طارق عبدالجابر يروي سنوات الصداقة والعمل مع شيرين أبو عاقلة: حيّ على الشجاعة

كتب: سمر صالح

طارق عبدالجابر يروي سنوات الصداقة والعمل مع شيرين أبو عاقلة: حيّ على الشجاعة

طارق عبدالجابر يروي سنوات الصداقة والعمل مع شيرين أبو عاقلة: حيّ على الشجاعة

في بلاد اكتست شوارعها بلون الدم وباتت أصوات المدافع والطائرات مألوفة لأهلها، نَمت أواصر علاقة إنسانية قبل أن تكون مهنية، بين أيقونة الصحافة الفلسطينية الشهيدة شيرين أبوعاقلة، ومراسل قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري من فلسطين طارق عبدالجابر، تعلم من خبرتها بميدان المعركة، تركت أثرًا في وجدانه لا يزال باقيًا، وصفها بـ«الشجاعة والوطنية» التي أثرت بها متاعب البقاء في وطنها المحتل عن ثراء العيشة في غيرها من الدول.

علاقة صداقة وعمل

في مطلع الألفية الثانية وخلال أحداث الانتفاضة الفلسطينية، كانت بداية الصداقة التي جمعت مراسل التليفزيون المصري والشهيدة الفلسطينية، شوارع القدس شهدت صمودها في وجه الاحتلال لتغطية الأحداث المختلفة، وحسب رواية طارق عبدالجابر لـ«الوطن»: «انضربت واعتقلت من الاحتلال وصادروا الكاميرا بتاعتها وماهربتش أبداً من ميدان التغطية الحية»، كانت تؤمن برسالتها في نقل الحقيقة، حسب تعبيره.

منذ بداية التعارف بين «عبدالجابر» و«أبو عاقلة» عهدها هو وجميع المراسلين الموجودين في القدس، متعاونة لم تبخل على أحد بمعلومة واحدة في مجال عملها، وحسب رواية مراسل التليفزيون المصري سابقًا: «كانت إنسانة بمعنى الكلمة، كانت بتدي أجندة أرقام المصادر بتاعتها بالمعلومات والأرقام ومش بتخبي معلومة عن حد»، فتعلم منها المهنية ونقل الحقيقة دون تعاطف ودون تزييف للواقع.

المشاركة في موائد الرحمن بالقدس

بعيدًا عن الحياة المهنية، اعتاد أصدقاء الشهيدة شيرين أبوعاقلة منها حب الخير ومساعدة الجميع، اعتادت المشاركة في موائد الإفطار في ليالي رمضان بالقدس، واحترمت أولى القبلتين، حين دخلت المسجد الأقصى ترتدي حجابًا على رأسها في احترام الدين والعادات والتقاليد، وحسب رواية «عبدالجابر» كانت «أبو عاقلة» تسكن بيتًا بسيطا للغاية في فلسطين رغم قدرتها على شراء مسكن غالٍ، فضلا عن امتلاكها الجنسية الأمريكية التي كانت تسمح لها بالعيش في أغنى أحياء أمريكا، «فضلت تعيش من أجل قضية بلدها».

أحبت «شيرين أبو عاقلة» مصر وشعبها والأهرامات والتراث والتاريخ المصري، واستمرت علاقة الصداقة بينها وبين المراسل المصري حتى بعد عودته إلى مصر وانتهاء مهمته بالقدس المحتلة: «آخر مرة اتكلمنا بالتليفون من كام شهر كنت مسافر اليونان وسألتني إذا كنت جاي فلسطين أو لأ، واتفقنا نتقابل قريباً»، إلا أن القدر لم يكتب لهما اللقاء مجددًا.

بكيت بعد سماع خبر استشهاد شيرين أبو عاقلة

استيقظ «عبدالجابر» صباح الأربعاء الماضي على مكالمة هاتفية من أحد أصدقائه يسأله ما إذا كان تابع الأخبار المحلية والعربية في طليعة هذا اليوم: «قال لي افتح التليفزيون بس، ولما فتحت شُفت الخبر بكيت وحزنت واتمنيت أشارك في حمل النعش وتشييع الجنازة بنفسي».

سأزور قبرها في القدس قريبًا

وعبّر المراسل التليفزيوني عن نيته في زيارة قريبة للقدس لزيارة قبر الشهيدة الفلسطينية: «شيرين ماكانش ليها زوج ولا أبناء ولا أب ولا أم وإحنا هنفضل فاكرينها وندعيلها»، موجهًا النقد الشديد للبعض الذين يجادلون في شأن ديانتها وجواز الرحمة عليها من عدمه: «كانت إنسانة محبة للخير محدش عارف مين فينا هيدخل الجنة برحمة ربنا».


مواضيع متعلقة