التفاصيل الكاملة لحريق شقة مدينة نصر.. «الزوجة فاكرة إن جوزها وعيالها لسه عايشين»

كتب: محمود الجارحي

التفاصيل الكاملة لحريق شقة مدينة نصر.. «الزوجة فاكرة إن جوزها وعيالها لسه عايشين»

التفاصيل الكاملة لحريق شقة مدينة نصر.. «الزوجة فاكرة إن جوزها وعيالها لسه عايشين»

«لقد كان حادثا بشعا.. ما حدث من آثار اندلاع الحريق.. كان أمر مفزعا».. هذه الكلمات قالها محقق النيابة بمجرد وصوله إلى العقار المحترق بالشارع رقم 3 في حي الواحة بمدينة نصر شرق محافظة القاهرة.

أشلاء جثتي الأب وابنه متناثرة أمام مداخل العقار

توقف المحقق عن الحديث مع ضباط المباحث عندما شاهد جثة الأب - شاب في العقد الرابع من العمر.. وهو يحتضن ابنه.. شاهد أشلاء جثتي الأب وابنه وهي متناثرة أمام مداخل العقار نتيجة سقوطه من الطابق العاشر عقب محاولته الهرب من الحريق الذي اندلع في شقته التي تقع في الطابق العاشر بالعقار.. صعد المحقق ومعه فريق من المعمل الجنائي وضباط مباحث مدينة نصر إلى مكان الشقة.. كانت رائحة الحريق وأعمدة الدخان تخرج من الشقة.. بمجرد دخول الشقة، بدأ محقق النيابة في النظر إلى محتويات لم يشاهد فيها أي جزء لم تأكله النيران.. ألسنة اللهب أكلت الحيوانات والملابس وعثرت القوات على جثة لطفل آخر، مات نتيجة الاختناق بالدخان عُثر عليه داخل إحدى الغرف كان يحاول فتح الباب ولكنه مات قبل إنقاذه.. تفاصيل مروعة وقعت في ذلك العقار.. من آثار الحريق الذي أسفر عن مصرع الأب وابنه وابن زوجته.. وإنقاذ الزوجة عن طريق «حبل» بمساعدة سكان العقار الذين ألقوا حبلا لها وسحبوها من الشرفة لتصعد إلى السطح هي وشقيقها.. ولكن الزوجة لا تزال تتذكر سقوط زوجها وابنها من الطابق العاشر، ولكنها لم تعلم أنهم ماتوا وبين يدي الله.. الزوجة تجلس الآن في مستشفى الجلاء.. تقضي الساعات في غيبوبتها أو موزعة بين خراطيم المحاليل والأكسجين.. الزوجة مستسلمة إلى فريق الأطباء الذى يسابق الزمن لكي يعيدها من حافة النهاية إلى الحياة مرة أخرى.. هكذا سجَّلت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية والكاميرات والجيران وسكان العقار عن جزء من تفاصيل الحادث المروع.. وكانت بداية الحادث البشع كالتالي:

حريق في عقار بحي الواحة

كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباح يوم الجمعة الماضية.. اندلع حريق داخل شقة بعقار سكني في حي الواحة بمدينة نصر، بمجرد انبعاث الدخان واشتعال النيران انطلقت الصرخات من الأسرة التي تقيم في العقار، على الفور أسرع الأهالي بإبلاغ رجال الإطفاء والمباحث، وانطلقت قوات الحماية المدنية وفريق من المباحث إلى مكان البلاغ بالشارع رقم 3 بحي الواحة، سيارات الإطفاء كانت تسير ببطء شديد.. بسبب ركن السيارات التي تسببت في إعاقة حركة المرور لسيارات الإطفاء.. بينما كان هناك مشهد من الجدعنة من سكان العقار والجيران وحارس العقار الذي أحضر حبلا وصعد بصحبة مجموعة من الشباب إلى السطح وبدأوا في محاولة لإنقاذ سكان الشقة، إلا أن الأب حاول إنقاذ ابنه واحتضنه وحاول القفز إلى شرفة الشقة المجاورة هربا من النيران وأثناء محاولته الوقوف على جهاز التكييف سقط به على الأرض وهو يحتضن ابنه، وكانت الزوجة في حالة ذهول وهي تشاهد هذا المشهد وفوجئت بحبل وعدد من الجيران يطلبون منها الإمساك به.. وقاموا بشدها إلى سطح العقار وأيضا تمكنوا من إنقاذ شقيقها «مريض».. بنفس الطريقة.

3 جثث وحيوانات نافقة.. وتدمير محتويات الشقة

بالتزامن مع محاولة الأهالي مساعدة سكان الشقة وإنقاذهم من الحريق.. وصلت سيارات الإطفاء بعد فترة زمنية بسبب التحرك ببطء نظرا لتكدس السيارات في طريقها، وتمكنت القوات من السيطرة على الحريق بعد أن دمر محتويات الشقة بالكامل وأسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص، الأب وابنه وابن زوجته، وعقب السيطرة على الحريق، حضر محقق النيابة بصحبة فريق من المعمل الجنائي، وبدأ المحقق في إجراء مناظرة للجثامين، وتبين من خلال المناظرة لجثمان الأب وابنه الآتي: «أن الأب توفي نتيجة إصابته بكسور في مختلف أنحاء جسده وكسر في الجمجمة نتيجة سقوطه من علو.. وكان في حضنه طفله، وتبين أنه ابنه وتوفي هو الآخر نتيجة كسور في مختلف أنحاء جسده وكسر في الجمجمة، وصرحت النيابة بدفن الجثامين.

وصعد محقق النيابة إلى الشقة - محل الحريق، وتبين أنها محترقة بالكامل ومكونة من 3 غرف وصالة وحمام، وتبين العثور على قطة نافقة.. واحتراق الملابس وبقايا طعام.. وعثرت القوات على جثة لطفل تبين أنه ابن الزوجة من طليقها.. وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة الاختناق من دخان النيران.. وعثر على الجثمان خلف باب إحدى الغرف، ما يشير إلى أنه حاول الهرب إلا أنه لم يتمكن وتوفي نتيجة الاختناق بالدخان، وصرحت النيابة بدفن الجثة.

الأب غسَّل ابنه.. والزوجة فاكرة جوزها وولادها عايشين

بمجرد الانتهاء من معاينة النيابة لمكان الحريق ومناظرة الجثامين، قررت انتداب المعمل الجنائي لبيان أسباب الحريق، وطلبت تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، وتحفظت على الكاميرات، وبدأت في اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الواقعة.

لم تتمكن القوات والنيابة العامة من مناقشة الزوجة بعد نقلها إلى مستشفى الجلاء لتلقي الإسعافات الأولية لها، وأخبر الأطباء وأقارب الزوجة فريق التحقيق أن الزوجة لم تعلم أن زوجها ونجليها ماتوا نتيجة الحريق حتى الآن.. في حين تم تشييع جثامين الأب وابنه ودفنهما في المقابر بمدينة نصر... وأيضا شيعت جنازة ابن الزوجة الذي عثر على جثته داخل الشقة ظهر اليوم.. بعد أن قام والده - طليق الزوجة - بغسل جثمان ابنه ودفنه في مقابر السيدة نفيسة.. تفاصيل الواقعة لا تزال في أذهان سكان العقار بشارع 3 بحي الواحة.


مواضيع متعلقة