مائدة رحمن «عم جميل القبطي» توزع محبّة منذ 44 عاما: ربنا يديمها نعمة

كتب: نرمين عفيفي

مائدة رحمن «عم جميل القبطي» توزع محبّة منذ 44 عاما: ربنا يديمها نعمة

مائدة رحمن «عم جميل القبطي» توزع محبّة منذ 44 عاما: ربنا يديمها نعمة

فكرة طرحها أحد الأصدقاء قبل 44 عاما، تحمّس لها «وجيه كامل بانايوثي»، الذي كان شابا صغيرا آنذاك، حتى أصبحت عادة لم يقطعها طوال هذه السنوات، فمع قدوم شهر رمضان من كل عام، يبدأ الرجل الصعيدي الذي ولد في محافظة قنا، الاستعداد لإعداد موائد الرحمن لإخوته المسلمين طوال شهر رمضان، حتى أصبح «عم جميل» واحدا من أهم المظاهر التي تميّز الشهر الكريم، بين أهالي حي شبرا العريق.

4 طاولات تحولت إلى مائدة ضخمة

بدأ «عم جميل» إعداد موائد الرحمن بـ4 طاولات في أرض فضاء كانت مملوكة لوالده، حسب ما جاء في تقرير عرضه برنامج «صباح الخير يا مصر»، المُذاع على شاشة القناة الأولى والفضائية المصرية، تقديم الإعلاميين أحمد عبدالصمد وهدير أبو زيد، حيث حمل التقرير عنوان «عم جميل.. قبطي يعد موائد الرحمن منذ 44 عاما»، لكن الطاولات الصغيرة تحولت بمرور الوقت إلى مائدة ضخمة، يشارك فيها الجيران بإعداد الطعام للصائمين.

الله محبة

يقف «عم جميل» وسط المشاركين في إعداد طعام مائدة الرحمن، يشرح الكيفية التي بدأ بها تنفيذ الفكرة: «الجيران كانوا طول الوقت بيساعدوا، نقول فلانة تنقي الرز، وفلانة تسلق اللحمة، وفلانة تعمل الخضار، ومع الوقت المائدة كبرت، وبقينا نجيب طباخ متخصص يعمل الأكل كل يوم، وإحنا بنقول الله محبة، والكلمة دي إحنا صادقين فيها، ويا رب يديمها علينا نعمة».

وجبات متنوعة تقدّم للصائمين على مائدة الإفطار، تضم «خضار وأرز ولحمة وسلطة ومشروبات»، توضع يوميا على الطاولات التي أصبحت مملوكة للمائدة، بعدما كان يتم استئجارها، يقول «عم جميل»: «كنا بنقفل الشارع بصوان بنأجر فيه كل حاجة، ترابيزات وكراسي وكازلاك وقماش، لكن النهارده كل حاجة في المائدة بقت ملك المائدة ومبنأجرش حاجة من حد».

نظام العامود

«نظام العامود».. فكرة أخرى ابتكرها المشاركون في مائدة الرحمن، للتيسير على الأسر الأكثر احتياجا، يشرح تفاصيلها «عم جميل» قائلا: «بنوزع عامود على الأسر من 4 أو 5 حلل، وكل أسرة بتيجي قبل الفطار بساعة أو ساعة ونص، بيكون في خضار ورز ولحمة وسلطة ومشروبة، واليوم اللي بعدها بنوزع وجبة تانية طازة وجديدة، ومبنوزعش حاجة بايتة».

لا يفكر «عم جميل» في قطع العادة التي اقترب عمرها من نصف قرن، ولا يرى أي ضغينة أو أزمة بين الأشقاء في الوطن، يقول: «بنقول للناس تعالوا عندنا واتعلموا الحب، إحنا بنشارك بعض في السراء والضراء، دي مش كلمة بنقولها دي حقيقة عايشينها، إحنا أسرة واحدة وكلنا مصريين».


مواضيع متعلقة