام، وشجرة المانجو بطبيعتها تنمو بحالة جيدة في الأجواء الحارة والرطبة وتزداد الانتاجية في الأجواء الجافة، والمانجو شجرة حساسة للبرد خاصة التي تسودها فترة جفاف خلال فترتي الإزهار والعقد، وهي من أكثر أشجار الفاكهة مستديمة الخضرة، وتختلف الأصناف في تحملها لدرجة الحرارة المنخفضة، فالأشجار البذرية أكثر تحملًا لدرجات الحرارة المنخفضة من الأشجار المطعمة.

«فهيم»: أشجار المانجو نجت بصعوبة من الصقيع

وأشار «فهيم» إلى أن أشجار المانجو نجت بصعوبة من موجات صقيع الشتاء المتقطع لهذا الموسم وبدون سابق إنذار اصطدمت ببرد الشتاء المتأخر مع انخفاض فى الحرارة دون المعدل في النصف الأول من شهر مارس، ما نتج عنه تأخر كبير في معدلات التزهير، وخرجت الأشجار مُنهكة ومُستنزفة، حيث تم استهلاك كل كمية الكربوهيدرات المخزنة فى قواعد البراعم والتي تمثل رصيد الموسم الجديد المولد للأوكسينات اللازمة للحفاظ على العقد والثمار الصغيرة من التساقط، كما لم تستفق الأشجارمع الموجات شديدة الحرارة المبكرة التي حدثت في الثلث الأخير من مارس ومنتصف أبريل على فترات متعاقبة وحتى وسط مايو، فزادت الأشجار من إفراز هرمون «الاثيلين» نتيجة موجات الحرارة العالية، وذلك كرد فعل ضد ارتفاع الحرارة وزيادة معدلات البخر.

معدلات التساقط كانت متفاوتة بين أصناف المانجو 

وتابع رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن الارتفاع القياسي في الحرارة خلال هذه الفترات قد يغلب على أي وسيلة ردع وحماية، لأن درجة حرارة الهواء الساخن تستطيع أن تتوغل داخل الأنسجة بسرعة ويزيد إفراز «الاثيلين» وترتبك الشجرة فسيولوجياً، وبالتالي يتأثر معدل إنتاج الهرمونات والأوكسينات الطبيعية والمسئولة عن تنظيم عمليات النمو الداخلية فى الشجرة، ونتيجة لكل ما سبق حدث ارتفاع في معدلات تساقط العقد واستمر التساقط بعد ذلك أيضاً فى جميع مراحل تكون الثمار تقريباً حتى منتصف مايو الثاني، وتوقف التساقط بسبب ارتفاع درجة الحرارة ليلاً وزيادة تخشب أعناق الثمار: «وجدنا أن معدلات التساقط كانت متفاوتة ما بين صنف وآخر، وما بين منطقة وأخرى ومزرعة وأخرى، حتى داخل المزرعة نفسها، وجدنا تباينًا أيضًا بين شجرة وأخرى وأحيانًا بين جانب من شجرة إلى الجانب الآخر».


مواضيع متعلقة