الحوار الوطنى حول الجمهورية الجديدة
يشمل الحوار الوطنى مقترحات نهضة مصر فى الجمهورية الجديدة، أولاً التنمية البشرية بوسائلها الناجحة فى التعليم الأساسى والتعليم العالى ومحو الأمية والثقافة والصحة، ثانياً التنمية الاقتصادية شاملة مقترحات القضاء على الفقر والمشروعات الصغيرة والمشروعات المتوسطة والمشروعات الكبرى، ثالثاً المشاركة السياسية والديمقراطية، رابعاً الحفاظ على الهوية المصرية وإعلاء الوطنية المصرية والانتماء القومى، خامساً الحفاظ على القيم المصرية والسماحة وتعايش الأديان، حيث احتضنت مصر عبر تاريخها الأديان الشمولية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، سادساً تحقيق الدولة الرقمية فى كافة المحافل والأوساط والنظم الإدارية، سابعاً الخروج من الوادى القديم الضيق إلى رحاب المليون كيلومتر مربع، ثامناً الحفاظ على النظم الأيكولوجية الثلاثة وتنميتها للهواء والمياه والتربة وحماية البيئة والمناخ، تاسعاً استمرار التوسع فى المدن الجديدة وتطوير القرية المصرية من خلال تفعيل وتوسعة وانتشار أنشطة مبادرة حياة كريمة التى أطلقها الرئيس السيسى، عاشراً إعادة مصر لقيادتها للأقاليم السياسية الثلاثة، الإقليم العربى والأفريقى والمتوسطى.
وختاماً: تفعيل دور المرأة فى المحاور العشرة المشار إليها عاليه بتطبيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ومؤشراتها الـ٢٦٠، بحيث يوضح ملحق بكل بند من البنود العشرة مدى التقدم الذى أحرزته مصر عدداً ونوعاً وزماناً ومكاناً.
الجمهورية الجديدة، ما هى وكيف ولماذا؟
حينما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مصطلح الجمهورية الجديدة، انصرف أذهان الكثير من المصريين إلى العاصمة الإدارية الجديدة، التى يقترب افتتاحها يوماً بعد يوم، وربطوا بين هذا الحدث المهم والتاريخى، فى حياة مصر والمصريين، وبين هذه الجمهورية التى أعلن عنها الرئيس. ولكن الأمر ليس متعلقاً فقط بتطوير المبانى والجدران، وإنما كذلك بتنمية البشر والإنسان، فالجمهورية الجديدة هى دولة يتمتع فيها المواطن بكرامته، من حياة كريمة وسكن مناسب وصحة جيدة، لذا أطلق الرئيس العديد من المبادرات التى تمس حياة أهلنا فى صعيد مصر والقرى والنجوع، على رأسها مبادرة حياة كريمة، التى جعلت الصعيد المنسى فى قلب اهتمام الدولة المصرية.
كما كانت مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سى، والكشف عن الأمراض غير السارية مثالاً واضحاً على الارتقاء بالإنسان المصرى، والاهتمام اللائق به، ثم لم تهمل الجمهورية الجديدة الاهتمام بالتنمية الزراعية، حيث إن قطاع الزراعة من أهم القطاعات التى كانت تتميز بها الدولة المصرية على مر التاريخ، فأطلقت مصر مشروع المليون ونصف المليون فدان.
الجمهورية الجديدة جاءت لمواكبة تحديات العصر، ومواجهة حروب الجيل الرابع والخامس، وأخطر ما فى هذه الحروب أن الدول تستخدمها لاحتلال العقول بدلاً من الأوطان، ثم تتحكم فى هذه العقول بالطريقة التى تخدم مصالحها، وهو ما يتطلب استحداث مدن ذكية تتنبأ بهذه الحروب وتتحكم فيها، فالجمهورية الجديدة ليست رد فعل لأحداث تدور من حولها، وإنما هى من تصنع الأحداث وتكون فاعلاً أساسياً فيها.
الجمهورية الجديدة تحتاج طريقة تفكير جديدة أيضاً، ليست نمطية كما كان فى السابق، تحتاج عقولاً جديدة، وتحالفات استراتيجية جديدة مضادة، لا تقوم على الأيديولوجيات والأفكار وإنما على المصالح المشتركة، التى لا يعرف العالم الآن لغة غيرها، وهذا ما يفسر توجه الدولة المصرية لإقامة تحالفات عديدة تخدم مصالحها فى كل مكان على وجه الأرض، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، الذى يضم عدداً من الدول مثل إيطاليا وفرنسا واليونان وقبرص وإسرائيل، جعل دولاً أخرى كانت تعادى مصر وشعبها، تسعى للدخول فى هذا التحالف، ووقف العداء وطى صفحة الماضى، حفاظاً على المصالح المشتركة.
الجمهورية الجديدة تهتم بالشباب باعتبارهم قادة المستقبل وأمل الأمة فى النهوض والتنمية، ولذا كان أول من أسس كياناً فى هذه الجمهورية هم الشباب، بتدشين اتحاد شباب الجمهورية الجديدة، جمهورية تبنى فى الداخل وعينها على الداخل والخارج معاً.
لن يكون هناك جمهورية جديدة بلا حريات مسئولة، فالحرية المطلقة مفسدة مطلقة، وهذا هو المأمول من هذه الجمهورية، التى لا يمكن أن تقوم إلا على احترام حقوق الإنسان، التى من أهمها الحق فى تداول المعلومات والتعبير عن الرأى بوسائل مشروعة وقانونية، فى إطار الدستور المصرى. ربما يكون الحديث عن الجمهورية الجديدة أشبه بالحلم الجميل، ولكن بالنظر إلى الإرادة السياسية التى تسابق الزمن وتسارعه، فإن ما تحقق ولا يزال على أرض الواقع يبشر بأن القادم أجمل وأفضل إن شاء الله.