افتتاحية واشنطن بوست: فوز لوبان بالانتخابات الفرنسية دعم كبير لبوتين

كتب: محمد البلاسي

افتتاحية واشنطن بوست: فوز لوبان بالانتخابات الفرنسية دعم كبير لبوتين

افتتاحية واشنطن بوست: فوز لوبان بالانتخابات الفرنسية دعم كبير لبوتين

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه من خلال هجوم روسيا على أوكرانيا، تسبب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نشوب حربين، الأولى هي عبارة عن صراع عسكري دموي في أوكرانيا، والثانية هو صراع أوسع للقلوب والعقول في جميع أنحاء أوروبا.

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن هذا الصراع السياسي والنفسي يسير بشكل سيء بالنسبة إلى بوتين، إذ رفضت الحكومات والشعوب من شمال أوروبا إلى جنوبها ​​العدوان الروسي والأجندة الأيديولوجية غير الليبرالية، ومع ذلك، هناك نقاط ضعف، إحداها هي المجر، التي فاز رئيس وزرائها الصديق لبوتين، فيكتور أوربان، بولاية رابعة على التوالي في الانتخابات الوطنية في 3 أبريل الماضي، لكن الحال يختلف في فرنسا التي تمثل اختبارًا للاتحاد الأوروبي.

معركة ماكرون أصعب هذه المرة

وتابعت الصحيفة أن الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الأحد الماضي وأسفرت عن جولة الإعادة، من المقرر إجراؤها في 24 أبريل، بين مرشح الوسط الحالي إيمانويل ماكرون وبين مارين لوبان، السياسية اليمينية المتطرفة التي هزمها ماكرون بأكثر من 30 نقطة مئوية في عام 2017، تظهر استطلاعات الرأي حولها أن السباق أقرب بكثير هذه المرة، إذ يتقدم ماكرون، الذي احتل المركز الأول بنسبة 27.9 في المائة من الأصوات، بفارق بضع نقاط مئوية فقط عن لوبان التي حصلت على 23.2 في المائة في الاستطلاع.

تأييد لوبان لبوتين والعداء مع الناتو

وأوضحت الصحيفة أن لوبان، ظلت لفترة طويلة معارضة للهجرة، لكنها حاولت إعادة تصنيف نفسها على أنها معتدلة على مدى السنوات الخمس الماضية، ومع ذلك فإن شجبها لهجوم بوتين على أوكرانيا لا يمكن أن يزيل وصمة عار أصول حزبها باعتباره الجبهة الوطنية المتطرفة، أو اعتذاراتها السابقة لموسكو.

وصوّر منشور حملة التجمع الوطني الذي تم توزيعه هذا العام ويظهر مصافحتها للرئيس الروسي، وتمويل حزبها نفسه بقرض بقيمة 9 ملايين يورو من بنك روسي في عام 2014، كما أن عداء لوبان الطويل الأمد لحلف الناتو معروف جيدًا ؛ كذلك وعدها بسحب الجيش الفرنسي من هيكل قيادة التحالف.

وأضافت الصحيفة أن فوز لوبان، بانتخابات فرنسا، سيكون بمثابة دفعة كبيرة لبوتين، رمزيًا وموضوعيًا، على الرغم من أنه لا يزال غير مرجح، إلا أنه ممكن للغاية، ومن المفارقات أن ذلك يرجع جزئيًا إلى استياء الناخبين من ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة التي أحدثها الهجوم الروسي، في حين أظهر تصويت الأحد تحولًا كبيرًا نحو اليمين المتطرف في فرنسا باعتباره انجذابًا عامًا للشعبويين من جميع الأطياف، في حين يتمتع ماكرون بأسلوب تكنوقراطي منعزل لا يمكن إنكاره، لكنه مع ذلك قام بعمل جيد جدًا كرئيس، بعد أن أشرف على خفض معدل البطالة المرتفع بعناد في فرنسا إلى أدنى مستوى له منذ 13 عامًا.


مواضيع متعلقة