بريد الوطن.. ضاعت هيبة الإعلام مع الإعلانات

بريد الوطن.. ضاعت هيبة الإعلام مع الإعلانات
يقول الكاتب والمفكر الكبير المرحوم أنيس منصور [1924 - 2011]: الإعلام صار من التوعية إلى التعمية والتغييب وكل شىء فى حياتنا صار بالنقل لا بالعقل.
ما نشاهده من إعلانات للفنانين، ويحصلون منها على الملايين هى بمثابة إهدار لهيبة الفن والإعلاميين، فالإعلانات غطت على الإعلام الهادف النفيس، وكما حدث فى رمضان 2022، ثار قلق المثقفين وتأثروا لضياع هيبة الإعلام الحقيقى، وأصبحنا فى زمن الفن الردىء الغث، لأن الفن الحقيقى قوة مصر الناعمة، فاختلط الحابل بالنابل وأصبح فنانو اليوم بلا ثقافة ولا فن، بل هو هرتلة، لأن زمن الفن الجميل قد ولى وانقرض. ما فائدة الملايين التى يحصل عليها الفنانون؟ إنها تذهب إلى جيوبهم ولا تذهب إلى عقولهم. ما فائدة أن يحصل مطرب على عشرين مليوناً عن إعلان عن البريد المصرى؟ وماذا يعود على الشعب من هذا الإعلان؟ علماً بأن البريد المصرى جهة حكومية يجبر عليها الشعب للتعامل معها، وكذلك بعض لاعبى الكرة يحصلون على ملايين فى بعض الإعلانات، فمصر العظيمة صاحبة التاريخ العريق والحضارة الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ بات فيها لاعبو الكرة والفنانون هم الطبقة العليا والمنتقاة، ولا صوت يعلو على أصواتهم، فى حين أن الشعب المصرى شعب واعٍ وناضج ويعرف الصالح من الطالح وفى حاجة ماسة إلى روح الوطنية والالتفاف إلى القيادة الحكيمة والمخلصة والعمل الفنى المبدع، مثل: مسلسل «الاختيار» الذى تأثر والتف حوله الشعب مثله مثل نصر أكتوبر العظيم فى 1973 وصوت أم كلثوم.
أحمد النمر
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com