في ذكرى تأسيسه.. «بنك مصر» بذرة اقتصاد وطني زرعها طلعت حرب

في ذكرى تأسيسه.. «بنك مصر» بذرة اقتصاد وطني زرعها طلعت حرب
أكثر من 100 عام على تأسيسه، إذ يُعد بذرة للنواة الاقتصادي المصري وله ملايين من العملاء على مر العصور والأجيال إنه «بنك مصر» الذي أسس عام 1920 بفكر الاقتصادي الوطني «محمد طلعت حرب باشا»، والذي يُعد أول بنك مصري مملوك بنسبة 100% للمصريين.
وأثناء المؤتمر المصري الأول انتهز «محمد طلعت حرب باشا» اجتماع أعيان البلاد وكبرائها، وعُرضت فكرة إنشاء بنك مصري وقرر المؤتمر بالإجماع وجوب إنشاء بنك مصري برؤوس أموال مصرية، كما قرر اختيار محمد طلعت حرب باشا للسفر إلى أوروبا لدراسة فكرة إنشاء البنك بعد عمل دراسة كافية عن المصارف الوطنية وأسلوب عملها في الدول الأوروبية، بناء على ما جاء في صفحات كتاب «طلعت حرب وتحدي الاستعمار».
حكاية تأسيس «بنك مصر»
فلما صدر كتاب محمد طلعت حرب باشا بعد هذا، آمن كل مصري بالفكرة التي يدعو لها وإلى تنفيذها، ولكن الحرب العالمية الأولى التي أعلنت في 4 أغسطس عام 1914 وقفت بالفكرة حيث هي كلمات في كتاب، وانتهت الحرب قبيل نهاية عام 1918 وشبت الثورة المصرية العظيمة في عام 1919، فكان انطلاقها الطلقة الأولى في وجوب إنشاء البنك حتى يتحقق استقلال الوطن الاقتصادي، ليكون عضدًا وسندًا للاستقلال السياسي ومن هنا بدأت فكرة تأسيس «بنك مصر».
في هذا الشأن قال الدكتور علي عبد الرؤوف، أستاذ اقتصادي في تصريح خاص لـ «الوطن»، إن فكرة إنشاء بنك مصري وطني كان حلما للجميع المصريين وكذلك شيء مهم بالنسبة للدولة المصرية، لافتا إلى أن فكرة طلعت حرب باشا في تأسيس بنك مصر كانت خطوة مهمة للغاية في الاقتصاد المصري وفي نفس الوقت أتاح للجميع كيفية الاستفادة من هذا التمويل خاصة قطاعات الصناعات المهمة كالغزل والنسيج.
وتابع أستاذ الاقتصاد، أن قديما كانت تعتمد السينما المصرية على بنك مصر كمصدر للتمويل، وبالتالي بنك مصر مرتبط بالصناعة والزراعة والعديد من الأنشطة الاقتصادية المهمة، بجانب صناديق الاستثمار التي ساهمت بشكل كبير للغاية في دعم الاقتصاد المصري.
الهدف من تأسيس «بنك مصر»
فمنذ تأسيس البنك في أبريل عام 1920 لم يكن الهدف إنشاء بنك تجاري عادي وإنما كان مؤسسوه يأملون قيامه بدور مول الصناعة الوطنية المصرية، وكمركز لمجموعة عملاقة من الشركات كلها تحمل اسم مصر، وبناء عليه كان المتوقع من البنك أن يكون بمثابة القوة المحركة في اتجاه إنشاء قطاع صناعي حديث في الاقتصاد المصري.
وكان بنك مصر ناجحا بدرجة كبيرة خلال فترة ما بين الحربين، حيث تم تأسيس مجموعة من الشركات التي ضمنت أكبر شركة لصناعة النسيج في الشرق الأوسط وشركة لنقل وأخرى لصناعة القطن وثالثة للتأمين، فضلا عن إنشاء أول شركة طيران مصرية.