رئيس «الأزهر»: الداعون لـ«رفع المصاحف» «دعاة فتنة».. وأحفاد «الخوارج»

رئيس «الأزهر»: الداعون لـ«رفع المصاحف» «دعاة فتنة».. وأحفاد «الخوارج»
قال الدكتور عبدالحى عزب، رئيس جامعة الأزهر، إن «دعاة رفع المصاحف فى المظاهرات اليوم هم دعاة فتنة، وهم أحفاد الخوارج الذين يريدون إعادة مجدهم من خلال تفريق شمل الأمة»، مشدداً على أن هؤلاء «أعلنوا الحرب على المجتمع لأنهم معادون للدين والوطن، وأفكارهم تمثل أكبر أخطر على المجتمع المسلم»، وأن «المصاحف أو التى سيرفعونها لن تحميهم».
ووجه «عزب»، فى حوار لـ«الوطن»، النصيحة للشباب والشيوخ والرجال والنساء بعدم التعاطف مع مثل هذه الأفكار، وتحدث عن رسالة جامعة الأزهر لمقاومة الفكر المتطرف بأيديولوجيا واضحة.. وإلى نص الحوار:
■ ما أهم القرارات التى اتخذها مجلس جامعة الأزهر فى اجتماعه الأخير أمس الأول؟
- كان عمداء الكليات خلال جلسات مجلس الجامعة على مستوى المسئولية نظراً لأنهم جميعاً علماء وينطلقون من مبدأ عظيم وهو «الوسطية والاعتدال» الذى نستظل به جميعاً. وقرر المجلس فى جلسته المنعقدة أمس الأول تعطيل الدراسة يومى أمس وغداً، لأن غداً هو بطبيعة الحال هو يوم إجازة لجميع العاملين بالدولة والجامعة من موظفين وكليات، فالجامعة لا تعمل إلا بنسبة 20% لا أكثر فكأنه يوم إجازة أصلاً، كما قرر المجلس أيضاً تأجيل امتحانات الفصل الدراسى الأول إلى يوم 4 يناير المقبل.
■ وكيف ترى فضيلتكم الدعوة إلى رفع المصاحف أثناء التظاهر اليوم؟
- يوم أن رُفعت المصاحف على أسنة الرماح فى التاريخ الإسلامى كانت النتيجة هى الفرقة والتشتت، وقد قال بعض المؤرخين إن رفع المصاحف هو دعوة للفتنة، ولقد رفع أمثال هؤلاء المصاحف ضد الإمام على بن أبى طالب، رضى الله عنه، وقتلوه، ومن قتله كان يظن أنه يتقرب إلى الله بدم «على» فهل ترى إلى أى حد وصل التضليل؟ وحين قتله القاتل كان يقول له: «أنت فى قاع جهنم يا على».
والداعون اليوم لرفع المصاحف هم أحفاد الرافعين لها بالأمس، الذين يريدون إعادة مجد أجدادهم الخوارج، والمصاحف منهم براء، وهم من يخرج لنا ما نراه من قتلة يحملون رايات سوداً مكتوباً عليها «لا إله الله إلا الله محمد رسول الله»، وعلى العالم كله أن يعى ذلك إذا ما كان يسأل عن جذور الإرهاب، فها هى جذوره وقد اتضحت للكافة.
■ وكيف تصف أفعالهم تلك؟
- رفع المصاحف فتنة، ولن يكون المصحف حماية لمن يرفعه، فالطالبة المحجبة التى ترتكب جرماً لا يكون الحجاب حماية لها، والرجل الذى يرتكب جرماً ويختبئ خلف «لا إله إلا الله» فلن تكون له هذه حماية أو حصانة، وكذلك من يرفع المصحف ثم يعبث بأمن المجتمع لن يكون المصحف حماية له، وأسأل الله أن يخلص مجتمعنا منهم، فهذا اختباء خلف شعارات دينية مقدسة فهم عملاء لفكر أخطر علينا من فكر الصهاينة وكل تفكيرهم ينصب فى تدمير المجتمع وليت الجميع ينتبه لشرهم ولينظر الكافة إلى ما تريده الدولة من نجاحات وما يريدونه هم من فرقة وإفشال، فهؤلاء هم أعداء الدين والوطن.[FirstQuote]
■ وكيف تواجهون مثل هذه الأفكار بجامعة الأزهر؟
- لقد نبهت على ذلك فى مجلس الجامعة، وقلت إن الولاء لا يكون لعلامة «رابعة» تلك، وإنما تكون لعشرة أشياء، خمسة منها للدين وهى قواعد الإسلام الخمس، وخمسة أخرى للدنيا وهى مقاصد الشريعة من حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال، وقد قصدت التأكيد على ذلك فى مجلس الجامعة لينقله العمداء للطلاب فهذه هى أيديولوجيا مجتمعنا المصرى المسلم ولا بد أن تكون واضحة فى الأذهان والعقول.
وهؤلاء الذين يدعون الخروج اليوم للتظاهر باسم الدين والشريعة لا يحافظون على مقاصدها، بل إنهم على العكس أعلنوا الحرب على المجتمع كما فعل أجدادهم «الخوارج» حينما أعلنوا الحرب على الأمة الإسلامية وفرقوا المجتمع إلى شيع وفرق.
■ هل من رسالة توجهها للشباب الغيور على دينه والذى يمكن أن يتعاطف مع مشهد «رفع المصاحف»؟
-أقول لهم: أيها الشباب أنتم قلب الأمة النابض وعصبها وإذا أراد أعوان الصهيونية، وهذه الجماعات المتطرفة التى تنزلق بكم إلى الشر ضرب المجتمع فى عنقه فلن يكون ذلك إلا من خلال شبابه فكونوا على مستوى المسئولية والوعى ولتتفكروا فهؤلاء لا يفكرون فهم يقدسون أشخاصاً يأخذون منهم الأوامر هم لهم بمثابة «الأسياد» يطبقون أوامرهم بلا فكر أو فهم أو تدبر وهذا ليس حال شبابنا، وأنا كلى ثقة أنكم أعقل من هؤلاء الأتباع و«الأزلام» وأنكم تعون أن هذه فتنة لن تترك الأخضر واليابس، وأنك إذا انحزت لهذا الفكر فأنت تساعد وتساهم فى هدم وطنك ولن يكون لك مستقبل، فالوطن أمانة فى عنقك فاختر ما يصلحه لا ما يفسده ويهدمه، وانظر وقارن بين من يريد التعمير بمشاريع عملاقة كقناة السويس والتى لن يجنى خيرها غيرك وبين من يريد الخراب بمثل هذه الدعاوى الهدامة.