«العريش»: الحياة تعود لطبيعتها.. وأسعار السلع الغذائية أرخص من «القاهرة»

كتب: محمد مجدي

«العريش»: الحياة تعود لطبيعتها.. وأسعار السلع الغذائية أرخص من «القاهرة»

«العريش»: الحياة تعود لطبيعتها.. وأسعار السلع الغذائية أرخص من «القاهرة»

خلال الجولة الموسَّعة فى شمال سيناء، لرصد الأوضاع الأمنية بها، عقب سنوات من إطلاق الدولة المصرية عملية تطهيرها من العناصر الإرهابية المخربة، شهدنا هدوء الأوضاع، وهو الأمر الذى سبق أن أكده تقرير فريق خبراء مجلس الأمن بالأمم المتحدة عن عدم قيام تنظيمى «داعش» و«القاعدة» الإرهابيين بأي عمليات كبرى منذ عام 2019.

فمنذ قرابة 3 أعوام، زُرنا مدينة العريش، وكان صوت الرصاص يدوِّى كل فترة، وكنا نخشى وجود «تعامل» من عناصر إرهابية على محل إقامتنا، بعد رصدهم لتحركاتنا، ومع تأمين رجال القوات المسلحة له، لكن الوضع هذا العام مختلف للغاية، حيث تجولنا بكل أريحية فى شوارع مدينة العريش، وداخل السوق، ورصدنا المشروعات الخدمية والتنموية لخدمة الأهالى، وغيرها من المناطق، دون أن نسمع دوى طلقة رصاص واحدة.

لكن استقرار الحالة الأمنية فى «العريش» لا يعنى انتهاء دور رجال قواتنا المسلحة والشرطة المدنية؛ فـ«عيون مصر الساهرة» توجد فى كل شبر من أراضى سيناء، للحفاظ على حالة الأمن والاستقرار المحققة، بعد دماء وتضحيات الكثير من الشهداء، والمخلصين من أبناء شبه جزيرة سيناء.

وخلال جولتنا فى العريش، رصدنا عدة ملاحظات كانت الأولى، هى توافر السلع الغذائية بكثرة فى الأسواق، وانخفاض أسعارها، لدرجة أنها تقل كثيراً عن أسعار مثيلتها فى القاهرة؛ فمثلاً كيلو الطماطم يتراوح سعره بين 4 و5 جنيهات؛ فيما كنت تجده فى القاهرة بقرابة 8 جنيهات، وقت الزيارة، و«طبق البيض» بـ51 جنيهاً، فيما كنت تشتريه فى القاهرة بنحو 60 جنيهاً تقريباً، وكيلو البرتقال يتراوح بين 4 و5 جنيهات، وفى القاهرة كنت تجده بأسعار تتراوح بين 7 و8 جنيهات، وهو ما عزاه المسئولون إلى وفرة السلع بالتنسيق بين التجار والأجهزة الأمنية المعنية، والتى تحقق وفرة فى السلع أكثر من الاحتياجات، وتنسيق وحملات لـ«ضبط الأسعار».

أسعار «فوانيس رمضان» تتراوح بين 5 جنيهات و100 جنيه

وتوجد «فوانيس رمضان» بأسعار تتراوح من 5 جنيهات إلى 100 جنيه، فيما توجد اللحوم بأسعار تتراوح بين 90 و130 جنيهاً. وتقول «أم أحمد»، سيدة من أهالى المدينة، إن كل ما تريد شراءه من سلع ومنتجات متوافر، ولا تتكبد عناء فى إحضاره سواء من الأسواق المختلفة، أو داخل منافذ ومعارض «أهلاً رمضان» المنتشرة فى المدينة بكثرة.

«أم أحمد»: «ما بقناش خايفين على عيالنا»

وتضيف «أم أحمد»: «الوضع حالياً مختلف تماماً عن قبل كده.. دلوقتى بنتحرك فى الشوارع بأمن وأمان من غير خوف على عيالنا.. وكل اللى محتاجينه متوفر وبأسعار مناسبة».

ولأن الأطفال هم مرآة الأسرة؛ فلو شعر الأب أو الأم بالخوف على أبنائهما، لن يتركاهم ليتجولوا أو يلعبوا فى الشوارع؛ فرصدنا فى حى المساعيد بـ«العريش» تحرك الأطفال بحرية، أثناء عودتهم من المدارس، ولهو آخرين بدراجاتهم فى الشوارع، وهو ما يقول عنه عدىّ خليل، طفل يبلغ من العمر 11 عاماً، انتقل من إحدى القرى الحدودية للعيش فى «المساعيد»، إن حالتهم حالياً أكثر أمناً واستقراراً عن ذى قبل، ولا يوجد ما يخيفهم، موضحاً أنهم يعيشون حالياً فى مبانٍ سكنية وفرتها لهم الدولة، لكن على الرغم من ذلك؛ فإنهم يفضلون العيش فى مساحات واسعة، مثلما كانت نشأته ونشأة أهاليه البدوية، وهو ما علمناه من اللواء ماجد محمد، رئيس مجلس مركز ومدينة العريش، الذى ذكر أن الدولة تعمل على إنشاء «بيوت بدوية» لصالح بعض الأسر التى ترغب فيها، وفق ضوابط ومعايير معمول بها.

وحول ما رصدناه من عدم سماع صوت إطلاق رصاصة واحدة، يقول اللواء ماجد إن هذا الأمر لا يحدث ليوم أو اثنين، لكن هناك حالة أمن واستقرار كاملة فى مدينة العريش، بعد نجاح جهود القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المعنية فى السيطرة على الأوضاع بشكل كامل، مؤكداً أن الحياة عادت لطبيعتها، وأنه تمت إزالة حواجز خرسانية من بعض الأماكن فى المحافظة، مُجمِلاً الأوضاع قائلاً: «الأوضاع مستقرة بنسبة تقترب من 99%، والوضع اليوم فى مدينة العريش على النقيض تماماً ما كان يحدث قبل قرابة 7 أو 8 سنوات من انتشار مكثف للعناصر الإرهابية فى المحافظة».

ويُشدد رئيس مركز ومدينة العريش على وجود اهتمام كبير من القيادة السياسية للبلاد بمحافظة شمال سيناء، موضحاً أنهم يعملون على حل جميع المشكلات التى تواجه المحافظة، مع العمل على إقامة مشروعات تنموية وخدمية فى مختلف المجالات، وتمهيد الطرق، لتحقيق حياة آدمية وآمنة للمواطنين، مع تطوير وتحديث مستشفى العريش العام، الذى أصبح مستشفى جامعياً، وتوفير نخبة من الأساتذة والخبراء من 4 جامعات مصرية فيه، لخدمة الأهالى دون تكبد عناء السفر لأماكن بعيدة.

وتقول أمانى رسلان، مدير عام التموين والتجارة الداخلية فى شمال سيناء، إن المحافظة سيطرت على ارتفاع نسبى فى الأسعار عقب الأزمة «الأوكرانية - الروسية»، لكن الأوضاع عادت لما كانت عليه قبل الأزمة، مع تخفيضات إضافية أيضاً، مرجعةً ذلك للتعاون الصادق والوطنى والجاد مع غرفة التجارة فى شمال سيناء، والتنسيق والتعاون المثمر والجاد والبنَّاء مع جميع الأطراف.

وتؤكد أن انخفاض الأسعار سببه توافر كل ما يحتاجه المواطن من سلع وخدمات، وأن سعر رغيف الخبز التموينى لم يرتفع فى الأزمة الأخيرة، و«الخبز الحر» عاد لأسعار ما قبل الأزمة.


مواضيع متعلقة