بريد الوطن .. التربية على فساد الذوق

بريد الوطن .. التربية على فساد الذوق
ربما لا يخطر على بال أحدنا أننا نُربى أجيالنا على الفساد مختارين طائعين، لا مضطرين مجبرين! يبدأ الفساد فى مرحلة الطفولة من المنزل عن طريق الكذب والخوف، ثم فى مرحلة المراهقة من المدرسة عن طريق الدروس الخصوصية والغش فى الامتحانات، ثم من عدة جهات فى مرحلة الشباب وحتى نهاية العمر، وما أكثر تلك الجهات، ولعل أخطرها الأعمال الفنية الهابطة، سواء أكانت أفلاماً أو مسلسلات أو مسرحيات أو أغانى أو برامج، إلى بقية الفنون، كلها مجتمعة أو منفردة هى الراعى الرسمى للفساد فى المجتمع، ولا يخفى على أحد هذه الفجاجة القبيحة فى الأغانى المحيطة بنا، والتى طفت على السطح فى الآونة الأخيرة من أناس يدّعون الفن خرجوا إلينا بأعمال هابطة مقيتة تدل على أن حياتنا تسير نحو الهاوية، وتقتحم بيوتنا وتفسد أخلاق أبنائنا وبناتنا ولن يكون الهبوط فى الغناء استثناءً! فمن قال إن «الغزالة» تعبّر عن صفاء حياتنا وروقان بالنا، ومن ادّعى أن الدلع الأنثوى الشاب انحصر فى هيئة «بطة» تختبئ تحت سيارة مركونة؟!
من المعروف يا سادة أن الفن هو مرآة المجتمع، ولا شك أن المجتمع الراقى ينتج فناً راقياً، غير أنك إذا أردت أن تتعرّف على حال مجتمع، فما عليك إلا أن تنظر فى نوعية الأعمال التى يقدّمها أبناؤه الذين يتبوأون المكانة المرموقة فى المجال الفنى، فإن كانت أعمالهم راقية، فاعلم أنك أمام مجتمع متحضر وراقٍ، أما إذا وجدت الساحة مليئة بالغث، باعتباره نوعاً من الحرية والإبداع، فأقم عليه مأتماً وعويلاً.
يوسف القاضى - مدير مدرسة بالمعاش
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com