رحلة البحث عن الهوانم والباشوات: غادروا الحي الراقي.. والقصور تحولت إلى فنادق وشركات

رحلة البحث عن الهوانم والباشوات: غادروا الحي الراقي.. والقصور تحولت إلى فنادق وشركات
- جاردن سيتي
- هوانم جاردن سيتي
- مسلسل هوانم جاردن سيتي
- جاردن سيتي
- هوانم جاردن سيتي
- مسلسل هوانم جاردن سيتي
قبل أكثر من نصف قرن، كانت منطقة «جاردن سيتى» تتميز بالهدوء التام والقصور التى يسكنها الهوانم والباشوات، تفوح من شوارعها رائحة الفل والياسمين والأشجار المثمرة، والحياة بها مناسبة للطبقة الأرستقراطية، إلى أن تبدلت الحال مؤخراً، وباتت أكثر ضجيجاً، وتحولت القصور إلى أبراج وفنادق، والشقق السكنية إلى شركات ومكاتب سفريات، يتردد عليها عدد كبير من الموظفين، بسبب وفاة سكانها الأصليين أو مغادرتهم المكان.
حي من أرقى الأحياء المصرية، كان محوراً لأحداث مسلسل هوانم جاردن سيتى، الذى عُرض فى رمضان عام 1997، وتناول آنذاك التغيرات الاجتماعية على أفراد عائلة «الشاذلى باشا» فى الحقبة الملكية وحتى ثورة 1952، تفاصيل لم تنسها سحر الضوى، صاحبة «سوبر ماركت» أسفل إحدى عمائر الحى الراقى، مؤكدة أن ملامح المكان اختلفت كثيراً عن زمان، وتحول لشركات تضم عدداً كبيراً من الموظفين، ما يخلق زحاماً شديداً وضوضاء فى الصباح، بينما يعم الصمت عليها فى المساء بسبب قلة سكانها الأصليين: «مبقتش بشوفهم غير قليل أوى، اتنين أو تلاتة بينزلوا يتمشوا ببقى نفسى أقول لهم خليكم موجودين فى جاردن سيتى، أوعوا تمشوا إنتوا كمان».
جولة بجانب بيت ليلى مراد
يقابل «سوبر ماركت سحر» العمارة التى كانت تعيش بها ليلى مراد، وبجوارها عمارة المطربة الراحلة أسمهان وشقيقها فريد الأطرش، وكذلك شقة الفنانة ماجدة، تتذكر شكل القصور التى تحولت لعمائر سكنية، منها فيلا فؤاد سراج باشا، وأخرى حل مكانها فندق 5 نجوم: «كانت أبنية عريقة ومبنية على الطراز القديم الراقى، اتحرمنا منها دلوقتى، وشكل المكان اتغير واختلف كتير عن زمان».
لا ينسى عدد كبير من الجمهور شخصية «شهرت رستم» فى المسلسل، التى قدمتها الفنانة صفية العمرى، «شكران الشاذلى» وقدمتها عبلة كامل، «محمود باشا الشاذلى» وقدمه الفنان أحمد خليل، «أمينة هانم» التى لعبت دورها القديرة ليلى فوزى، وكذلك «خديجة هانم» للراحلة مديحة يسرى وغيرها من الشخصيات، التى كانت تعيش فى حى جاردن سيتى، ودارت فيه معظم أحداث العمل، ونقل صورة لشكل السرايات وحياة سكانه.
تشابه بين المسلسل وهوانم جاردن سيتي الحقيقيين
«سكان جاردن سيتى القدامى كانوا شبه اللى فى المسلسل، لكن كل ده اتغير دلوقتى ومعظمهم ماتوا وأولادهم وأحفادهم سافروا وسابوا المكان»، تقولها «سحر» بأسى، مشيرة إلى أن معظم زبائنها الآن من الموظفين وزوار المنطقة، ولكن السكان الأصليين لا يتعدون ثلاث أسر فقط: «بفرح أوى لما بشوفهم، وبحب أتكلم معاهم، لأن أسلوبهم راقى ومهذب وشكلهم هوانم فعلاً، خاصة أن الموضوع بالأخلاق مش بالفلوس».