شارع الحكايات| الدرب الأحمر.. عبق التاريخ وروح التراث وأصالة المصريين

شارع الحكايات| الدرب الأحمر.. عبق التاريخ وروح التراث وأصالة المصريين
- رمضان
- فوانيس
- شارع الدرب الأحمر
- الدرب الاحمر
- الدرب الأحمر
- الآثار الإسلامية
- رمضان
- فوانيس
- شارع الدرب الأحمر
- الدرب الاحمر
- الدرب الأحمر
- الآثار الإسلامية
بمجرد أن تطأ قدم الزائر شارع الدرب الأحمر، ويخطو فيه خطوات بسيطة حتى يشعر أنه اجتاز عتبة التاريخ، وعاد بالزمن أكثر من 200 عاما، فالشكل الآثرى للبيوت والآثار المتناثرة فى كل زواية وحارة، والمحلات التي تبيع منتجات تراثية، تجعله يرغب في التأكد إن كان ما زال فى الألفية الجديدة، التي تتميز بالتطور التكنولوجي المتسارع، أم أنه عاد بالزمن إلى الوراء، فيخشي أن يظهر أمامه فجأة أمير من المماليك بحصان عربي أصيل، وجلبابه يتطاير من وراءه، أو أن يكتشف أنه عاد بالزمن إلى حقبة حكم محمد علي، ويظهر أمامه أفندي يرتدى طربوش أحمر، وهو متجه إلى العمل بالديوان الملكي.
شارع الدرب الأحمر «الأولة: معرض فوانيس مفتوح»
بداية شارع الدرب الأحمر تبدو تقليدية، فمن يقرر دخول الشارع سيجد على يساره مديرية أمن القاهرة، أما على يمينه مجموعة من المحلات، أشهرها محل لبيع الأثاث، أما الشارع نفسه، فبدايته عبارة عن معرض للفوانيس من كل شكل ولون، فالباعة وسكان المناطق المجاورة، بمجرد اقتراب شهر رمضان، يأتون من كل حدب وصوب، لنصب الخيام والفرش لعرض الفوانيس وزينة رمضان المتنوعة للبيع.
يقول عم نجيب عثمان، بائع زينة رمضان، اعتاد الوقوف فى الشارع من خلال محل صغير لا تتخطى مساحته متر: «معروفة اللى عايز يعيش رمضان وعايز يشترى زينة وفوانيس حقيقية وتستحمل ومتينة ومعمولة بأيد مصرية مية فى المية، لازم يزور الدرب الأحمر، الناس هنا وهى بتعمل الزينة أو الفوانيس أو حتى التحف اللى نازلة موضة بيعملوها بحب وبيغرسوا فيها الروح المصرية الأصيلة، فيحس بأجواء رمضان وجمالها، حتى لو هيتفرج بس».
الدرب الأحمر «الثانية تاريخ مرتبط بالمماليك وأسرة محمد علي»
ينسج التاريخ خيوطه بشأن تاريخ شارع الدرب الأحمر، وسر تلك التسمية الغريبة، فتظهر الحكايات المتنوعة التى يتناقلها السكان، أشهر تلك الحكايات بحسب عصام عطية، مصور، ويعيش فى حارة متفرعة عن شارع الدرب الأحمر هى أن سر تلك التسمية جاءت بعد مذبحة القلعة الشهيرة التى قام فيها محمد على بدعوة المماليك إلى مأدبة عظيمة فى القلعة، ثم أغلق الباب عليهم وأمر بذبحهم كلهم، وكانت النتيجة هى أن الدماء سالت من القلعة باتجاه شارع الدرب الأحمر لأيام فاصطبغ الشارع باللون الدم، واحتاج العمال فترة طويلة حتى يعود الشارع نظيفا: «نحن فى المنطقة نصدق فى تلك الحكاية، لأن وجود القلعة فى أعلى الشارع، مع الانحدار الشديد للشارع يجعل الحكاية ممكنة، وإن كان فيها بالطبع بعض المبالغة».
الدرب الأحمر «الثالثة: متحف إسلامي فى كل زواية»
لا تقف قيمة شارع الدرب الأحمر التاريخية فقط عند تاريخه وارتباطه بحقبة زمنية مهمة فى مصر، بل أيضا بسبب وجود كم آثار إسلامية بين جنباته ليست موجودة فى مكان آخر وهذه الآثار من جمالها تبهر الزائر وتسلب عقله، يقول سعيد فتحى، صاحب محل أنتيكات أمام أثر ساحة خاير بك الموجود بالمنطقة: «الآثار الإسلامية الموجودة بالمنطقة متاحة أمام الجميع لزياراتها فى الأوقات المحددة سلفا دون أى قيد أو شرط، وهذا له ميزة وعيب الأول هو أنه يعمل على زيادة الترويج السياحي لمصر، أما العيب فهو أن البعض قد لا يقدر قيمة الآثار الموجودة خصوصا من الأطفال الصغار الذين يستغلون الساحات الخالية أمام تلك الآثار من مساجد فى اللعب، ونحن نعمل على نشر الوعي بين الناس، فتلك الآثار هى جزء من تاريخنا وهويتنا».