«إيكونومست»: ماريوبول ترفض الاستسلام لروسيا رغم فرق العدد والعتاد

كتب: محمد البلاسي

«إيكونومست»: ماريوبول ترفض الاستسلام لروسيا رغم فرق العدد والعتاد

«إيكونومست»: ماريوبول ترفض الاستسلام لروسيا رغم فرق العدد والعتاد

قالت مجلة إيكونومست البريطانية إن العالم منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا قد اعتاد أن تتغلب القوات الأوكرانية على الصعاب، لكن دفاع مدينة ماريوبول لمدة 51 يومًا يكاد يفوق الخيال، حيث أعلنت روسيا بالفعل انتصارها عدة مرات في المدينة الساحلية شبه مدمرة على بحر آزوف، ومع ذلك، فإن الجنود الأوكرانيين الذين تفوق القوات الروسية عددهم بنسبة كبيرة يرفضون الاستسلام، وفي 13 أبريل أصدر قادة كتيبة آزوف واللواء 36 مشاة البحرية، وهما الوحدتان الرئيسيتان المكلفتان بالدفاع عن المدينة، رسالة تحد، جاء فيها: «روحنا المعنوية قوية، ونحن نعرف ما نفعله ولماذا نحن هنا».

الجيش الروس استهدف البنية التحتية الحيوية

وتابعت المجلة أن للجيش الروسي بصمة ثقيلة أينما ذهب في أوكرانيا، لكنه احتفظ بأقسى صوره لماريوبول، المدينة التي يزعم أنه حررها، ومنذ الأيام الأولى، استهدف البنية التحتية الحيوية: محطات الكهرباء الفرعية، والمستشفيات، والملاجئ العامة، وخلفت الحملة عشرات الآلاف من القتلى، والجثث متروكة في الشوارع وما يقدر بنحو 80 ألف ساكن في أقبية على حافة الحياة والموت، وتشير تقارير المحارق المتنقلة التي يتم نشرها إلى أن النطاق الكامل للمذابح قد لا يكون معروفًا على الإطلاق.

الاستسلام ليس خياراً لكتيبة «آزوف»

وأوضحت المجلة أنه من الواضح أن الاستسلام ليس خيارًا لدينيس بروكوبينكو قائد كتيبة آزوف أو جنوده، بالنظر إلى وعد الكرملين العلني بـ«تدمير» الكتائب الوطنية الأوكرانية، ويقول أندري بيلتسكي مؤسس كتيبة آزوف إنه على اتصال يومي مع بروكوبينكو وجنود آخرين في ماريوبول: «نحن نتفهم المأزق».

إن اتهامات بتعاطف اليمين المتطرف مع آزوف لا تخلو من أساس تاريخي، حيث تشكلت الكتيبة في مايو 2014 بهدف استعادة ماريوبول من الانفصاليين المدعومين من روسيا، واستدعى رعاتها، أرسين أفاكوف وزير الداخلية آنذاك، وسيرهي تاروتا حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية آنذاك، بقوة العناصر المشكوك فيها في المجتمع المحلي.

تم طرح أسئلة قليلة، وحمل بعض أعضاء آزوف الأوائل وشما للنازيين الجدد وكان لديهم سجلات إجرامية، ثم تم دمج آزوف في الحرس الوطني وهيكل الجيش في عام 2015، ومنذ ذلك الحين، مرت بعملية الاحتراف، مع استبعاد المتطرفين اليمينيين والرموز والأيديولوجيات إلى حد كبير، وذلك بحسب مايكل كولبورن، الصحفي الاستقصائي ومؤلف كتاب قادم عن آزوف وناقد قديم للحركة، لكن الحرب فعلت كل شيء لإعادة تأهيل سمعة آزوف، وتغير كل شيء في 24 فبراير، عندما عبرت الدبابات الروسية الحدود، من الصعب على كثير من الناس قبول ذلك.


مواضيع متعلقة