بريد الوطن.. بين أصل الاستخدام وسوء التوظيف

بريد الوطن.. بين أصل الاستخدام وسوء التوظيف
كثيراً ما يصادفنى فى جلسات العلاج النفسى أن يكون شىء ما مشكلة بالنسبة لشخص وحلاً للمشكلة بالنسبة لشخص آخر، فكيف يمكننا فهم ذلك؟
هناك فهم مغلوط شائع يخلط بين أصل استخدام الأشياء وسوء توظيفها، فلشخص ما قد تكون الصلاة فرضاً وعبئاً ومشكلة للالتزام أو القيام بها، ولآخر قد تكون الصلاة هى الوسيلة الأولى والأهم لحل مشكلاته قبل البدء فى التفكير أو الشروع فى أى عمل آخر، وقد رأيت من الناس شخصاً يرى امرأته مشكلة كبيرة من مشكلات حياته، وقد وجدت آخر يرى امرأته جزءاً مهماً من حل مشكلاته.
بعد أن خلق الله الأرض وكل ما عليها يخبرنا سفر التكوين فى الإصحاح الأول قائلاً: «ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسنُ جدا»، ومن كنوز الأقوال ما يخبرنا قائلاً أرجعوا الأشياء إلى أصولها ستجدون أفضل ما تتمنون. ففى عالم قد امتلأ بالفوضى ترك الكثير من البشر الاستخدام الطبيعى للأشياء أو تناسوا ذلك، فالله قد خلق المرأة فى الأصل لتكون معيناً وسنداً للرجل ليسود الحب والمودة بينهما ليس لشىء آخر، وخلق الطبيعة للتمتع ولم يخلقها للنزاع والكراهية والبغضة، وأمرنا بالصلاة للراحة من متاعبنا وليس لتكون عبئاً ثقيلاً للقيام بها، فإذا أردت الراحة فى حياتك لا تسئ استخدام أو توظيف الأشياء بل فكر وأرجع الأشياء إلى أصولها.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com