بريد الوطن .. شخصيات لا تُنسى: الشيخ شعبان خليف

بريد الوطن .. شخصيات لا تُنسى: الشيخ شعبان خليف
نطوف حول أحد أعلام قراء منشأة القناطر.. الشيخ شعبان عبدالسميع خليف، الذى وُلد عام 1929.. والتحق -رحمه الله- بكتاب الشيخ عبدالوهاب قمح، وقد تمتَّع منذ الصغر بالنبوغ، فحفظ القرآن، وأجازه شيخه بقراءة حفص.. انطلق الشيخ بعدها مُحلِّقاً فى عالم القراءة، وأحيا أول عزاء وعمره 18 عاماً، فأبهر الحاضرين بحُسن الأداء.. تلقَّى الشيخ شعبان روايتَى «ورش وقالون» على «الشيخ إبراهيم أبوحَمَد»، وهو من كبار علوم الإقراء فى زمانه.. امتزج صوت الشيخ بعذوبة تجمع بين «حنين العبد لخالقه» و«الشجن» من حياة فانية.
كان الشيخ تعلوه مهابة، تشم عطره إيذاناً بقدومه، وما من عزاء يحييه إلا تجد فيه نقيضين: «الحزن على فقيد، والفرح بصوت يملأه الخشوع».. ذاع صيت الشيخ بمحافظات الجيزة والمنوفية والقليوبية، أما محافظة قنا فكان له فيها تاريخ حافل، بإحياء ليالى «رمضان».
يُذكر أن الشيخ شعبان جمعه عزاء بالشيخ محمود على البنا، الذى أعجب بصوته، ونشأت بينهما صداقة، وحثه «البنا» على الالتحاق بالإذاعة، لكن لم يُقدَّر له ذلك.. فى رحلته للعمرة، دوَّن تفاصيل الرحلة، ونوع الطائرة، وزمن المغادرة والهبوط، وهو ما يكشف معالم شخصية قارئ، مثقف، وهو ما انعكس على تعامله الراقى مع الجميع.. كما اهتم بمطالعة الجرائد يومياً.. حرص الشيخ على ترك علمٍ ينتفع به، فكان له كُتَّاب قصده كثيرون.. وتوفِّى عام 1978 عن عمرٍ 49 سنة.. رحمه الله.
رزق عبدالمنعم
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com