محمد عبلة: الحركة الفنية مزدهرة وأدعو الشباب لعدم حصر النجاح في «الماديات»

محمد عبلة: الحركة الفنية مزدهرة وأدعو الشباب لعدم حصر النجاح في «الماديات»
- الفن التشكيلى
- الحركة الفنية فى مصر
- دور المثقفين
- وزارة الثقافة
- الفن التشكيلى
- الحركة الفنية فى مصر
- دور المثقفين
- وزارة الثقافة
عبر الفنان التشكيلى محمد عبلة عن سعادته بالحصول على وسام جوته 2022 من ألمانيا، قائلاً إنه «شرف كبير أن يقترن اسمى باسم المبدع الألمانى الكبير جوته»، ورصد أبرز حيثيات الفوز والمتمثل بالإيجابية والمسئولية المجتمعية له كمثقف داخل وخارج مصر. وتحدث «عبلة» فى حواره لـ«الوطن»، عن الحركة التشكيلية فى مصر، مشيراً إلى سبل تثقيف المواطن، التى تبدأ من إعادة حصص الرسم والموسيقى، مشيداً بتوجه وزارة التربية والتعليم نحو تنفيذ مشروع التعليم الفنى بالتعاون مع القطاع الخاص وإلى نص الحوار:
حدثنا عن أهمية فوزك بوسام جوته 2022 بالنسبة إليك؟
- فى البداية شرف كبير أن يقترن اسمى باسم المبدع الألمانى الكبير جوته، والوسام على مجمل تجربتى وحياتى، خاصة أن جوته كان متعدد المواهب والأدوار، وأهمية الفوز بالوسام أنه يدفع الناس للبحث عنى وإجراء حوارات حول عملى والاهتمام به، وهو شىء مفيد أيضاً لمصر بتسليط الضوء على الفن المصرى، وأمر جيد بالنسبة لى.
وماذا عن أبرز حيثيات فوزك بالوسام؟
- الوسام تكريم عن تجربتى ككل، ومن ضمن حيثيات اختيارى للفوز بالوسام تقديم خدمات تطوعية فى المجتمع داخل وخارج مصر، وعندما كنت فى ألمانيا كنت أنظم ورشاً تطوعية أتحدث خلالها عن الثقافة المصرية والعربية بمفرداتها، مثل اللغة والدين الإسلامى، والحياة الاجتماعية، ولذلك أدعو الشباب للإيجابية، سواء من خلال الأعمال التطوعية أو المشاركة المجتمعية، وعدم البحث عن النجاح المادى، ولكن بالتركيز على القيم، والإيجابية ستتم ترجمتها فيما بعد إلى مقابل مادى بأشكال مختلفة.
محمد عبلة: أقدم نفسى فى أوروبا كفنان مصرى مؤمن بثقافته
كيف تقدم نفسك إلى المجتمع الأوروبى؟
- درست فى النمسا بعد السفر فى منحة إلى إسبانيا ثم سافرت إلى ألمانيا، ولم أنقطع عن المجىء إلى مصر، وما زلت إلى الآن أتردد على أوروبا أدرس وأُدرس، لأن الفنان يتعلم على مدار حياته و«الفن مالوش كبير»، وأنا أقدم نفسى هناك كفنان مصرى بثقافته وأفكاره وأحلامه، ولا أشعر بأى تفوق حضارى أو عقدة الخواجة، بل على العكس كنت أدرس فى النمسا، وكان لدىّ أكبر عدد من الطلبة فى الجامعة التى درست فيها.
كيف ترى المسئولية المجتمعية للفنان؟
- لى مواقف منذ سنوات طويلة حول هذا الصدد، وأذكر أنى تظاهرت فى 1991 ضد ضرب العراق، وسلمت احتجاجاً للسفارة الأمريكية بالقاهرة، وشاركت فى جميع الحركات الاحتجاجية، وكنت أحد مؤسسى مشروع «الفن ميدان» الذى كان يقدم الحفلات الفنية والثقافية فى الشوارع مجاناً فى ميدان عابدين وغيره وكذلك فى المحافظات، وكانت رسالته أن تكون الثقافة ملكاً لجميع الناس، وطبعاً شاركت فى كتابة الدستور فى 2014 ضمن لجنة الخمسين، وأعتقد أنى إيجابى بمحاولاتى رفع مستوى الواقع عبر سبل عدة، سواء عمل تطوعى، داخل وخارج مصر وأقوم بعملى.
من منظورك، كيف ترى الحركة التشكيلية فى مصر؟
- هناك ازدهار فى الحركة الفنية فى مصر، ولدينا العديد من القاعات والمعارض التى يجرى تنظيمها، ولدينا أيضاً فنانون شباب جيدون وثقافة فنية أكبر من ذى قبل بكثير، وهو نتاج العولمة وثورة المعلومات.
وهل ترى أن تثقيف الجمهور فنياً يسير فى الاتجاه الصحيح؟
- يحزننى إلغاء حصص الرسم والموسيقى والألعاب من المدارس، كثير من الطلاب كانوا يحبون الذهاب إلى المدرسة لممارسة هذه الهوايات.
إذن كيف ترى التعليم الفنى فى الوقت الراهن؟
- التعليم الفنى (التطبيقى) توجه جيد من وزارة التربية والتعليم يحتاج دعم القطاع الخاص، لأن الوزارة ليس لديها أماكن أو إمكانيات لتنفيذ الورش التدريبية، وهو ما يمد سوق العمل بعاملين متخصصين، وهو نظام موجود فى أوروبا، تستفيد به المصانع والشركات، ومن شأنه إحداث نهضة فى الصناعة والتعليم الفنى، وليتنا نشجع هذا الاتجاه.
فصل الدين عن الدولة ليس «دعوة للإلحاد»
ما أبرز الفروق الحضارية بين المجتمعين العربى والغربى؟
- فى أوروبا قطعوا أشواطاً طويلة للوصول إلى هذا المستوى من الحضارة، كانت البداية بفصل الدين عن الدولة، والمعتقدات عن الحياة العملية واليومية، وأن يكون الشخص إنساناً عملياً فى شغله يؤدى واجباته، أما حياته الشخصية فيمارسها كما يحلو له سواء متدين، أو حتى عدمى، فهو شأنه الشخصى، أما الحياة المادية فالأساس بها هو الالتزام الصارم بالقوانين واحترامها، وأتصور أن ذلك أساس أى حضارة.
تقاعس المثقفين والإعلاميين عن دورهم أحد أسباب الفكر المتطرف وتداعياته الإرهابية
وكيف ترى الحادث الإرهابى الأخير فى سيناء؟
- قتل الأبرياء يحدث بناء على فكرة وقناعة خاطئة، القاتل باسم الدين يمنح نفسه حق الإله، فهو وحده من حقه أن ينشئ أو ينهى حياة، وأفكار التطرف وتداعياتها ناتجة من خلط الدين بالحياة بشكل خاطئ، وناتج أيضاً عن تقاعس المثقفين عن دورهم، والمعلمين عن عملهم والإعلاميين عن توصيل رسالتهم، والتطرف عكس ما يتم تدريسه فى المؤسسة الدينية أن المسلم مهمته الدعوة للدين بأى شكل، فى حين يقول القرآن «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، ومن خلال مشاركتى فى كتابة الدستور اعترضت على المادة الثانية من الدستور، لأن مصر طوال تاريخها تتميز بالتنوع، ولم تكن فقط إسلامية أو مسيحية أو غيره، والدعوة لفصل الدين عن الدولة ليست دعوة للإلحاد، فأعظم الفنانين مؤمنون، أما الإلحاد فهو عدم احترام القوانين.
أطلقت جائزة محمد عبلة.. حدثنا أكثر عن تفاصيلها؟
- جائزة للرسم وأخرى للرسوم المتحركة أطلقتها لتشجيع الشباب، فمن الضرورى أن يقدم كل منا ما يستطيع للإسهام فى تشجيع المواهب، وأنا أمنح جوائز على قدر إمكانياتى.
شاركت فى اعتصام المثقفين الشهير فى وزارة الثقافة.. قدم لنا نبذة عن ملابساته؟
- كنا فى البداية مجموعة صغيرة جداً، كنت أنا وصنع الله إبراهيم وخالد يوسف وبهاء طاهر، والانطلاقة كانت من رفض الوزير الإخوانى، الذى يقول إن الباليه حرام، ومن بيننا بعض الوجوه المألوفة لوزارة الثقافة، من بينهم الدكتور أحمد نوار، ودخلنا المكتب على اعتبار أننا على موعد مع الوزير فى مكتبه، ثم لحق بنا مجموعة أخرى من المثقفين والفنانين إلى مقر الوزارة بالزمالك على اعتبار أنهم تبع الموعد.
وأعلنا أننا قمنا باحتلال الوزارة، وكان فى الأسبوع الأول من يونيو قبل أيام من 30 يونيو، وقتها أطلقت علينا طلقات نارية من الخارج، وكنا ننظم حراسة ليلاً، وأحضرنا مراتب ونمنا فى الوزارة، وكانت أياماً جميلة نقضيها فى المناقشات فضلاً عن عروض شباب الأوبرا فى الخارج وندوات شعرية وغيرها، والاعتصام هو البروفة الناجحة لما حدث فى 30 يونيو، لأننا خلعنا الوزير، والثورة خلعت «جماعة الإخوان اللى عايزة تحكم بلد».
دور المثقفين
المثقفون طليعة أى مجتمع، وهم القادرون على استخلاص القيم إيجابية وسلبية من المجتمع ويعبرون عن نبض الشارع، والحراك المجتمعى، من خلال منتجهم الفنى والفكرى والثقافى، أى إنهم مرآة ورؤية يستعين بها رجال السياسة، ليتم وضعها قيد التنفيذ سواء فى قوانين أو قرارات رسمية، لأن السياسى بمفرده غير قادر على قراءة الظواهر، والمجتمع الكبير لا يمكنه التعبير عن نفسه بشكل مباشر، وإلا سيكون الجميع فى الشوارع بغوغائية، والتغيير يحدث عندما تتوافر الرغبة فى التغيير.