«سليمان جوهر».. عبق الماضي وتنوع المستقبل.. رواد من كل شكل ولون

«سليمان جوهر».. عبق الماضي وتنوع المستقبل.. رواد من كل شكل ولون
ما إن يضع المار قدمه فى شارع سليمان جوهر بالدقي، حتى يشعر وكأنه عاد إلى فترة الستينيات، ليس فقط بسبب حجم الشارع الواسع أو انتشار محلات «مكواة الرجل»، بل أيضا بسبب واجهات المباني التي كانت منتشرة فى تلك الحقبة، بشرفاتها الواسعة وبواباتها الحديدية الصغيرة التي تجعل المار ينفصل للحظات مستمتعا بتلك المشاهد قبل أن يعود للواقع ويسأل عن حكاية شارع «سليمان جوهر» بالدقي؟
يبدأ شارع سليمان جوهر من وزارة الزراعة حتى شارع التحرير، وفي الوسط هناك الميدان الشهير الذي سمىُ الشارع على اسمه وقد تم تجديده مؤخرا باعتباره من الشوارع الرئيسية فى منطقة الدقي التي سميت على اسم عائلة «الدقي» التي سكنت فيها لفترة طويلة.
شارع «سليمان جوهر» :سكان من كل شكل ولون
يشير رمضان فتحي، صاحب مخبز فى شارع سليمان جوهر، إلى أن الشارع قد يبدو للناس عاديا، إلا أنه يتميز بالتنوع، فالشارع يضم الكثير من الجنسيات العربية التي تشترى منه يوميا احتياجاتها من الخبز، وأشهر الجنسيات المنتشرة هي الجنسيتين السودانية واليمنية: «من يسير فى الشارع سيلاحظ أن هناك عدد لا بأس به من السكان يرتدون الملابس السودانية المميزة بألوانها الزاهية، وهم الأكثرية ثم اليمنيين وهم مشهورين بزيهم الخاص الذي حزام القماش ويتدلى منه خنجر كما يظهر فى الأفلام القديمة».
مدارس سودانية ومطاعم يمنية وسوق مصرية
ويعتبر «رمضان»، أن الشارع مثل لوحة فنية متكاملة العناصر يضم مدارس سودانية، ومطاعم يمنية كثيرة تقدم أشهى المأكولات: «كل ذلك يأتي جنبا إلى جنب وجود باعة للخضر والفاكهة ما يجعل الشارع كأنه سوق كبيرة وشاملة رغم بساطته».
إنهاء أسطورة سوق سليمان جوهر
تجلس «نوال محمد»، أمام محلها لبيع الأدوات المنزلية، الذي كان مخصصا لبيع المشغولات الذهبية، ولكن بعد وفاة زوجها وبيع البضاعة لسداد الديون، رفضت أن تضع «يدها على خدها»، مؤكدة لـ« الوطن»، استغلال المحل التجاري فى بيع الأدوات المنزلية، منذ ما يقرب من 20 عاما، ما جعلها شاهدة على تاريخ التغيرات التي مر بها الشارع، والتي كان آخرها إزالة السوق من قبل المحافظة بعد أن أفسد شكل الشارع، وتسبب فى إزعاج السكان وأصحاب المحال: «لا يمكن إنكار أن سوق سليمان جوهر كان يخدم المنطقة وعدد من المناطق المجاورة، لكنه فى المقابل كان له آثار سلبية منها الزحام الشديد، وانتشار القمامة والروائح الكريهة: «الأهم أن أصحاب المحال وأنا منهم لم نكن نستطيع الترويج لبضاعتنا أو حتى عرضها بشكل جيد فى واجهة المحل بسبب أن باعة السوق كان ينتشرون فى كل مكان حتى وصلوا إلى الأرصفة».
جمال الشارع ظهر بعد التجديدات
وتضيف «نوال»، أن محافظة الجيزة مؤخرا لم تكتف فقط بإزالة سوق سليمان جوهر، بل عمدت إلى البدء فى حملة لتجديد الشارع، حيث تم رصف الشارع، وطلب من أصحاب المحال تجديد واجهات محلاتهم: «الآن أي شخص يسير فى الشارع يستطيع تأمل جمال الشارع ورؤية زينة رمضان المعلقة فى الشوارع الجانبية، بعد أن كان الأمر صعبا، ويمكن التنزه فى الشارع بحرية، كما أصبح شكل ميدان سليمان جوهر أفضل بعد زراعته بالورود».