«عم إبراهيم» يوقظ المسلمين والأقباط: المسحراتي الحقيقي لا متسول ولا جاهل

كتب: جهاد مرسي

«عم إبراهيم» يوقظ المسلمين والأقباط: المسحراتي الحقيقي لا متسول ولا جاهل

«عم إبراهيم» يوقظ المسلمين والأقباط: المسحراتي الحقيقي لا متسول ولا جاهل

بجلباب وعباءة أنيقة، يخرج «عم إبراهيم» من بيته في الثانية عشرة قبل منتصف الليل، للقيام بجولته اليومية، حاملًا طبلته المزينة بأشكال كرتونية وعبارة «أهلًا رمضان»، وفانوس صمّمه بنفسه في ورشة السمكرة، ينادي على أهل منطقته بكامل وجاهته للاستيقاظ وتناول السحور، ويُحيي عادة بات يتطفل عليها - في رأيه - المنتفعون والجهلاء.

حكاية «عم إبراهيم» مع رمضان 

إبراهيم القناديلي، 60 سنة، سمكرى فوانيس أبًا عن جد، وابن منطقة «أبوالفضل» في مدينة المحلة الكبرى.

يحرص على الاحتفال بالشهر الكريم، ويتمسك بالموروثات الثقافية والروحية التي شب عليها، وفي السنوات الأخيرة انزعج من «ضياع هيبة المسحراتي ومكانته في القلوب»، بسبب تصرفات البعض: «المسحراتية الحقيقيين انقرضوا، والمنتشرين حالياً متطفلين على المهنة، وبيستغلوها في الشحاتة وبيقولوا أى كلام، ففكرت أقدم الصورة الحقيقية للمسحراتي، وتتكرر في كل المناطق، ويقوم بها أشخاص ميسورين ماديًا، ولهم سمعتهم في منطقتهم، حتى لا يقال إن ذلك بهدف التكسب».

يجوب «عم إبراهيم» شوارع ومناطق مختلفة لإيقاظ النائمين، تتمثل في «البهلوان، سوق الليمون، عباس القديم»، حتى «سويقة الأقباط» يزورها ويتبادل التحية مع أبنائها، ويهتف: «كل سنة وأنت طيب يا بولس ويا عزيز وياجرجس»، فيبادلونه التحية والضحكات، مبررًا ذلك بقوله: «كلنا هنا أهل وجيران، متربيين مع بعض، مفيش سكان جدد، وبنحرص على الاحتفال بالأعياد والمناسبات».

حب الأطفال لـ«عم إبراهيم»

الأطفال لهم النصيب الأكبر من الفرحة، حيث يلتفون حول «عم إبراهيم»، الذى يهديهم بعض الحلوى والنقود، ويشاركونه الجولة، التي تستغرق ساعة ونصف، وتنتهي في الثانية بعد منتصف الليل، بعدها يعود إلى بيته لتناول السحور مع أبنائه وأشقائه، الذين يفتخرون به، ويرون أن مبادرته لا تنتقص من مكانتهم ومراكزهم المرموقة.

طول العام يستعد «عم إبراهيم» لشهر رمضان، فهو سمكري فوانيس، ويعكف في ورشته على صنع الأشكال التقليدية والحديثة، وينتهي الموسم بالنسبة له في 5 رمضان، بعدها يتفرغ لمهمة المسحراتي. 


مواضيع متعلقة