مسئولة بـ«الصحة العالمية»: تصنيف «كورونا» كمرض يتطلب خفض الإصابات وتطعيم 70% من سكان كل بلد بحلول منتصف 2022 مع إعطاء الأولوية لكبار السن

مسئولة بـ«الصحة العالمية»: تصنيف «كورونا» كمرض يتطلب خفض الإصابات وتطعيم 70% من سكان كل بلد بحلول منتصف 2022 مع إعطاء الأولوية لكبار السن
أكدت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية، أن السبب الرئيسى فى انخفاض أعداد إصابات فيروس كورونا على مستوى العالم خلال هذه الفترة يعود إلى توقف معظم الدول عن إجراء الاختبارات لاكتشاف الحالات أو تقليل أعداد الاختبارات التى يتم إجراؤها، فلقد وُجد تقلص للاختبار بنسبة تصل إلى 80%.
اللقاحات واتباع الإجراءات الاحترازية يحدان من الجائحة
وأوضحت «الحجة»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه «يمكن إعادة تصنيف جائحة فيروس كورونا إلى مرض متوطن بشرط أن تصل معدلات التطعيمات فى معظم الدول إلى 70%»، مشيرة إلى أن تخفيف الإجراءات الاحترازية يعود إلى الدول نفسها، مؤكدة أنه لا علاقة للفيروس بالالتهاب الكبدى الوبائى المنتشر فى الفترة الحالية بين الأطفال.. وإلى نص الحوار:
انخفاض تتبع وتقصى الفيروس بنسب تتراوح بين 80 و90% بسبب تقليص بعض الدول الاختبارات لاكتشاف الحالات أو تقليلها
إصابات «كورونا» وصلت لأقل معدلاتها.. هل أوشكت الجائحة على الانتهاء؟
- بالفعل تشهد أعداد الإصابات والوفيات انخفاضاً ملحوظاً فى إقليم شرق المتوسط بل وفى العالم أجمع، وخلال الأسبوع الأخير من أبريل تم تسجيل أقل عدد من الحالات على الإطلاق منذ مارس 2020 عالمياً، وبقدر ما يعطينا هذا الانخفاض شعوراً بأن الفيروس فى طريقه للانحسار، علينا أن نتعامل بحذر شديد مع هذه الأرقام ودلالاتها، فثمة احتمال أن الانخفاض الذى نشهده يعود إلى توقف معظم دول العالم عن إجراء الاختبارات لاكتشاف الحالات أو تقليل أعداد الاختبارات التى يتم إجراؤها، وبالفعل تفيد الإحصاءات بأن عدد الاختبارات قد تقلّص بنسبة 80 إلى 90% عما كان عليه، وهذا يترك المجال مفتوحاً لإمكانية وجود حالات أكبر بكثير من التى يتم إبلاغها، ولا نُغفل أن هناك 6 بلدان فى الإقليم أبلغت عن زيادة فى عدد الوفيات خلال الفترة الأخيرة، وإلى الآن لم نصل بعد إلى نهاية الجائحة، فقد اجتمعت لجنة الطوارئ التابعة للوائح الصحية الدولية، واتفقت على أن الجائحة لا تزال تمثل حالة طوارئ صحية عامة، ولم يحن الوقت بعد للتخلى عن حذرنا، ولكن هذا هو الوقت المناسب للعمل بجدية أكبر لإنقاذ الأرواح.
انتشار الفيروس ما زال سريعاً بين المواطنين
هل سبب انخفاض الإصابات تقليص الاختبارات واكتشاف الحالات فقط؟
- لا يمكن إغفال دور اللقاحات فى الحد من انتشار الفيروس، خاصة فى البلدان التى حققت المعدلات المستهدفة من التغطية باللقاحات، كما أن ارتفاع درجات الحرارة غالباً ما يصحبه الحد من التجمعات سيئة التهوية، ما قد يساهم فى التقليل من أعداد الإصابات، ولكن لا يزال انتقال العدوى مثبتاً، ولا تزال التغطية بالتطعيم منخفضة جداً فى العديد من البلدان.
نحذر من حالة الاسترخاء فى تعقب الفيروس بمعظم الدول.. وعليها التوسع فى التطعيم باللقاحات.. واستخدامها دورياً يعتمد على الوضع الوبائى للمرض
ويلاحظ على نطاق واسع الاسترخاء فى العديد من التدابير الصحية والاجتماعية العامة، مما يسمح باستمرار انتقال العدوى، مع ظهور مخاطر تحورات جديدة، وعلينا الحذر من أن التوقف عن إجراء الاختبارات اللازمة لاكتشاف المصابين يؤدى إلى عدم تسجيل حالات الإصابة ومن ثم يوحى بانخفاضها، وما يعزز هذا الاعتقاد هو حقيقة أن متحور أوميكرون سريع الانتشار، وتسبّب فى زيادة أعداد الإصابات، كما أن معظم البلدان سارعت برفع القيود وأشكال الحظر المختلفة، وفتحت جميع الأبواب ومن شأن هذه السياسة أن تزيد حالات الإصابة.
يصعب التكهن بالوضع الوبائى فى فصل الشتاء المقبل
ماذا عن التوقعات بارتفاع الإصابات فى الشتاء؟
- لقد انتهى فصل الشتاء منذ وقت قصير، وشهدنا خلاله ارتفاعاً متوقعاً فى حالات الإصابة لأسباب معروفة تتعلق بسلوكيات الأفراد والمجتمعات مثل التجمع فى أماكن مغلقة سيئة التهوية والإصابة بنزلات البرد التى تزيد من نوبات السعال والعطس وتسهم فى نقل العدوى، والسبيل الوحيد لمنع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات هو تحقيق مستويات عالية من التطعيم والترصد المستمر والإدارة السريرية الجيدة، ولكن من الصعب التكهن بالوضع الوبائى فى فصل الشتاء المقبل، حيث إن عدداً من العوامل تؤثر على انتشار المرض كاستخدام اللقاحات والالتزام بالإجراءات الاحترازية.
ما رأى المنظمة فى تخفيف بعض الدول للإجراءات الاحترازية؟
- يلاحظ على نطاق واسع الاسترخاء فى العديد من التدابير الصحية والاجتماعية العامة، مما يسمح باستمرار انتقال العدوى، مع مخاطر ظهور متحورات جديدة، ومن الجيد أن نرى مستويات الوفيات تنخفض إلى بعض من أدنى المستويات منذ بداية الجائحة، ومع ذلك لا يزال انتقال العدوى مرتفعاً للغاية، ولا تزال التغطية بالتطعيم منخفضة جداً فى العديد من البلدان، لذلك عليها الحذر من حالة الاسترخاء فى تعقب الفيروس، وكذا التوسع فى التطعيم، كما أن الأدوات الأخرى، بما فى ذلك تدابير الصحة العامة والاجتماعية والعلاجات والاختبار والترصد، لا تزال حاسمة فى منع المزيد من الموجات، ولكن يجب توزيعها بشكل منصف، إن قرار تخفيف التدابير ورفع القيود هو مسئولية السلطات المعنية فى كل بلد، ولكن لا بد أن يسبق اتخاذ هذا القرار إجراء تقييم المخاطر، وأن يتم بناءً على وبائيات المرض فى البلد، ومعدلات التغطية باللقاح، وعلى هذا الأساس، وفى ضوء نتائج تقييم المخاطر، تقرر السلطات ما إذا كان بإمكانها تخفيف التدابير ورفع القيود.
متى يمكن تصنيف جائحة «كورونا» كمرض متوطن؟ وما شروط إعادة التصنيف؟
- هناك عدد من السيناريوهات المحتملة لإنهاء الجائحة، من ضمنها أن يتحول الفيروس إلى مرض متوطن، وهذا السيناريو يعنى أنه سيبقى موجوداً، ولكن بأعداد أقل ومضاعفات أخف حدة ووفيات أقل، وبشكل لا يهدد النظم الصحية، ويكون له تأثير محدود على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية ودون أن يعطل أنشطة المجتمع، وهذا يتطلب تحقيق هدف المنظمة بتلقيح 70% من سكان كل بلد بحلول منتصف 2022، مع إعطاء الأولوية للعاملين الصحيين وكبار السن وغيرهم من الفئات المعرضة للخطر.
كثر الحديث عن عودة تطعيم المواطنين بلقاحات كورونا سنوياً.. هل هذه الأحاديث صحيحة؟
- حتى الآن، ما توصى به المنظمة هو توفير الجرعات التنشيطية أو المعززة للفئات ذات الأولوية، أى الذين يعانون من أمراض مناعية أو ضعف فى الجهاز المناعى، وأثبتت هذه الجرعات فائدتها لتلك الفئات، أما التوصية باستخدام اللقاحات دورياً فتعتمد على الوضع الوبائى للمرض، وكذا الحالة المناعية للمجتمع ومدى الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية.
الدكتورة رنا الحجة لـ« الوطن »: لا توجد علاقة بين الفيروس والالتهاب الكبدى الغامض بين الأطفال
مرض التهاب الكبد لدى الأطفال الذى انتشر فى عدد من الدول الأوروبية.. ما سبب انتشاره أو الإصابة به وهل له علاقة بكورونا؟
- منذ صدور نشرة المنظمة لأخبار تفشى الأمراض بشأن التهاب الكبد الحاد المجهول المنشأ فى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، ظهرت تقارير أخرى متوالية عن حالات التهاب الكبد الحاد المجهول المنشأ بين الأطفال الصغار، ولم يتضح بعدُ ما إذا كانت هناك زيادة فى عدد حالات التهاب الكبد، أم زيادة فى الوعى بالحالات التى تحدث بالمعدل المتوقع ولكن لا تُرصَد، ورغم أن الفيروس الغُدى فرضية محتملة، فإن الاستقصاءات جارية لاكتشاف العامل المسبب للمرض، ولا تحظى الفرضيات المتعلقة بالآثار الجانبية للقاحات بدعم حالياً، لأن الغالبية العظمى من الأطفال المصابين لم يتلقوا اللقاح، ويجب استبعاد التفسيرات الأخرى المتعلقة بالعوامل المُعدية وغير المُعدية لتقييم وإدارة المخاطر تقييماً كاملاً، ومع استمرار الإخطارات الجديدة بالحالات التى ظهرت مؤخراً، على الأقل فى المملكة المتحدة، جنباً إلى جنب مع المزيد من البحث المكثف عن الحالات، من المحتمل جداً اكتشاف مزيد من الحالات قبل تأكيد السبب، ويمكن تنفيذ تدابير مكافحة ووقاية أكثر تحديداً، وتراقب المنظمة الوضع عن كثب، وتعمل مع السلطات الصحية فى المملكة المتحدة والدول الأعضاء الأخرى والشركاء.
وضع المتحورات الجديدة
لا يزال متحور أوميكرون هو السائد عالمياً، ويمثل تقريباً جميع التسلسلات التى تم الإبلاغ عنها مؤخراً إلى قاعدة بيانات GISAID ومن بين 379278 تسلسلاً تم تحميلها على GISAID مع العيّنات التى تم جمعها فى آخر 30 يوماً كان 376082 (99.2%) منحدرة من أوميكرون، وتواصل المنظمة مراقبة العديد من السلالات المنحدرة، بما فى ذلك السلالات الفرعية BA.1 وBA.2 وBA.3 وكذلك الآن BA.4 وBA.5. ويشمل أيضاً الأشكال المؤتلفة المتداولة، مثل أوميكرون دلتا.