«عم محمد» نجار بساق مبتورة: «عيالى سابونى وماليش غير ربنا وشغلى»

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

«عم محمد» نجار بساق مبتورة: «عيالى سابونى وماليش غير ربنا وشغلى»

«عم محمد» نجار بساق مبتورة: «عيالى سابونى وماليش غير ربنا وشغلى»

سنوات الشقاء لم تشفع لمحمد حسنى، ٦٢ سنة، نجار، من العمرانية بالجيزة، بعدما أصابه المرض وتخلى عنه الجميع ووجد نفسه وحيداً دون ونيس، لا أحد يشعر بوجوده وهو الذى كان يبحث طيلة حياته عن الاستقرار المادى الذى يكفل له الأمان، ويضمن لأهله الراحة، كان يعمل ليل نهار ليوفر نفقات المنزل، حتى جاءت لحظة توقفت فيها عقارب الساعة، وكاد أن يفقد ساقه اليسرى بالكامل خلال حادث سير، ولكن القدر كان به رحيماً، ونجا بمعجزة من الحادث.

بخطوات غير متزنة وعصا خشبية ظل الستينى لسنوات يتحامل على نفسه ويعمل، لا يريد أن يجلس فى المنزل، لكن تغيرت الأمور كثيراً وتبدلت الأحوال منذ عام عندما حدث ما كان يتوقعه الرجل الذى أصبح صاحب إعاقة أبدية، وقال: «خسرت رجلى، راحت منى زى كل اللى راحوا، لكن لسه عندى أمل فى بكرة وعايز أعيش».

تفاصيل حكاية «حسنى» المؤلمة منقوشة على جدران شقته المتهالكة، والشقوق بالجدران غائرة ويمكن أن تدخل يد الإنسان بها وتخلى عنه أبناؤه وتركوه يواجه مصيراً قاسياً كاد أن ينتهى به فى الشارع بعدما عجز عن توفير إيجار السكن لعدم قدرته على العمل، ولكن إرادة الرجل كان لها رأى آخر، وتابع: «شغال نجار بقالى ٥٠ سنة، وعمرى ما قعدت يوم، طول الوقت بشتغل علشان العيال ولما عجزت وكبرت وجوزتهم سابونى، ومحدش منهم بيسأل عنى».

«حسنى» يحلم بكرسى كهربائى كى يتمكن من الذهاب إلى أماكن بعيدة بها ورش يعرض عليها العمل، لأنه ليس نجاراً بالمفهوم التقليدى وإنما صنايعى تقطيع خشب داخل الورش، وأضاف: «أنا بقف على مكن الخشب، أمسح وأنقر، كل ده وأنا قاعد، ومعايا العدة بتاعتى اللى بشتغل بيها وعندى بواقى خشب عملت بيها ترابيزة بشتغل عليها وبسنّ العدة بتاعة الورش اللى جنبى».

أمنية «حسنى» حلم صعب المنال لأنه لا يملك الأموال لسداد إيجار الشقة التى يعيش بها بمفرده، وتابع: «الكرسى بالنسبة لى حياة، وأنا مش عايز أمد إيدى لحد، عايز أفضل لآخر نفس ليا شغال فى المهنة اللى اتربيت عليها، مش عايز أعيش عالة على حد، والأمل فى ربنا كبير ونفسى حلمى يتحقق».


مواضيع متعلقة