السيسى ينهى زيارته الأوروبية ببحث التعاون العسكرى مع وزير دفاع فرنسا

كتب: هانى الوزيرى

السيسى ينهى زيارته الأوروبية ببحث التعاون العسكرى مع وزير دفاع فرنسا

السيسى ينهى زيارته الأوروبية ببحث التعاون العسكرى مع وزير دفاع فرنسا

اختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى جولته الأوروبية، أمس، عائداً إلى أرض الوطن، وذلك بعد لقائه «مجلس أرباب الأعمال المصرى الفرنسى» وزيارته لمجلسى النواب والشيوخ الفرنسيين بباريس، حيث استقبله رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى جيرار لارشيه، وسط استعراض من حرس الشرف، كما التقى الرئيس بنائب رئيس مجلس إدارة شركة «توتال» النفطية، فيما تصدى الأمن الفرنسى لمحاولات التنظيم الدولى للإخوان إفشال مؤتمر «السيسى» و«مجلس الأعمال»، وطرد رجل أعمال إخوانى زرعه التنظيم قبل بدء المؤتمر، يدعى محمد طنطاوى، كما تصدت قوات الأمن الفرنسية لوقفة إخوانية أمام مقر المجلس بعد ترديدهم هتافات تحريضية ضد مصر والرئيس ورفعهم صوراً للمعزول محمد مرسى. واستهلّ الرئيس نشاطه فى اليوم الثالث من زيارته لفرنسا بعقد اجتماع مع عدد من أعضاء «مجلس الأعمال المصرى الفرنسى» ورؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات الفرنسية، وذلك بمقر المجلس «MEDEF»، الذى يُعد أكبر جهة ممثلة لقطاع الأعمال فى فرنسا، ويلعب دوراً كبيراً فى تناول القضايا الاقتصادية وصياغة النصوص التشريعية والتنظيمية للشأن الاقتصادى فى إطار المؤسسات الفرنسية. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس ألقى بياناً أكد فيه أن فرنسا من أهم الشركاء التجاريين لمصر، وتمثل سوقاً كبيرة للصادرات المصرية، وفى الوقت ذاته فإن مصر تمثل للشركات الفرنسية مدخلاً إلى الأسواق العربية والأفريقية، وشدد على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجارى بين البلدين ليرتقى إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بينهما. وأبرز الرئيس فى بيانه أنه «بالتوازى مع الخطوات التى تم اتخاذها فى إطار خارطة المستقبل، شرعت مصر فى تحرك عاجل لإنقاذ الاقتصاد المصرى من خلال صياغة خارطة طريق اقتصادية تتضمن خطوات عاجلة وإصلاحات هيكلية لمعالجة المشكلات المزمنة». كما أشار إلى الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لتحسين مناخ الاستثمار فى مصر، ومن أبرزها صياغة قانون الاستثمار الموحد، وتطوير آلية لفض المنازعات التى تنشأ بين الحكومة والمستثمرين، وتطوير المشاركة بين القطاعين العام والخاص، مؤكداً كذلك على التزام الدولة بتعهداتها وسداد المتأخرات المستحقة للشركات الأجنبية العاملة فى مصر فى قطاع البترول. ودعا «السيسى» مجتمع الأعمال الفرنسى للمشاركة فى المؤتمر الاقتصادى الدولى الذى ستعقده مصر فى مارس 2015، منوهاً فى ختام حديثه إلى أن «مشروع تنمية محور قناة السويس يهدف إلى تحويل القناة إلى ممر للتنمية المتكاملة، عن طريق حفر ممر ملاحى إضافى»، معرباً عن تطلع مصر لمساهمة الجانب الفرنسى فى المشروع، ومشيراً إلى أن مشروع قناة السويس كان ثمرة تعاون مصرى فرنسى استفاد منه العالم أجمع. فيما ألقى وزير الدولة الفرنسى للتجارة الخارجية، ماتياس فيكل، كلمة أشار فيها إلى أهمية العمل خلال الفترة المقبلة على تنويع التجارة بين البلدين، مشيراً إلى مساهمة الجانب الفرنسى فى دعم التوظيف والمشروعات الصغيرة وتطوير المناطق العشوائية فى مصر. وبحث الرئيس وأعضاء «مجلس الأعمال المصرى الفرنسى» سبل إقامة مشروعات جديدة فى مصر، كما استعرض الحاضرون بعض التجارب الناجحة للتعاون الثنائى بين الجانبين فى عدد من المجالات. وأكد «السيسى» الدور المهم لرجال الأعمال وشركات القطاع الخاص فى دفع العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر وفرنسا إلى آفاق أرحب، من خلال التشاور المستمر بين الجانبين والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة وتذليل العقبات التى تواجه الشركات العاملة فى البلدين، مؤكداً أن كل الفرص متاحة فى مصر أمام الشركات والاستثمارات الفرنسية. وعقد مجلس الأعمال المصرى الفرنسى مؤتمراً عقب لقاء الرئيس السيسى، قال خلاله منير فخرى عبدالنور، وزير التجارة والصناعة: «إن مصر تواجه تحديات قوية تتطلب اتخاذ قرارات صعبة من أجل دفع الاقتصاد وتنمية مجال الاستثمار، ونسعى لاستكمال خطتنا الاقتصادية»، مضيفا أن «الرأى العام المصرى يقف بقوة وراء القرارات الحكومية، والحكومة تعتزم جذب استثمارات قوية إلى مصر فى الفترة المقبلة سواء فى القطاع العام أو الخاص»، مشيراً إلى أن إنشاء مركز الدعم اللوجيستى للحبوب فى دمياط من المشاريع القومية المهمة. من جهته، قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس: «إن الجانب الفرنسى أبدى رغبة قوية فى تقديم جميع أوجه الدعم لمشروع قناة السويس الجديدة». فيما قال أشرف سالمان، وزير الاستثمار: «إن قانون الاستثمار الجديد يضع بنية أساسية قوية للاستثمارات فى مصر، والقطاع الخاص يمثل نحو 49% من الاقتصاد المصرى»، مضيفا: «نحتاج وضع بنية أساسية قوية لتوسيع مجال الاستثمارات فى مصر سواء القطاع العام أو الخاص، وهناك 78 شركة لديها تراخيص وبدأت فى تنفيذ مشاريع فى مصر، واتجهنا لتغيير طبيعة قانون الاستثمار ليكون جاذباً للاستثمارات، ونقدم ضمانات قوية للمستثمرين للعمل داخل السوق المصرية، وأضفنا قانوناً جديداً يضمن حماية حقوق المنتجات المحلية، وهو ما يضمن زيادة الصادرات»، مختتماً: «نعتزم تسهيل كل الإجراءات للمستثمرين لضمان جذب أكبر عدد من الاستثمارات لمصر». وقال الدكتور خالد حنفى، وزير التموين والتجارة الداخلية: «سنكون منفتحين على السوق العالمية بشكل أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة، ومصر ستكون بنية تحتية قوية للاستثمار العالمى، وأطلقنا مشروعات قوية بعد أن أضعنا سنوات طويلة فى مشروعات لم تحقق أى نجاحات ملحوظة، لذلك أطلقنا عدداً من المشروعات التى ستحقق دفعة قوية للاقتصاد المصرى». فى سياق متصل، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بنائب رئيس مجلس إدارة شركة «توتال» للنفط والمحروقات، وشهد اللقاء حرصاً من الجانب الفرنسى على العمل والاستثمار فى السوق المصرية، حيث تعد مصر الأولى على مستوى أفريقيا من حيث حجم أعمال شركة توتال واستثماراتها، والثالثة على مستوى العالم بعد كل من ألمانيا وفرنسا، بحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية الذى أوضح أن الرئيس أكد على الاهتمام الذى توليه مصر لقطاع الطاقة، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد عليها فى مصر. واستعرض «السيسى» العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية التى تنفذ حالياً فى مصر أو التى يجرى الإعداد لها، ولا سيما مشروع شبكة الطرق القومية الذى يستهدف إضافة وتطوير 3200 كيلومتر من الطرق الممهدة، وهو الأمر الذى يمثل فرصاً واعدة لشركة «توتال» لإقامة محطات الخدمة والإمداد بالوقود على هذه الطرق. فى سياق آخر، زار الرئيس السيسى مقر وزارة الدفاع الفرنسية، مساء أمس الأول، حيث كان فى استقباله وزير الدفاع الفرنسى «جان إيف لو دريان» وكبار قادة الجيش الفرنسى. وبعد استعراض حرس الشرف، عقد الرئيس جلسة مباحثات مغلقة مع الوزير الفرنسى، تلتها جلسة موسعة بحضور أعضاء الوفد الرسمى المصرى وكبار قادة الجيش الفرنسى. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، إن المباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين فى المجال العسكرى، فى ضوء التعاون المتميز الممتد بين الجانبين لسنوات طويلة، كما تم استعراض تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجهود مكافحة الإرهاب الدولى. وكشفت رئاسة الجمهورية عن تفاصيل لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الفرنسى فرانسوا أولاند بقصر الإليزيه، وقالت فى بيان أمس، إن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والارتقاء بها، إضافة إلى بحث عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها عملية السلام فى الشرق الأوسط، وجهود مكافحة الإرهاب، فضلاً عن استعراض الأوضاع فى كل من العراق وسوريا وليبيا. وأكد «أولاند» أن مصر تعد شريكاً استراتيجياً لفرنسا، وتمثل مركز الثقل الرئيسى لمنطقة الشرق الأوسط، مبدياً اهتمامه بتعزيز التعاون مع مصر فى جميع المجالات، كما أكد دعم بلاده لمصر فى إطار الاتحاد الأوروبى، وحشد المساندة السياسية والاقتصادية الأوروبية لمصر خلال المرحلة المقبلة. من جهتها، اهتمت الصحف الفرنسية بزيارة «السيسى» لباريس، وأجرت صحيفة «لوفيجارو» حواراً مع الرئيس، أمس، استعرض خلاله تطورات الأوضاع على الساحة المصرية، سياسياً واقتصادياً، وعرض للرؤى المصرية إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ملقياً الضوء على العلاقات «المصرية-الفرنسية». فيما أكدت صحيفة «لوموند»، أكثر الصحف انتشاراً فى باريس، صحة ما نشرته «الوطن» فى عددها أمس عن سعى مصر لتحديث قواتها الجوية بدعمها بـ24 طائرة جديدة من طراز «رفال»، وشراء 4 فرقاطات من طراز «DCNS» وإمكانية شراء فرقاطتين إضافيتين.