ما حكم زيارة القبور للنساء وهل يختلف حكمها للرجال؟ دار الإفتاء تجيب

كتب: أحمد البهنساوى

ما حكم زيارة القبور للنساء وهل يختلف حكمها للرجال؟ دار الإفتاء تجيب

ما حكم زيارة القبور للنساء وهل يختلف حكمها للرجال؟ دار الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول «ما حكم زيارة القبور للنساء؟ وهل يختلف حكمها بين الرجال والنساء؟» وقد أجابت الدار مستشهدة بحديث شريف، إذ قالت في فتواها: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً» أخرجه مسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه، واللفظ له.

حكم زيارة القبور للنساء

وبخصوص موضوع حكم زيارة القبور للنساء فقد ذكرت دار الإفتاء أنه روي أن السيدة عائشة رضي الله عنها أقبلت ذات يوم من المقابر، فقال لها عبد الله بن أبي مُليكة رضي الله عنه: من أين أقبلتِ يا أم المؤمنين؟ قالت: «مِن قبْر أخي عبد الرحمن»، فقال لها: أليس كان نهَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن زيارة القبور؟ قالت: «نعمْ؛ كان نهَى عن زيارة القبور، ثم أمر بزيارتها»، أخرجه أبو يعلى في مسنده، والحاكم في المستدرك.

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ: مَرَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بِامْرَأَةٍ تَبْكِى عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ: «اتَّقِى اللهَ وَاصْبِرِي»، قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّى، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» أخرجه البخاري في صحيحه.

حكم زيارة القبور للنساء والرجال

وأشارت الدار إلى أن وجه الدلالة من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وَعَظَهَا بالصبر ولم يُنكر عليها زيارة القبر، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يُعلِّم النساء والرجال على السواء إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» أخرجه أحمد في "مسنده".

واختتمت دار الإفتاء إجابتها على سؤال حكم زيارة القبول للنساء بقولها: وعليه فمتى قُصد بزيارة القبور الإحسان إلى الميت بالدعاء، وإلى النفس بالعِظة والاعتبار، وخلت من تجديد الأحزان ومظاهر الجزع، واتُّخذت فيها الآداب الشرعية، كانت مشروعة للرجال والنساء على السواء، والله سبحانه وتعالى أعلم.


مواضيع متعلقة