عائلات طاقم «موسكفا» الغارق يطالبون بالكشف عن مصير أبنائهم

عائلات طاقم «موسكفا» الغارق يطالبون بالكشف عن مصير أبنائهم
تحاول عائلات الجنود الروس الذين كانوا على متن الطراد الروسي «موسكفا» وغرق منذ أيام، الحصول على معلومات تتعلق بذويهم، وبينما لا تتوافر معلومات كاملة عن الخسائر البشرية، تشارك بعض العائلات تفاصيل ما يكتشفونه بشأن أبنائهم، وذلك بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
اتصال من وزارة الدفاع لإعلان الوفاة
واستعرضت الصحيفة البريطانية بعض النماذج لعائلات الجنود الروس، الذين كانوا على متن الطراد «موسكفا» قبل غرقه، مشيرة إلى أنه بعد أيام من غرق «موسكفا» في البحر الأسود، كانت يوليا تيفوفا تبحث بيأس عن معلومات عن ابنها أندريه، ومثل مئات العائلات الروسية الأخرى من أفراد الطاقم، لم يتم إخبارها ما إذا كان قد نجا من الهجوم الصاروخي الأوكراني، والذي تسبب في إغراق سفينة القيادة الروسية لأسطول البحر الأسود، ثم تلقت صباح اليوم اتصالا من وزارة الدفاع الروسية يخبرها أن ابنها قد توفي.
وأضافت «تيفوفا»، التي كانت تبكي وهي تتحدث عبر الهاتف: «كان عمره 19 عامًا فقط، وكان مجندًا، لم يخبروني بأي شيء آخر، ولا توجد معلومات عن موعد الجنازة».
تأكيد وفاة اثنين فقط من الجنود
ويطالب أفراد عائلات البحارة، الذين خدموا على متن «موسكفا» بإجابات واضحة، إذ سعت وزارة الدفاع الروسية إلى إخفاء المعلومات حول ما حدث للسفينة أو طاقمها البالغ عددهم 510 أفراد، إذ يبقى العدد الإجمالي للقتلى والجرحى والمفقودين سرًا، وتعد تلك الوفاة، هي الثانية فقط التي تم تأكيدها من السفينة الحربية، وقد أعلنت ثلاث عائلات أخرى عن عدم تمكنها من العثور على أبنائها الذين كانوا يخدمون على متن السفينة.
غرق «موسكفا» و«كورسك»
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن عدد الضحايا في الهجوم سيكون أعلى بكثير، وأثارت جهود قمع المعلومات حول الوفيات مقارنات مع حادثة غواصة كورسك، عام 2000، التي خلفت 118 بحارًا قتلى ووجهت ضربة إلى هيبة الرئيس حينئذ، فلاديمير بوتين، وقال ألكسندر جابويف، يعمل في مركز كارنيجي موسكو، إن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا أو التحقيقات لم تكن أبدًا شفافًة بشأن الخسائر، كما أن المعلومات الجديدة عن البحارة الشباب الذين لقوا حتفهم ستجدد التدقيق حول استخدام الحكومة الروسية للمجندين في المعركة، وهو أمر نفاه بوتين صراحة، لكن وزارة الدفاع الروسية أُجبرت على الاعتراف بأنها نشرت مجندين بعد أسر بعضهم في أوكرانيا في الأسابيع الأولى من الحرب، وادعت أنها لن تستخدمهم بعد الآن، لكن العديد من آباء أعضاء طاقم «موسكفا» أخبروا صحيفة الجارديان وآخرين، أن أبناءهم على متن السفينة كانوا بالفعل مجندين وليسوا جنودًا محترفين بعقود.
وكتب ديمتري شكريبتس، الذي كان ابنه إيجور يعمل طاهًيا على متن السفينة ومدرجًا في عداد المفقودين في المعركة: «المجند الذي لا يُفترض أن يرى قتالًا نشطًا هو من بين المفقودين في القتال، أيها الرجال، كيف يمكن أن تكونوا في عداد المفقودين في وسط أعالي البحار؟، فقد ظهرت صور ومقطع فيديو يُزعم أنه يُظهر (موسكفا) قبل وقت قصير من غرقه، بعد حوالي أربعة أيام من الحادث، وأظهرت الصور أنه تم نشر قوارب النجاة الخاصة بها، مما يشير إلى أنه من المحتمل أن يكون قد صدر أمر بمغادرة السفينة».
تحديد مكان بعض أفراد الطاقم
قالت عائلات العديد من أفراد الطاقم، إنهم تمكنوا من تحديد مكان أفراد أسرهم على قيد الحياة، وقال إسكندر دجيباروف إنه تعرف على شقيقه الأكبر في مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع، يظهر بحارة من موسكفا وهم يجتمعون مع أميرال كبير في سيفاستوبول بعد غرق السفينة.
وأضاف دجيباروف: «كنا سعداء للغاية عندما رأيناه في شريط فيديو للطاقم في سيفاستوبول، وفي اليوم التالي للمأساة، اتصل بوالدتنا وقال إنه على قيد الحياة وبصحة جيدة، لا ينبغي لها أن تقلق عليه، لم يخبرنا بما حدث ولا يقول الكثير، يتصل بنا من أرقام مختلفة، هو مجند، بدأ الخدمة في يوليو الماضي، ومن المؤكد أنه لم يوقع عقدًا أبدًا».