الأزهري: جزء من الأوقاف كان يخصص قديما للغاضبة من زوجها وتطوير التعليم

كتب: شريف سليمان

الأزهري: جزء من الأوقاف كان يخصص قديما للغاضبة من زوجها وتطوير التعليم

الأزهري: جزء من الأوقاف كان يخصص قديما للغاضبة من زوجها وتطوير التعليم

قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، إن المسلمين كانوا يهتمون بتحقيق متطلبات الكفاية والبشر، عن طريق الإنتاج والعلم وهذا ما يمثل صلب الشريعة، أو الزكاة للفقراء والمحتاجين، أو الصدقات، ومن لم تغطِهم المصادر الثلاثة، فتولى الوقف تغطيتهم.

وأضاف «الأزهري» خلال برنامجه يحب الجمال مع الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية DMC: «الوقف يعني لو أن أحد كبار التجار أو أثرياء القوم لديه فائض مالي كبير، ويريد أن يتقرب بشيء منه إلى الآخرة، يخصص قدرًا من المال مثل قطعة أرض تُزرع جيدًا أو تجارة رائجة أو دكان أو أي مورد مالي آخر.. ويخرجه وينحيه من ماله، ويعيد ملكيته إلى الله ويسميه الوقف».

«الوقف» يمثل شغفًا كبيرًا عند المسلمين

وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أن الوقف كان يمثل عند المسلمين شغفا عظيما لسد احتياجات البشر التي لا تفِ مواردهم الذاتية في سدها، فأصبح لدى المسلمين نوع من الأوقاف، وصفه الرحالة ابن بطوطة، بوقف تزويج من لا يستطيع الزواج، حيث رآه في مصر والشام، وذلك دون أي مقابل.

وأشار، إلى أنّ ابن بطوطة وجد وقفًا آخر في الشارع لتحجيج من لا يستطيع الحج، وكل إنسان يتمنى زيارة بيت الله الحرام، ويشتاق إلى الكعبة، لكن لا تتوفر لديه القدرة، يحصل على المبلغ من هذا الوقف.

وأوضح، أن المسلمين وجهوا الأوقاف لغرض التعليم؛ فمدارس العلم كان غالبها من مال الأوقاف، ووجد هذا عند أمراء بني أيوب على وجه الخصوص، وكثرت الأوقاف حتى جاء ابن خلدون سنة 804 هجرية، وقال إن العلم والتعليم في زماننا إنما هو من القاهرة بأرض مصر، لاستبحار عمرانها.

وقف التعليم

ولفت، إلى أن المؤرخ القلقشندي قال «وكثرت المدارس حتى امتلأت الخطط والشوارع بها»،  موضحًا: «المسملون حياتهم كانت مليئة بالأوقاف، فأطلق أحدهم وقفًا للمرأة الغاضبة من زوجها، تؤوى إليه المرأة حتى ينصلح الحال بينها وزوجها، وكان هناك وقف للسيدات حديثات الولادة من رقيقي الحال من الفقراء».

وقف المستشفيات

كما عرف المسلمون الوقف على المستشفيات، فيدخل الرجل إلى مستشفى من المستشفيات، ويحصل على العلاج بالمجان والطعام الجيد، حتى بدأ بعض الناس يتمارضوا لدخول المستشفى، فمرّ الطبيب يومًا على أحد المرضى وفحصه، وجد أنه ليس مريضًا، أدرك هذا، ولم يطرده، بل أمر بصرف بكل شيء له، وتكرر هذا الأمر 3 أيام متتالية، فكتب في اليوم الثالث والأخير أنّ حق الضيافة 3 أيام.

وقف خداع المرضى

كما دشن المسلمون أيضا وقف خداع المرضى، وهو ذهاب صاحب الوقفية إلى المستشفى لسؤال الطبيب عن المرضى ذوي المعنويات المتدنية والمنخفضة ويشعرون بأن الامل في الشفاء ضعيف، ويرسل الموظفين إليه لرفع معنوياته بشكل غير مباشر، فتقوي دواعي التعافي عنده ويبرأ من المرض.


مواضيع متعلقة