فرنسا تصوت لصالح مشروع الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة

بعد نفاذ صبر الدول الأوروبية تجاه عملية السلام المتحجرة في الشرق الأوسط، صوت مجلس النواب الفرنسي، اليوم، على مشروع قرار يدعو الحكومة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. الغريب في الأمر، أن فرنسا اتخذت تلك الخطوة مع رفض أغلب دول أوروبا الغربية الاعتراف بفلسطين كدولة، لدعم الموقف الأمريكي الإسرائيلي، الذي يرى أن قيام دولة فلسطينية يجب أن يتم بموافقة اسرائيلية بعد إجراء مفاوضات معها. وتغير الموقف الأوروبي بعد أن أصيبوا بخيبة أمل من الموقف الإسرائيلي الداعي للاستمرار في بناء المستوطنات على الأراضي التي يرغب الفلسطينيين في إقامة دولتهم عليها، خاصة مع انهيار أخر جولة من المحادثات التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية. من جانبها رفضت إسرائيل خطوة البرلمان الفرنسي، ووصف رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو التصويت الفرنسي بأنه "خطأ فادح وغير مسؤول". ووفقًا لموقع "روسيا اليوم"، فأن السفير الإسرائيلي في فرنسا "يوسي غال"، حذر الأسبوع الماضي، من أن تصويت النواب الفرنسيين على مشروع قرار حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما قد يفاقم الوضع ويؤدي إلى أعمال عنف في فرنسا. ووصف غال، أمام جمعية الصحافة الدبلوماسية الفرنسية عملية التصويت هذه بأنها "مبادرة سيئة بالنسبة إلى المجموعة اليهودية الفرنسية، واعتراف النواب الفرنسيين بالدولة الفلسطينية لن يساهم سوى بتفاقم الوضع". وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، للبرلمان إن الحكومة غير ملزمة بالتصويت، مضيفًا أن الوضع الراهن غير مقبول، وأن فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية من دون تسوية عن طريق التفاوض إذا فشلت الجولة الأخيرة من المحادثات، مضيفًا أن التصويت الفرنسي يشكل ضغطًا سياسيًا على الحكومة الفرنسية لتقوم بدور أكثر فاعلية إزاء القضية الفلسطينية، خاصة أن هناك 60% من الفرنسيون يدعمون قيام الدولة الفلسطينية وفقًا للاستطلاع أخير أجرى على المواطنين الفرنسين.