«بويب فيران» عين مياه وواحة خضراء استوطنها بدو جنوب سيناء قديماً

كتب: حماده الشوادفي

«بويب فيران» عين مياه وواحة خضراء استوطنها بدو جنوب سيناء قديماً

«بويب فيران» عين مياه وواحة خضراء استوطنها بدو جنوب سيناء قديماً

تضم محافظة جنوب سيناء مئات الوديان والتجمعات البدوية التي شكلتها الطبيعة، هذه الوديان جرى اكتشاف بعضها من الناحية التاريخية والأثرية، ولازال العشرات من هذه الوديان لم تكتشف بعد.

وتُعد منطقة «وادي فيران» أحد أهم المناطق التي تحوي عدداً من الوديان لها تاريخ وتزخر بالكنوز الطبيعية، على مسافة حوالي 100 كيلومتر، تمتد المنطقة بين قرية «وادي فيران»، التابعة لمدينة أبورديس، ومدينة سانت كاترين، وهي من أقدم وأعرق الأماكن في جنوب سيناء، شهدت هذه المنطقة أحداثاً هامة، وتضم أقدم الأديرة في مصر، وهو دير سانت كاترين، إضافة إلى دير «البنات»، في «وادي فيران».

موقع مضيق «بويب فيران» بجنوب سيناء

الدكتور مصطفى نور الدين، مدير مركز المركز العلمي للتدريب «سرابيط الخادم»، أكد في تصريحات لـ«الوطن»، اليوم الخميس، أن مناطق «وادي الشيخ» و«وادي فيران» هما في الأصل وادٍ واحد، له رأسان، يتمثل أحدهما في «وادي الدير» الناشئ من جبل «المناجاة»، و«وادي اللجاة» الناشئ من جبل «كاترينا»، وهما واديان قصيران يلتقيان عند مقام النبي هارون، ومنه يسير الوادي باسم «وادي الشيخ» شمالاً بنحو عشرة أميال، فيخترق الجبل الأحمر عند «الوَطْية»، ثم يسير منها جنوباً بنحو 20 كيلومتراً، إلى مضيق بين جبلين، يُدعى «بويب فيران»، حيث يأخذ اسم «وادي فيران»، ويبلغ طول الوادي حوالي 130 كيلومتراً.

تكوينات أثرية من العصور الحجرية

وأضاف «نور الدين» أن الوادي في المسافة بين سانت كاترين و«بويب فيران»، يُعرف باسم «وادي الشيخ»، ومن «بويب فيران» حتى المصب في خليج السويس، يُعرف باسم «وادى فيران»، مشيراً إلى أن «واحة فيران»، التي توجد بها قرية «فيران» حالياً، هي واحة كبيرة، يبلغ طولها حوالي 5 كيلومترات، تنتهي بمضيق «بويب فيران».

وتوجد بالقرب من تلك القرية تكوينات أثرية من العصور الحجرية، حيث يعتقد أنه في عصور سحيقة كانت الواحة عبارة عن بحيرة كبيرة، حيث توجد بعض الترسيبات وتربة من الطفلة، على جوانب الواحة، كدليل على غمر المياه لتلك المنطقة، مشيراً إلى أن هذه الواحة كانت معروفة في السابق باسم السابق «الحسوة»، ويعتقد البعض أنها «رفيديم»، التي ورد ذكرها في التوراة.

عيون مياه جافة وآثار من العصور القديمة

وأكد مدير مركز المركز العلمي للتدريب أن مضيق «بويب فيران» كانت توجد بجواره عين للمياه، كانت تعتبر أحد المصادر الرئيسية للمياه في المنطقة، وكانت تسيل منها المياه لمسافه ميل في «واحة فيران»، ولكن بسبب عوامل مناخية، وبسبب حفر الآبار بالطرق الحديثة، جفت تلك العين، مشيراً إلى انتشار عشرات المناطق الأثرية في «وادي فيران»، تعود للعصور التاريخية القديمة، حيث تميز الوادي بوفرة مصادر المياه به، فكان محلاً للاستيطان البشري.

وتابع أنه حتى وقت قريب، كان الوادي يتميز بحدائق النخيل، وكان لكل قبيلة من قبائل جنوب سيناء مساحة من تلك الحدائق، حيث كانوا يتجمعون في موسم نضوج التمر، ليقوموا بجمعه، فكانوا يقضون يومهم بالوادي، وفى الليل يصعدون لأعلى الجبل، هرباً من الناموس.

 


مواضيع متعلقة