لبلبة: الجمهور ينادينى بـ«ميس زهرة» وتمنيت أن يكون لى ابن من ذوى الهمم لأنهم «ملائكة»

لبلبة: الجمهور ينادينى بـ«ميس زهرة» وتمنيت أن يكون لى ابن من ذوى الهمم لأنهم «ملائكة»
تواصل الفنانة الكبيرة «لبلبة» سبر أغوار شخصيات درامية جديدة بغرض التميز والتلون لإشباع موهبتها الفنية، وإمتاع جمهورها الذى ينتظر طلتها على الشاشة بشغف، وكعادتها فى البحث عن كل ما هو جديد فنياً، وجدت ضالتها مع «ميس زهرة» فى مسلسل «دايماً عامر» الذى عُرض فى موسم دراما رمضان الماضى، حيث حازت الشخصية إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
وكشفت «لبلبة» فى ندوة فنية أقيمت داخل «الوطن» عن ردود الفعل التى تلقتها إزاء تجسيدها لشخصية «ميس زهرة»، وأوضحت كيفية تحضيراتها للدور الذى لم تجسد مثله فى سابق أعمالها، واستعادت الفنانة الكبيرة ذكريات طفولتها مع والدتها، وكذلك مشوارها الفنى الملىء بالعلامات السينمائية المضيئة، وفى نهاية الندوة كرمها الكاتب الصحفى الدكتور محمود مسلم، رئيس تحرير «الوطن»، بمنحها درع الجريدة تقديراً لمسيرتها المميزة ولدورها فى إثراء الحركة الفنية بمصر على مدار مشوارها.
إشادة عامل نظافة بدورى «طيّرتنى من الفرحة»
كيف تابعتِ أصداء تجسيدك شخصية «ميس زهرة» فى مسلسل «دايماً عامر»؟
- تلقيت إشادات واسعة من الجمهور بمختلف فئاته، حيث كانوا ينادوننى بـ«ميس زهرة» فى الشارع، أى أنهم تناسوا «لبلبة» وتوحدوا مع الشخصية، وأحياناً كانوا يداعبوننى قائلين «ميس زُهرة»، فكنت أبادلهم المداعبة: «ميس زهرة بالفتحة مش بالضمة»، ولن أنسى السعادة التى بدت على ملامح عامل النظافة أمام منزلى، حيث تعرفت عليه حينما كنت أعود من التصوير فى السادسة والنصف صباحاً، فوجدته ينادينى ذات مرة «ميس زهرة» فغمرتنى الفرحة، وسألته عن رأيه فى الشخصية، وكان رده «أنا مبسوط أوى».
مديرة مدرسة «إنترناشيونال» ظنت أننى من مصلحة الضرائب بعد سؤالى عن راتبها
وما الذى حمّسكِ للمشاركة فى بطولة «دايماً عامر»؟
- أسباب عدة، أبرزها قضية التعليم التى تعرضنا لها عبر الأحداث، نظراً لأهميتها فى تشكيل وجدان وعقول الأجيال الجديدة، حيث اهتممت بها بدرجة فاقت اهتمامى بدورى المرشحة له، لإيمانى «بأننا هنودع الحياة والأجيال الجديدة هى اللى هتكمّل المسيرة»، وبعدها أعجبت بالخطوط الدرامية لشخصية «ميس زهرة»، مديرة المدرسة التى وهبت حياتها للعلم على حساب حياتها الخاصة، انطلاقاً من كونها لم يسبق لها الزواج قط فى حياتها، لأن مَن تقدموا للزواج منها كانوا رافضين لفكرة استكمالها لتعليمها، وهو ما قوبل بالاعتراض منها نظراً لطموحها الجارف فى هذا الاتجاه.
كيف تحضرتِ لشخصية مديرة المدرسة وتعاملاتها مع الطلبة رغم عدم مرورك بهذه المرحلة بحكم عدم إنجابك؟
- استمددت معلومات من زوجة شقيقى وشقيقتى، ولجأت إلى إحدى صديقاتى وتُدعى «جاكلين»، بحكم التحاق أولادها بإحدى مدارس «الإنترناشيونال»، فطلبت منها تحديد مقابلة مع مديرتها، واتجهت للمدرسة بحجة رؤية أولاد صديقتى، والتقيت المديرة وتفحصت كل تفصيلة فيها، بدءاً من الملابس والشعر والمجوهرات.. إلخ، كما سألتها عن راتبها الشهرى كى أرسم ملامح الشخصية بدقة، فضحكت قائلة: «إنتى جاية من الضرايب ولّا إيه؟»، ثم سألتها: «هو انتى ما بتضحكيش مع الولاد»، فأكدت أنها تضحك ولكن دون التخلى عن أسلوب الحزم فى تعاملاتها معهم، كما استمددت بعض التفاصيل من تدقيقى فيها، كربط النضارة بسلسلة متدلية، و«الإيشارب» الملفوف حول الرقبة، فضلاً عن طبيعة الملابس نفسها، والحقيقة أن شخصية «ميس زهرة» لم تكن سهلة فى تجسيدها.
لماذا؟
- صعوبة الشخصية تكمن فى تقديمى لها بمنتهى الجدية دون إضحاك، ولا أنكر شعورى بقلق بالغ من هذه الجزئية أثناء طور التحضير، لأن «الناس زى ما بتجيب قطايف وحلويات فلازم يضحكوا لما لبلبة تكون موجودة»، ولكن وجود مجموعة من نجوم الكوميديا كصلاح عبدالله ومحمد ثروت وسما إبراهيم قلل من حدة خوفى، إلا أن الأستاذ صلاح عبدالله وجدته ينادينى فى أول أيام التصوير قائلاً: «ميس زُهرة»، فقلت له: «أنا اسمى ميس زهرة بالفتحة مش بالضمة»، وهذه الجملة كانت موجودة فى السيناريو، ولكنه «ابتدى يشتغل عليها» فى العديد من المشاهد، ونالت قبول الجمهور الذى أصبح يداعبنى بها كلما يلتقينى.
السينمائيون لقّبونى بـ«الريكوردر» وأنا طفلة.. والشعور بالمسئولية حرمنى من طفولتى «بعوّضها دلوقتى بأفعال طفولية بتكسف منها»
انطلاقاً من أحداث «دايماً عامر».. هل كانت «لبلبة» متفوقة دراسياً أيام المدرسة؟
- نعم، كنت متفوقة بدرجة غير عادية، وكان لدىّ ذكاء فطرى آنذاك، فضلاً عن حفظى لدروسى بسرعة، لدرجة أنهم لقّبونى بـ«الريكوردر» فى السينما، وتفوقى الدراسى جاء بالتزامن مع انشغالى بالتصوير، حيث استعان أهلى بمدرس خصوصي لإعطائى دروساً فى المنزل، ولن أنسى «أبلة علية»، مدرسة الرياضيات، حيث كنت أحبها بشدة.
وماذا عن الشقاوة فى طفولة «نونيا»؟
- أعتبرها «شقاوة متغطية» لتحملى المسئولية فى طفولتى، فكانت أمى تحذرنى دوماً «إوعى تغلطى وانتى على المسرح»، وكانت تنصحنى بقولها: «ما تبصيش للجمهور لإنك هتنسى الكلام»، حيث جعلتنى شخصية مسئولة منذ الطفولة، ولكن التحدى الأصعب كان فيما كنت أسمعه آنذاك، حيث كان المحيطون بى يقولون لى: «لما تكبرى وتعدّى مرحلة الطفولة مش هتكونى ناجحة»، وهنا تولد بداخلى تحدٍّ للاستمرار فى النجاح، لأننى أحببت المهنة مثلما أحبنى الجمهور، ولن أنسى جملة قالتها والدتى لوالدى، رحمهما الله، مفادها: «البنت ابتدت تكبر فاحتمال ما تبقاش ناجحة»، وهنا لم أتمالك دموعى وقلت لهما: «انتوا ليه بتقولوا كده؟ أنا هشتغل والناس هتسقف ليّا»، وأحمد الله أننى نجحت فيما كنت أصبو إليه.
كنت أول فنانة يُبلغها نور الشريف بتفاصيل مرضه قبل وفاته
كلامك يعكس الدور البارز لوالدتك فى تكوين وبناء شخصيتك..
- قاطعتنى قائلة: «أمى اتعذبت وتعبت معايا وشجعتنى عشان أكون الفنانة لبلبة» وأذكر أننى كنت أنسى الكلام أحياناً على المسرح، فأتجه لمنطقة الكواليس الموجودة فيها أمى أثناء رقصى ودون أن يلاحظ أحد، لتلقننى الكلام الذى نسيته وأتدارك الموقف فى لحظتها.
بصراحة شديدة.. هل «لبلبة» لم تعش طفولتها بكل تفاصيلها بسبب عملك حينها؟
- بالتأكيد، ولذلك أعوضها بأفعال طفولية حالياً، وأخجل أحياناً من نفسى بسببها، فمن الممكن أن تجدنى أجرى فى الشارع، وربما أقول كلمة يعتبرها البعض ساذجة فى موقف معين، وبعيداً عن هذه الجزئية، فطفولتى كانت كلها شغل وحفلات فى كل محافظات مصر، حيث كنت أسافر كثيراً حتى يعرفنى الناس بحكم عدم ظهور التليفزيون وقتها.
ربنا عاقبنى بعد شعورى بالغرور فى السابعة من عمرى ..وانهرت من البكاء بعد طردى من مدرسة «دايماً عامر»
ذكرتِ لنا فى جلسة ودية شعورك بالغرور فى موقف معين من طفولتك.. فماذا حدث بالضبط؟
- كانت أمى تصفف لى شعرى داخل مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وعمرى وقتها قد تخطى السبعة أعوام بأشهر قليلة، وكانت هناك فقرة «متواضعة» شغالة على المسرح، فقلت لوالدتى: «شوفى النمرة دى صغيرة والناس بتسقف لها جامد أومال لو أنا طلعت الناس هتعمل إيه»، ومع نهاية كلامى التزمت أمى الصمت ولم تنبس ببنت شفة، وصعدت إلى المسرح لأفاجأ بتصفيق الجمهور ولكن ليس بنفس الدرجة والقوة التى اعتاد عليها منهم، فانهرت فى البكاء عند دخولى لغرفتى، ووقتها حدّثتنى أمى قائلة: «ربنا سمعك وزعل منك» ومن وقتها لم يعرف الغرور طريقاً لقلبى أو عقلى.
بالعودة لـ«دايماً عامر».. كيف استقبلتِ تطابق واقعة الاستعانة بالدكتور «عامر» بالخطأ فى المدرسة مع فيلم «معالى الوزير» الذى جمعك بالراحل أحمد زكى؟
- انتبهت لهذه المسألة وقت قراءتى للسيناريو، وقلت لهم: «ده زى فيلم معالى الوزير»، وهو من أحب الأفلام إلى قلبى.
خوف أحمد زكى من الوحدة دفعه للإقامة بفندق
حدثينا عن كواليس هذا الفيلم وعلاقتك بالراحل أحمد زكى؟
- أحمد زكى أحد أهم الممثلين الذين عملت معهم، لأنه فنان ينتمى إلى مدرسة التقمص والتجسيد، وكنت أندهش من تقمصه لأدواره وشخصياته، ولكنى فوجئت بنفسى أشبهه فى هذه المسألة، بدليل ما حدث فى مشهد طردى من المدرسة ضمن نهاية أحداث «دايماً عامر»، حيث انسالت دموعى بغزارة رغم انتهاء تصوير المشهد، وظللت أبكى بحرارة داخل «الكرافان» الذى كنت فيه من فرط تأثرى بحالة المشهد.
تقمصى لدورى فى «الشارع اللى ورانا» جعلنى أرى نفسى «ميتة» أمام المرآة
وهل بلغت درجة التقمص ذروتها عند تجسيدك دور الميتة فى مسلسل «الشارع اللى ورانا»؟
- شخصية «إلهام» من أصعب الشخصيات التى قدمتها فى مشوارى، واتفقت مع المخرج مجدى الهوارى على طريقة سيرها بطريقة تشبه «الروبوت»، إضافة إلى نظراتها التى كنت لا أرمش فيها، حيث استمر تصوير دورى 4 أشهر كاملة، وفى يوم ما، وبينما أستعد لدخول الحمام فى منزلى، رأيت نفسى فى المرآة أسير بنفس طريقة سير «إلهام»، كما كنت «بحلم بكل الميتين اللى ماتوا فى عيلتى».
كيف كانت اللحظات الأخيرة فى حياة أحمد زكى بحكم مرافقتك له فى فترة مرضه؟
- جمعتنى جلسات عديدة مع أحمد زكى بعيداً عن الفن، وسألته ذات مرة: «إنت ليه عايش فى أوتيل رغم أنك مجهز بيتك؟» فرد: «لو حصل لى حاجة هنا هيلحقونى ولكن بخاف فى البيت لأنى بكون لوحدى»، وفى أيامه الأخيرة كنت أتردد على مستشفى «دار الفؤاد» لمتابعة حالته، فكان حينما يعلم بوجودى من مساعده يطالب بدخولى، «وكان بيحاول يضحك لى لأنه مش عاوز يبين تعبه»، فهو إنسان وفنان لن يجود الزمن بمثله، والكلام نفسه ينطبق على الأستاذ نور الشريف، رحمه الله، حيث كنت أول من علمت منه بتفاصيل مرضه.
الرقابة اشترطت حذف 3 مشاهد من دورى فى «ضد الحكومة» لعرضه
ولن أنسى المخرج الراحل عاطف الطيب الذى كان صاحب فضل كبير علىّ، حيث قدمنى فى فيلم «ضد الحكومة» بشكل مختلف، وحينها حذفت الرقابة 3 مشاهد مهمة من دورى، وحزنت وقتها ولم أبلغه بزعلى، «ما تعودتش أقول للمخرج أنت ليه شيلت»، إلا أن مدير إحدى السينمات أكد لى أن الرقابة وراء حذف هذه المشاهد، وأنها كانت ستمنع نزول الفيلم حال الإبقاء عليها، وبعدها التقيت الأستاذ عاطف مع الكاتب بشير الديك فى أحد البرامج التليفزيونية، وفوجئت به يقول لى «ما تزعليش يا نونيا أنا هقدمك فى فيلم تانى وبدور أجمل من الدور ده» فهمست أمى فى أذنى قائلة: «ده بيجاملك» ولكنه استمع لكلمتها وقال لها: «أنا مش بجاملها ولا بضحك عليها وهتشوفى» وبالفعل قدمت معه فيلم «ليلة ساخنة» الذى حصدت عن دورى فيه العديد من الجوائز.
هل تعانى «لبلبة» من الوحدة بعد وفاة والدتها، كما كان حال أحمد زكى فى حياته؟
- لم أستطع دخول المنزل بعد وفاة والدتى، حيث بقيت خارجه لمدة 6 أشهر، تنقلت فيها بين منازل أقاربى وأصدقائى وأحد الفنادق، واستمرت الحال هكذا إلى أن قلت لنفسى «مش معقول هفضل كده»، وبعدها اصطحبتنى زوجة شقيقى إلى البيت، وفجأة غادرته دون إبلاغى كى أعتاد على البقاء وحدى، فنمت ليلتها فى غرفة الصالون ولم أستطع دخول غرفة النوم، ومن وقتها اعتدت على الوحدة ولكنى لم أغير محل إقامتى، وأحياناً أشعر بـ«نفَس» أمى معايا فى الشقة.
اضطررت لترك بيتى 6 أشهر بعد وفاة والدتى.. وبحس بـ«نفسها» معايا وبكلمها «من جوه قلبى»
أتتكلمين معها؟
- «بكلّمها من جوة قلبى» وأحياناً أسألها حينما يأتينى سيناريو دون المستوى «أشتغل يا ماما؟ إنتى قلتى لى لما تكبرى وما يجلكيش فرص كويسة إوعى تتنازلى وتعملى أدوار نص نص، انتى بدأتى بطلة فمفيش تنازل فى الشغل.
أمى علمتنى أعيش بالقليل أثناء فترة مرضها
وأنا علّمتك تعيشى بالقليل»، فترة مرض أمى استمرت 16 عاماً تقريباً، واستنزف علاجها أموالاً لا حصر لها، وكنت أسدد بالدولار لأننى كنت أعالجها خارج مصر، وفى هذه الفترة حرمنا أنفسنا من أمور كثيرة لأجلها، ومن هنا قالت لى «أنا علّمتك تعيشى بالقليل وتعيشى بالكتير»، وأحمد الله أننى متبعة لكلامها إلى الآن.
مصطفى شعبان يستقبل أى مشكلة بـ«ابتسامة»
إذا تحدثنا مجدداً عن «دايماً عامر».. ما التغيرات التى طرأت على مصطفى شعبان منذ تعاونكما فى فيلم «النعامة والطاووس» وصولاً لمسلسلكما الأخير؟
مخرج «النعامة والطاووس» قال لى: ما تهزريش مع «شعبان» عشان عاوز عينيه تهابك
- «مصطفى» ما زال كما رأيته لأول مرة منذ سنوات، حيث يتحدث بنفس الطريقة والابتسامة دوماً لا تفارق وجهه، «فى عز أى مشكلة تلاقيه بيضحك وبيستقبل الأمور ببساطة»، وأذكر أننى وقت تعاوننا فى فيلم «النعامة والطاووس» الذى كان بمثابة أولى بطولاته السينمائية، فوجئت بمخرج الفيلم محمد أبوسيف يطالبنى بعدم الهزار معه أثناء التصوير، بدعوى رغبته «إنه عاوز يشوف عينيه فيها هيبة من ناحيتى»، انطلاقاً من تجسيدى للدكتورة التى يلجأ إليها هو وزوجته.
حدثينا عن كواليس مشهدك مع إحدى الطالبات بعد تعرضها للتنمر بسبب إصابتها بمرض «البهاق»؟
- «ميس زهرة» اتجهت للطالبة بعد تعرضها للتنمر، وقالت لها: «إنتى حلوة، واعتبرى البهاق زى حسنة أو وحمة»، وكان يُفترض أن أستكمل كلامى قائلة: «أنا أتمنى يبقى عندى بنت زيك»، ولكنى تأثرت وبكيت واقتطعت الجملة من فرط تأثرى، ففوجئت بالأستاذ مجدى يقول «ستوب»، فطالبته بإعادة تصوير المشهد ولكنه قال: «المشهد عبقرى ومؤثر»، وحينها أنا انفصلت عن لبلبة وزهرة وأصبحت «نونيا» التى تذهب إلى جمعيتى الحق فى الحياة والنور والأمل سراً منذ 25 عاماً، حيث أغنى للأولاد من ذوى الهمم الذين أعتبرهم ملائكة تعيش على الأرض، وكنت أتمنى أن يكرمنى الله بإنجاب طفل منهم أعيش معه، لأن «أى حد عنده طفل زيهم فى بيته فهو عنده ملاك».
قبّلت يد شريف دسوقى فى كواليس «دايماً عامر»
علمنا من مصادرنا عن دعمك للفنان شريف دسوقى أثناء تصوير «دايماً عامر» بعد واقعة بتر قدمه..
- مقاطعة:
«شريف» ممثل عظيم، وسبق وحضرت لحظة فوزه بجائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائى عن دوره فى فيلم «ليل خارجى»، وصفقت له كثيراً وقتها من فرط إعجابى بالشخصية وطريقة أدائه لها، ولكن لم يجمعنى معه أى حديث آنذاك، ولكن بمجرد أن ألتقيته داخل كواليس «دايماً عامر»، جريت نحوه وقمت بتقبيل يده بشكل تلقائى، وفى اليوم الأخير من التصوير جلست معه وقمت بإضحاكه، وسألته «تحب أغنيلك إيه؟» فاختار أغنية «أصالة» «لو تعرفوا» وكان سعيداً للغاية.
«وردة» كانت تطالبنى بإضحاكها فى أيامها الأخيرة
وقلت له بعدها «يوم ما تحب أجيلك وأضحكك كلمنى وقل لى تعالى وهحكيلك عن ذكريات زمان» لأن وردة الجزائرية رحمها الله كانت تُحدثنى فى أيامها الأخيرة قائلة: «تعالى يا نونيا ضحكينى».
أخيراً.. ماذا تقولين للزعيم عادل إمام وهو يستعد لاستقبال عام جديد من حياته خلال أيام؟
- كل سنة وأنت طيب يا زعيمنا وأستاذنا، فأنت دوماً فى تفكيرى أثناء التصوير، وتعلمت منك الكثير والكثير وما زلنا ننتظر طلتك على الشاشة، بحبك جداً.
فيلم «جنة الشياطين»
هذا الفيلم كان من إخراج أسامة فوزى، الذى لم أتوقع رحيله وهو فى سن صغيرة، لأنه كان صاحب موهبة استثنائية فى رأيى، وقد جاءنى عرض هذا الفيلم بعد رفضى لأفلام عديدة خلال هذه الفترة، لتشابه أدوارى المرشحة فيها مع دورى فى فيلم «ليلة ساخنة»، ولكنى وجدت اختلافاً مع شخصية «حبة» فى «جنة الشياطين»، وحينما سئل محمود حميدة عن سبب استعانته بى فى هذا الفيلم الذى قام بإنتاجه، قال: «المخرج عاوزها»، وقد قمت «بتغميق» وجهى ورجلى ويدى، وظهرت بأسنان متسخة، لأن «حبة» كانت شخصية مدخنة، وقد نلت عن هذا الدور العديد من الجوائز.