«الأخفش والأحول ومؤذن النبي».. الأزهري يستعرض علماء الإسلام من ذوي الهمم

«الأخفش والأحول ومؤذن النبي».. الأزهري يستعرض علماء الإسلام من ذوي الهمم
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، إن الدولة المصرية شهدت في عام 1911 مؤتمر عجيب الحال باسم «المؤتمر الدولي الرابع لتحسين حالة العميان»، وكان هذا المؤتمر تحت رعاية الخديو عباس حلمي، وشكّل لجنة علمية تحت رئاسة حسين رشدي باشا، الذي أوكل شيخ العروبة أحمد زكي بأن يخرج ما في تراث المسلمين من كُتب ألفت حول إكرام من فقد بصره.
كتاب الصفدي عن ذوي الهمم
وأضاف «الأزهري» خلال استضافته ببرنامج «يحب الجمال» مع الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية «DMC»، أنه استخرج كتابا عجيبا ألفه الإمام صلاح الدين الصفدي في القرن الثامن الهجري اسمه "نَكت الهميان في نُكت العُميان"، وكان الهميان هو الكيس الذي يحفظ فيه المال ويُشد على البصر، المُعادل القديم للمحفظة.
وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أنّ نكت الهميان أي إلقاء كيس النقود لمن يريد، أما نُكت العميان، فإنها الأدلة والمسائل العلمية ذات الصلة بالعميان في التاريخ الإسلامي، حيث جمع الصفدي في كتابه سير الأماجد والعظام ممن فقد بصره أو أصيب بعاهة أو صار من ذوي الهمم.
البُرصان والعُرجان والعميان والحولان من أهل العلم
وأشار الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، إلى أنّ الجاحظ ألّف قبل هذا الكتاب، كتابا أخرا اسمه «البُرصان والعُرجان والعميان والحولان من أهل العلم»، وجمع فيه نماذج عجيبة من أئمة الأمة ممن كانوا ذوي احتياجات خاصة، مثل عبدالله ابن أم مكتوم، مؤذن المصطفى، وكان صلى الله عليه وسلم يثق فيه ويكرم موهبته، فقد كان رشيد العقل وحازما وقادرا على الإدارة واستخلفه على المدينة نحوا من 14 مرة، وكان الصحابي عبدالله بن عباس فاقدا للبصر في أواخر أيامه، وعطاء بن رباح، الذي كان أسود البشرة، أعور العين، أفطس الأنف، وأشل اليد، وكان سيد الأمة علما وعملا.
ولفت، إلى أنّ عاصم بن سليمان اشتهر بالأحول وكان من حفاظ الأحاديث، وسمي 4 علماء بالأخفش، وسمي عدد من أهل العلم بـ«الأصم»، وآخرون بـ«الأعرج»، مثل عبدالرحمن ابن هرمز، وهو من موالي بني هاشم وحافظ للحديث أخذ عن أبي هريرة وبرز في القرآن والسنة وكان خبيرا بالأنساب والحساب والعلم ومات مرابطا في ثغر الإسكندرية.